نشرت جريدتكم الغراء أمس الأول الأحد 17/1/2016 فى عمود «وجدتها»، مقالاً بعنوان «تجديد الخطاب الدينى هناك»، وإذ نتفهم فكرة الكاتب، ودعوته لتجديد الخطاب الدينى، آخذاً قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، كمثل لهذا التجديد، إلا أن المعلومات الواردة فيه جاءت مجتزأة وغير دقيقة، نود أن نوضحها لكم ولقراء جريدتكم المحترمة عملاً بحق الرد.
1- يكتب «نيوتن» ويقول إن البابا قال فى «خطابه الأخير.....» وبالرجوع لخطب قداسة البابا الأخيرة، لم نجد ما قد أوحى لنا به المقال، ولكن قداسة البابا يركز فى جميع خطبه على «الرحمة والمحبة وقبول الآخر كما هو».
2- موضع الترحيب من قبل الكنيسة لذوى الميول الجنسية والمثليين جنسياً ولمؤيدى الإجهاض وغيرهم التى يدعو إليها البابا، والتى يشير إليها فى الفقرة الثانية، هو من باب عدم الإدانة ورجم الآخر وإنما من باب الرحمة والنصح والإرشاد ودعوة هؤلاء إلى التوبة، ولكن هذا ليس معناه تقربهم من المقدسات «التى ندعوها أسرار الكنيسة» إلا بعد توبة حقيقية وتغيير مسار الحياة.
3- من المؤكد أن قداسة البابا فرنسيس لم يقل إن بعض آيات أو أجزاء من الكتاب المقدس «عفا عليها الزمن»، فى الفقرة الرابعة من المقال لأن الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، هو موحى من الله، إذ قال السيد المسيح نفسه «السماء والأرض يزولان أما كلامى لا يزول» (متى 24/35)، إذ لا يستطيع أحد أن يغير أو يحذف أو يضيف أو يصف أن كلام الله «عفا عليه الزمن».
4- يؤكد قداسة البابا فرنسيس فى تعاليمه على تعاليم الكتاب المقدس نفسه، خاصة تعاليم السيد المسيح، الذى دعا المؤمنين به إلى محبة الآخر، مهما كان مختلفاً فى الدين والعرق والجنس والمستوى الاجتماعى، كما دعا إلى الرحمة، خاصة مع الأكثر ضعفاً كالخطأة والنساء والفقراء والمحتاجين والمهمشين وغيرهم، ويكون ذلك سلوكاً إيجابياً للمؤمنين، والبعد عن التعصب ورفض الآخر وإدانتهم، وهذا ما تفعله الكنيسة، وأود أن أشير هنا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية عقدت مجمعاً خاصاً عام 1962 جددت فيه لغة الخطاب الدينى الكنسى ليكون أكثر ملاءمة للعصر والتقرب الرعوى للشعب عامة والشباب خاصة، ولكن دون تغيير فى العقائد، أى أن اللغة هى التى تجددت وليست العقيدة.
5- يدعو قداسة البابا لدور أكبر للمرأة فى الكنيسة، ولكن لم يقل أبداً قداسته إنه يتمنى أن يكون البابا يوماً امرأة أو كاردينالاً أو قسيساً كما أشار فى فقرته الأخيرة من المقال.
وإذ نثمّن محاولات التشجيع على تجديد الخطاب الدينى، إلا أن هناك شائعات تخرج من حين لآخر لا يجب علينا أن ننجرف إليها، وندعو «نيوتن» لمزيد من الدقة فى التعاطى مع هذه الأمور.
شكراً لسعة صدركم.
الأب رفيق جريش
رئيس المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية بمصر