«زي النهارده».. وفاة الروائى عبدالرحمن المنيف 24 يناير 2004

رضا البهات: حصر نفسه في الهم السياسي
كتب: ماهر حسن الأحد 24-01-2016 05:10

عبدالرحمن المنيف واحد من أشهر الروائيين العرب في القرن العشرين واستطاع في رواياته التعبير عن حجم التغيرات التي أحدثتها الثورة النفطية في بنية المجتمعات الخليجية وساعده في هذا أنه أساسا خبير بترول.

عمل في شركات النفط كما كان من أشد المفكرين المناوئين لأنظمة كثيرمن الدول العربيةومن أشهررواياته«مدن الملح»وتقع في ٥أجزاءسداسية«مدن الملح»و«قصةحب مجوسية» و«شرق المتوسط» وتتحدث بفداحة وتعرية روائيةعن التعذيب في السجون العربية و«حين تركنا الجسر» و«النهايات» و«سباق المسافات الطويلة».

ولد عبدالرحمن المنيف، في عمان بالأردن لأب سعودى وأم عراقية في ٢٩مايو ١٩٣٣ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكليةالحقوق عام ١٩٥٢ وانخرط في النشاط السياسى هناك، ثم انتقل لدمشق في ١٩٦٢ ليعمل في الشركة السورية للنفط ثم انتقل لبيروت عام ١٩٧٣ ليعمل هناك في مجلة البلاغ.

ثم عاد إلى العراق مرة أخرى عام ١٩٧٥ليعمل في مجلة النفط والتنمية وغادر العراق عام ١٩٨١ متجهاً لفرنسا ليعود بعدها لدمشق في١٩٨٦ويقيم فيها حيث كرس حياته لكتابة الروايات، وعاش في دمشق باقى حياته وبقى إلى آخر أيامه معارضاً للإمبريالية العالمية إلى أن توفي «زي النهارده»، في ٢٤ يناير ٢٠٠٤.

ويقول الروائي الدكتور«رضا البهات» أذكر أن الناقد الكبيرالراحل فاروق عبدالقادر سألني ذات مرة هل قرأت عبدالرحمن المنيف وإبراهيم الكوني وسعدي يوسف لأنه كان معجبا بكتابتهم وأنا قرأت هؤلاء جميعاً ولي وجه نظر في هذا السياق وبالأخص في روايات المنيف.

وأقول أن خير من يمثل الأدب هو الفن الخالص الذي ينطلق من رؤية ابداعية فيتحدث عن شأن انساني أو سياسي أو اجتماعي وهو الفن الأكثر خلوداً الذي ينطلق من الفكرة الابداعية ويرتكز على فكرة الابداع وليس ينطلق من موقف سياسي أو ايديولوجي سابق والسياسة لا تصنع ابداعاً أو فناً وفكرة التركيز على الرؤية السياسية في العمل وتكون هي مركز اهتمام الكاتب يقتطع من القيمة الابداعية الإجمالية للعمل فالإبداع أشبه بربوة عالية يقف عليها المبدع ليرصد بشكل رمزي فكرة السياسة أو الانسانية أو أي شيء أخر.

وتابع: الإبداع ينر ويرصد ويعبر عن فعل الحياة ككل وليس فعل السياسة فقط فالبداية هي الكتابة الإبداعية التي تعبر عن قناعاتي وأفكاري وتوجهاتي السياسية والمنيف حصر نفسه في الهمّ السياسي.

واستطرد «البهات»: لي وجه نظرفي روايات المنيف وأقول أن خير من يمثل الأدب هو الفن الخالص الذي ينطلق من رؤيةإبداعيةفيتحدث عن شأن انساني أوسياسي أواجتماعي وهوالفن الأكثرخلود االذي ينطلق من الفكرةالابداعية ويرتكز على فكرة الإبداع ولا ينطلق من موقف سياسي أو أيديولوجي سابق والسياسة لا تصنع إبداعاً أوفناً وفكرةالتركيزعلى الرؤيةالسياسيةفي العمل كهم رئيسي يقتطع من القيمة الإبداعية للعمل فالابداع يرصد ويعبرعن فعل الحياة ككل وليس فعل السياسة فقط فالبداية هي الكتابة الابداعية التي تعبر عن قناعة وأفكار وتوجهات المبدع والمنيف حصر نفسه في الهمّ السياسي.