تحليل بالصور.. أهلي «زيزو» لحظات بين الانضباط والثورات

كتب: محمود سليم الخميس 21-01-2016 11:19

«لن أطلب منكم تنفيذ جمل هجومية محددة، كل ما أطلبه هو الالتزام بتعليماتي الدفاعية، أما في الثلث الأخير فلكم مُطلق الحرية في الإبداع»، هذا ما أتوقع أن يكون قاله عبدالعزيز عبدالشافي للاعبيه قبل تلك المباراة الصعبة التي تولى فيها قيادة الفريق أمام الإسماعيلي.

الأهلي يضيع كل الفرص السهلة للفوز على الإسماعيلي ويخطف الفوز من ركلة ثابتة عن طريق عبدالله السعيد نجم اللقاء.

بدأ زيزو اللقاء بطريقة لعب الأهلي المُعتادة 4-2-3-1 في ظل الغيابات العديدة في صفوف الفريق، بدأ شريف إكرامي أمامه الرباعي محمد هاني ورامي ربيعة وأحمد حجازي وصبري رحيل، ثم الثنائي أحمد فتحي وحسام غالي، أمامهما الثلاثي جون أنطوي ورمضان صبحي وعبدالله السعيد خلف عمرو جمال.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

وفي الـ4-2-3-1 مع الأهلي يرتد ثنائي الأطراف مع ظهيري الخصم في حالة تقدم أيهما للهجوم، فالتزم جون أنطوي بتأدية واجباته الدفاعية كلاعب جناح، وكان يقدم الدور الدفاعي بكل انضباط مع تقدم أحمد سمير فرج، ظهير أيسر الإسماعيلي، وبالمثل فعل رمضان صبحي في الجبهة اليسرى.. وهذا هو الانضباط الذي فرضه زيزو على لاعبيه.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

وهذه الحالة توضح التمركز الدفاعي للاعبي الأهلي في حالة فقد الكرة 4-4-1-1، يرتد أنطوي ورمضان بجوار غالي وفتحي، ويسقط السعيد خلف عمرو جمال.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

ولنغلق هذه الجزئية المختصة بطريقة دفاع الفريق، كان لابد من توضيح هذه الحالة ولماذا كان عدد مهاجمي الإسماعيلي مساوياً لعدد مدافعي الأهلي ما تسبب في خطورة بتصويبة من جبرين علت المرمى وكادت تصبح هدف التقدم، ذكرنا أن الجناحين كل منهما مختص بالارتداد مع الظهير، وإذا تقاعس في مرة ستظهر الخطورة على دفاع فريقه، هنا لم يرتد رمضان مع الظهير الأيمن حمد فاضطر غالي للتغطية يمينًا، وبقي فتحي وحيدًا في العمق مع تقدم ثنائي وسط الإسماعيلي عماد حمدي وجبرين ظهرت الزيادة العددية.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

بالطبع زيزو لم يرد وضع لاعبيه تحت قيود دائمًا، ففي حالة امتلاك الكرة ظهرت الثورات من اللاعبين، أولهم جون أنطوي يترك مركز الجناح وينضم للعمق الهجومي بجوار عمرو، ورمضان يترك الجناح وينضم لعمق الملعب أحيانًا يُشكل ثنائيات مع غالي والسعيد.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

وأخرى يذهب للمساحة التي تركها أنطوي على اليمين لذلك شاهدناه في الجبهة اليمنى الهجومية كثيرًا رغم كونه جناحا أيسر.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان السعيد أيضًا ينطلق في المساحة التي تركها رمضان يسارًا أحيانًا كثيرة في تبادل رائع للمراكز بينهما.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي
هل تتذكر تصويبة السعيد من داخل المنطقة بعد مراوغة المدافع في بداية اللقاء؟ كانت نتاج تبادل بينه وبين رمضان في وجود أنطوي كرأس حربة.. حقًا إنها ثورة التحركات والتحرر الهجومي.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

وبالطبع كانت له توغلات في الجناح الأيسر، وهو مركزه الأساسي في هذا اللقاء، هل تتذكر تسديدة عمرو جمال بيسراه الضعيفة من داخل الـ6 ياردات بجوار القائم؟

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

نأتي لنجم اللقاء، لماذا كان عبدالله السعيد هو الأفضل والأقرب لكل زملائه؟ لماذا كانت لديه الحلول في كل مواقف الضغط للاعبي الإسماعيلي؟

الأمر ببساطة في التحرك بين الخطوط أو كما يُطلق عليه «in between lines» في الملعب أفضل الأماكن لطلب تسلم الكرة دائمًا هو بين الخطوط، حيث توجد المساحات بين الدفاع وخط الوسط، وهي كنز للمدربين الذين يبحثون عن الاستحواذ، مثل بيب جوارديولا.. شاهد كل تلك الحالات للسعيد في الشوط الأول فقط.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

تواجد أنطوي رغم سلبياته الدفاعية وارتكابه العديد من الأخطاء بالقرب من منطقة جزاء الأهلي، إلا أنه أعطى خطورة هجومية كبيرة للفريق، خصوصًا في الكرات العرضية من الجبهة اليسرى، فكان عدد مهاجمي الفريق في المنطقة على أقل تقدير اثنين إن لم يأت إليهما دعم من الخلف.

تحليل مباراة الأهلي والإسماعيلي

الشوط الثاني شهد هبوطًا كبيرًا في أداء الفريق مع تغييرات اضطرارية بعد إصابة غالي ورحيل، أفقدت الفريق الانضباط الدفاعي حال فقد الكرة الذي ظهر جيدًا في الشوط الأول.

الفوز على الإسماعيلي مهم ورائع، ولكن مازال الأهلي يبحث عن هويته.