وجوه من البرلمان

نصار عبد الله السبت 23-01-2016 21:12

قل ما تشاء فى الدكتور فتحى سرور، الرئيس الأسبق لمجلس الشعب، لكنه فى النهاية لا يخلو من الحسنات.. واحدة من حسناته أنه يمتلك لغة عربية نقية صافية لم أعهدها فى مسؤول حكومى كبير إلا فى سلفه الدكتور رفعت المحجوب، رحمه الله.. ولقد تذكرت هذه الحسنة من حسنات سرور، ومن قبله المحجوب، وأنا أستمع إلى الدكتور على عبدالعال، الرئيس الحالى للمجلس، الذى لا تكاد تخلو جملة واحدة من حديثه من خطأ نحوى!.. هذا لا يدفعنا بالطبع إلى أن نجحد المزايا الكثيرة للدكتور عبدالعال، وفى مقدمتها أنه أكاديمى دستورى ضليع، وأنه على مستوى إدارة الجلسة صارم حاسم مقتدر لا يقل اقتداراً عن سلفه «سرور».. رحم الله أيامه التى خلت (عنه.. ومنه.. وبه!!).. ملحوظة: سقط عمداً ما يتعلق بالدكتورين: الكتاتنى وأحمد فهمى، لأن التوقف عندهما والحديث عنهما يثير فى نفسى كثيراً من المواجع.

■ ■ ■

أنيسة عصام حسونة.. رغم حديثها القصير فى إحدى الجلسات.. استطاعت أن تشد الانتباه وأن تنال الإعجاب، بأفكارها المرتبة، وعرضها الدقيق المتمكن، وشخصيتها الواثقة، وحضورها الإنسانى الآسر.. حقاً إنها نموذج مشرف للمرأة المصرية، ولا أظن أنها مصادفة على الإطلاق أن تكون هى التى تولت موقع المدير التنفيذى لمؤسسة مجدى يعقوب للقلب.

■ ■ ■

تهنئة إلى المشتغلين بالثقافة والإبداع بتعيين مبدعين معروفين لكى يكونا عضوين فى مجلس النواب، وهما الدكتورة لميس جابر، كاتبة الدراما التليفزيونية المتمكنة، والروائى الكبير يوسف القعيد.. تهنئة خاصة إلى الصديق «يوسف» الذى بدأت صلتى به وتوطدت منذ خمسين عاما تقريبا، عندما كنا نخطو خطواتنا الأولى معا على درب الكتابة!!.. يإ إلهى كم ركض بنا الزمن ونحن لا ننتبه، حتى أدركنا المشيب (الأدق: أدركنا الصلع!).

■ ■ ■

النائب المحترم الذى ذكر فى حديثه لإحدى القنوات التليفزيونية أنه قد دخل المجلس لكى يحقق الاكتفاء الذاتى من القمح قبل أن تنتهى الدورة الحالية من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى!!.. لم يوضح لنا بالضبط كيف سيتمكن من تحقيق هذا الإنجاز، الذى سوف يكون رائعا حقاً (لو تحقق).. كنت أود أن أسأل سيادته فقط: هل تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح هو مجرد مشكلة تشريعية حتى تحل بدخول سيادته إلى البرلمان؟!.. إن سيادته يتكلم كما لو أنه لايزال مرشحاً يسرف فى بذل الوعود بتحقيق الآمال التى تداعب خيال كل مصرى (والتى نعلم جميعا مدى صعوبة، بل استحالة، تحقيقها خلال الحيز الزمنى الذى حدده).. المطلوب الآن ليس هو إعادة طرح العناوين العريضة المطروحة فعلا منذ عشرات السنين، ولكن المطلوب هو خطة واقعية قابلة للتنفيذ العملى، وهذا هو ما لم يتطرق إليه سيادته! على الأقل فى حدود ما أتيح لى أن أستمع إليه من حديثه.. أظن أن هذه هى المشكلة الأزلية لنوابنا فى سائر العهود!!

nassarabdalla@gmail.com