وصف مبارك الخرينج، نائب رئيس مجلس الأمة الكويتى، العلاقات المصرية الكويتية بـ «المتميزة» فى جميع المجالات، لافتا إلى أن «مصر أم العروبة وخيمتنا العربية».
وقال الخرينج فى حوار مع «المصرى اليوم»: هناك ما لا يقل عن 23 ألف طالب كويتى يدرسون فى مصر، وهناك تنسيق بين الكويت، ومصر على كافة المستويات، وإن العلاقات الثنائية بين البلدين مميزة عن بقية الدول العربية، منوها إلى أنه لابد من التنسيق بين البرلمانات العربية لطرح قضايانا المصيرية فى المحافل الدولية.
وتابع: «ولكنى أعتقد أيضا أن هناك من يحاول أن يخلق مشاكل، وأعتقد بالحكمة نستطيع تجاوز أى مشاكل قد يحاول البعض خلقها، وإذا حدثت مشكلة نستطيع حلها بكل صدق وأريحية ومصداقية، نحن لا نقول إنه ليست هناك مشاكل، فهناك مشاكل لكن كيف نستطيع حلها بكل حب ومحبة ويجب ألا نعطى الفرصة لمن يريد الصيد فى الماء العكر».
■ بداية كيف ترى العلاقات المصرية الكويتية؟
- العلاقات المصرية الكويتية لا تحتاج لحديث، فهى علاقات متميزة من كافة الجوانب سواء شعبية أو حكومية، ومصر بالنسبة لنا فى الكويت هى عمقنا الاستراتيجى، ولا ننسى أبدًا مواقف مصر فى السابق، سواء موقف الرئيس جمال عبدالناصر، عندما تصدى للرئيس العراقى الأسبق عبدالكريم قاسم عندما تحدث عن الكويت، أو موقف مصر بعد الغزو العراقى الغاشم لدولتنا، مصر هى أم العروبة، وخيمتنا العربية، ويجب أن تظل هذه الخيمة واقفة من خلال الأعمدة الرئيسية، قادتنا قادة مجلس التعاون الخليجى، والآن الوطن العربى فى وضع لا يحسد عليه، ونحن نحتاج إلى قوة عربية تبرز دورنا فى المرحلة الحالية والمستقبلية، والجالية المصرية لدينا أكثر من 800 ألف مصرى يعملون فى الكويت، وهذا أمر ذكرته للرئيس عبدالفتاح السيسى، وبلا شك فإن هذه الجالية لها دور كبير فى بناء الكويت، وهناك أيضا ما لا يقل عن 23 ألف طالب كويتى يدرسون فى مصر، وهناك تنسيق بين الكويت، ومصر على كافة المستويات، والعلاقات بين مصر والكويت مميزة عن بقية الدول العربية، فنحن لا يمكن أن نقول إننا وقفنا مع مصر فى محنتها، بقدر ما نقف مع الكويت لأن وقوف مصر، وقوف للكويت وإذا انكسرت مصر فالكويت ستتأثر، إذن هذا موقفنا المبدئى والثابت، وهو موقف شعبى وحكومى وسياسى واقتصادى.
■ ما تعليقك على محاولة البعض استغلال حادث المواطن المصرى فى الكويت للإساءة للعلاقات المصرية الكويتية؟
- مهما حدث من مشاكل هنا أو هناك لا يمكن أن تؤثر فى قوة العلاقات، فالإخوة قد تحدث بينهم مشاكل ولكنها لا تؤثر على العلاقة العائلية والاجتماعية، وأنا ذكرت سابقًا أن هذا الحادث لا يمكن أن يؤثر على قوة ومتانة العلاقات المصرية الكويتية، وهو خلاف أدى إلى شجار ثم أدى إلى تصادم، ونحن ضد ما حدث وقمنا بإدانته وعبرنا عن استنكارنا له، وأنا شخصيًّا قدمت العزاء للشعب المصرى فى شقيقنا المواطن المصرى.
وعلى الجانب الآخر كانت هناك حادثة لا تقل بشاعة عن مأساة أحمد عاطف وهى مأساة المواطنة الكويتية وأمها سعودية الجنسية اللتين قتلهما سائقهما فى مصر، وهو حادث بشع، ولم يعرف الشعب المصرى الحبيب شيئًا عن هذه المأساة، ولم تتكلم الصحافة الكويتية بما تكلمت به الصحافة المصرية، فهذا دم عربى وهذا دم عربى، ولا يمكن أن نفرّق بين هذا وذاك، ولكننا نؤكد ضرورة ترك القضاء فى مصر والكويت أن يحكم بما يراه، فمصر والكويت شعب واحد وتربطنا علاقات النسب وعلاقات اجتماعية وعلاقات اقتصادية.
■ هل تعتقد أن هناك من يحاول التربص بالعلاقات المصرية العربية بصفة عامة؟
- بالتأكيد إسرائيل ولكنى أعتقد أيضا أن هناك من يحاول أن يخلق مشاكل، وأعتقد بالحكمة نستطيع تجاوز أية مشاكل قد يحاول البعض خلقها، وإذا حدثت مشكلة نستطيع حلها بكل صدق وأريحية ومصداقية، نحن لا نقول إنه ليست هناك مشاكل، فهناك مشاكل ولكن كيف تستطيع حلها بكل حب ومحبة، ويجب ألا نعطى الفرصة لمن يريد الصيد فى الماء العكر.
■ هل ستشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التعاون بين مجلس الأمة ومجلس النواب فى مصر؟
- مصر مهمة جدًّا والبرلمان المصرى له دور مهم خاصة فى ظل أن من يتولى رئاسته شخصية قانونية ودستورية مصرية مثل الدكتور على عبدالعال، ونحن نتشرف بهذه الشخصية المهمة جدًّا لإبراز دور مصر وقضايا مصر الحالية والمستقبلية، والكويت تترأس الاتحاد البرلمانى العربى الذى يترأسه مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتى، وستنتقل الرئاسة فى شهر مارس المقبل للبنان، ونحن على ثقة بأن الرئيس نبيه برى وما يتمتع به من علاقات وطيدة مع الدول العربية والإسلامية سيضيف أكثر ويحاول أن يخفف من تأجيج ما يحدث فى العلاقات العربية ومحاولة رأب الصدع العربى.
■ كيف يمكن للبرلمانات العربية أن تقوم بدورها وسط هذا الأتون من المشاكل التى تشهدها المنطقة حاليا؟
- بالتواصل ما بين البرلمانات وأيضا بالتفاهم والتعاون فيما بينها، فنحن افتقدنا مصر فى الاتحاد البرلمانى العربى وكذلك فى البرلمان العربى، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين البرلمانات العربية لطرح قضايانا المصيرية خاصة فى المحافل الدولية والإسلامية.
■ المنطقة العربية تواجه حاليًّا مشاكل كبيرة جدًّا على رأسها التطرف والإرهاب، فكيف يمكن للبرلمانات العربية أن تلعب دورًا فى محاولة القضاء على هذه المشكلات؟
- الارهاب لا دين له ولا جنسية له، مع الأسف الشديد لا يوجد تعريف لمعنى الإرهاب، البعض يعرفه حسبما يراه، هناك أفراد أو مجموعات كداعش والقاعدة وهناك أيضا إرهاب دولة، فهل يعقل ما يقوم به نظام بشار الأسد من بطش وتفجير البراميل المتفجرة والغازات السامة بهذا الشكل، ونسكت ولا تتم إدانته، وبمساعدة من إيران وحزب الله، هل يعقل هذا الأمر، الشعب السورى يباد، وما شاهدناه مؤخرا من حصار «مضايا»، فأى دولة تقبل بهذا؟ وأى بشر يتحملون؟ لماذا هذا الصمت نحن نحتاج لإعادة نظر فى المجزرة التى تحدث، نعم نحن ضد الإرهاب ولكن إرهاب الدولة لا نقبله، ونتمنى أن تحل المشكلة السورية حلا جذريا سياسيا من أجل الشعب السورى، لكن لا يمكن أن نقبل ما يحدث، لا يمكن أن يتشبث زعيم بالكرسى من أجل أن يعدم شعبه، فكم مليونًا عدد اللاجئين السوريين؟ والمعتقلين المتواجدين فى المعتقلات السورية؟.
■ فى الوقت الذى تعرض فيه الأزهر الشريف لهجوم شديد فى مصر، نجد الكويت تقوم بتكريم شيخ الأزهر وتختاره شخصية العام الإسلامية، كيف ترى هذا الأمر؟
- كما هو الحال عندكم عندنا أيضًا مثل هذه الأصوات، ونحن نتمتع بحرية مسؤولة ولها سقف معين إذا ما تجاوزت الحد تصبح فوضى، ونحن نؤمن أيضًا بالنقد البنّاء الهادف، فيجب ألا تؤدى الحرية للتشهير
أو التجريح، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق لذلك، وأعتقد أن ما تعرض له فضيلة الشيخ جزء من الحرية غير المسؤولة، وأى شخصية ناجحة تتعرض لما تعرض له شيخ الأزهر، ولكن على الإنسان أن يتحلى بالحكمة وسعة الصدر وهذا هو المطلوب، وأنا عندى دائما أقولها «وسع صدرك - احفظ لسانك - حكّم عقلك».