«علّي صوتك بالغنا.. كل الأماني ممكنة» بحماس شديد وقفت الناشطة شيماء الصباغ تغنى في ميدان الرمل بالإسكندرية أثناء ثورة 25 يناير2011، وهي تشارك ملايين الثائرين ضد نظام حسني مبارك حلم التغيير، كانت وقتها حاملاً في طفلها بلال، مر عام على رحيل الناشطة الثائرة التي قتلت بطلق ناري عشية الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير قرب ميدان التحرير، وكانت وقتها تحمل الورود وتطالب بالقصاص لشهداء الثورة.
«البلد دي بقت بتوجع.. ومفهاش دفا.. يارب يكون ترابها براح.. وحضن أرضها..أوسع من سماها»، كانت هذه العبارة آخر ما كتبته شيماء الصباغ، قبل أن تصعد روحها في ميدان الثورة لتنضم لطابور الشهداء.
«كل أبناء وبنات مصر أولادي وبناتي، وهذه ابنتي ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك» كانت تلك الكلمات جزء من تعليق الرئيس عبدالفتاح السيسي على الواقعة التي أثارت موجة انتقادات وإدانات من أحزاب ومنظمات وشخصيات عامة، وأحال النائب العام الراحل هشام بركات ضابط للمحاكمة شرطة بتهمة قتل الناشطة، رغم نفي وزارة الداخلية أكثر من مرة إطلاق خرطوش على المشاركين في المسيرة التي كانت بها شيماء، وقضت محكمة جنايات القاهرة بعد ذلك بسجن الضابط الذي أطلق الخرطوش على «شهيدة الورد» ١٥ سنة.
انتمت شيماء لليسار الثوري المستقل وكانت في صدارة المتضامنين مع العمال وأصحاب المظالم فتقدمت المسيرات والوقفات الاحتجاجية وهي تهتف بصوت جسور «عيش حرية عدالة اجتماعية»، شاركت شيماء صاحبة الـ33 عامًا في أحداث الثورة المختلفة، وانضمت لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وشغلت منصب أمين العمل الجماهيري بالحزب في الإسكندرية، وصدر لها بعد رحيلها ديوان «على ضهر التذكرة» عن دار ابن رشد للنشر، وضم مقتطفات شعرية من صفحتها على «فيس بوك».
في الذكرى الأولى لرحيلها تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لبلال نجل شيماء الصباغ وهو يغني للسلام والحب «الناس عايشة في أمان»، وكأنه يقول لوالدته أن الأغاني مازالت ممكنة رغم الحزن والفقد، يغني الصغير وعيناه تلمعان وكأنه يقول لأمه أنه سيكمل مسيرتها من أجل الوطن، وسيشارك في تحقيق حلم من رحلوا وهم يهتفون للمستقبل والحرية.