معبد الأقصر يتنكر في زي «صيني» على شرف «جين بينج»

كتب: ريهام جودة, ميلاد حنا زكي الخميس 21-01-2016 22:03

على بقعة من أجمل بقاع مصر، التقت الحضارتان المصرية والصينية، فمن داخل معبدالأقصر انطلقت، الخميس، فعاليات العام الثقافى المصرى -الصينى، تزامناً مع زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى مصر.

واكتست جدران المعابد بنقوش صينية مميزة ومزيج من الألوان المبهجة، التي تعد ركنًا أساسيًا في الثقافة الصينية، لتتغير معالمها الفرعونية، مجسدة مشهدًا يجمع بين حضارتين من أقدم الحضارات التي عرفها العالم، ومثيراً للجدل في الوقت نفسه. سلطان عيد، مدير آثار مصر العليا، قال إن اختيار معبدالأقصر، والإضاءة المستخدمة خلال تقديم عروض حفل إطلاق فعاليات العام الثقافى المصرى -الصينى 2016، يعود للجانب الصينى، لافتاً إلى أن استخدامهم الكثير من الألوان المبهجة خلال الإضاءة المصاحبة للعروض، يرجع إلى أن تلك الألوان تمثل بُعداً ثقافياً وتاريخياً وحضارياً لدى الموروث الثقافى الصينى.

وقال الطيب عبدالله، نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر، غير مقبول بالمرة ما يحدث داخل المعبد، لما له من تأثير سلبى على الجدران، مشيراً إلى أن استخدام الليزر ممنوع داخل المناطق الأثرية، التي تحتوى على بقايا ألوان، مثل الجزء الجنوبى بالفناء الخلفى لمعبدالأقصر. وأضاف «عبدالله»: «هناك غياب للرؤية»، لافتاً إلى أن معبدالأقصر تحول إلى معبدصينى، طمست فيه معالم الحضارة المصرية القديمة.

وأكد مصدر، رفض ذكر اسمه، أن استخدام الليزر والأشعة والتلوث البصرى والسمعى وقوة صدى الصوت داخل المناطق الأثرية، يؤدى إلى اهتزاز بجدران الأثر، وتشويه في الألوان سيظهر بشكل بطىء مع مرور الأيام. وأثارت الإضاءات التي تزين بها متحف الأقصر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، واعتبره البعض تشويهًا للحضارة الفرعونية وجريمة في حق آثار مصر، فيما اعتبره البعض الآخر أنه نظام متبع في العديد من الدول بأن تتزين الآثار لصالح حضارة ودولة الضيف أو الزائر.

الفنان التشكيلى، طه القرنى، عبّر عن غضبه على صفحته بموقع «فيس بوك»، وفى تصريحاته لـ«المصرى اليوم»، حيث قال إن المنظر العام للآثار بالإضاءة الصينية إهانة للثقافة المصرية وإهانة للتاريخ، مشيرًا إلى أن هذه الأفكار لاسترضاء الوزير من موظف لا يعى قيمة الآثار المصرية ولابد من التحقيق مع جميع القائمين على هذا الحفل. وأضاف «القرنى» لـ«المصرى اليوم» أن الرئيس الصينى جاء إلى مصر لكى يرى الآثار المصرية ويستمتع بها كما هي وعبّر عن ذلك في زيارته للأهرامات بقوله «حققت حلم حياتى»، في إشارة لزيارته الأهرامات.

رانيا فايق، فنانة تشكيلية، شنت حملة شرسة على موقع «فيس بوك» ضد هذا الشكل من الاحتفال، وقالت: «ما حدث في معبدالأقصر جريمة لبلد تمتلك من التراث والحضارة ما يكفيها أن تظل تتباهى وتتفاخر به مدى الحياة وتمتلك أيضاً من يستطيعون ببراعة تشويه ونسف كل تلك الحضارة»، مشيرة إلى أن المفترض نتفاخر بحضارة البلد وتاريخه وتراثه ونفرح ونُظهر هذا التاريخ أمام الجميع.

ووجهت «فايق» رسالة إلى المسؤولين وقالت: «لقد اغتالوا ببراعة هويتنا المصرية، وشوهوا أحجار أجدادنا المصريين بأعلام دولة ضيفة، ولا احتفظتم بهوية الأجداد ولا احتفلتم بالدولة الضيفة والحقيقة رقصتوا على السلم» وقال أحمد السيد: «هذا العرض على الآثار غير صحيح ولا نستطيع أن نرسم فرعونى على سور الصين»، وتابع: «بدل ما نعتز بحضارتنا، نلبّسها صينى». رفض ونقد النقوش الصينية على جدران المعبدليس رأى الجميع، فـ«محمد الفوال» يرى أن ما حدث على جدران المعبديحدث في الكثير من الدول ولكن بحرفية.