رغم تمسك نظام الرئيس السوري بشار الأسد برفض التدخل الأجنبي في البلاد، كشفت الاتفاقية السرية الموقعة بين دمشق وموسكو في 26 أغسطس الماضى عن تنازلات بالجملة، أبرزها بقاء القوات الروسية في سوريا بشكل مفتوح، على أن تتولى إدارة شؤونها دون تدخل من نظام الأسد، ولا يمكن اعتقال أفرادها أو استجوابهم.
كما تنص الاتفاقية السرية على أن مقاتلي النظام السورى لا يحق لهم دخول أماكن انتشار المجموعات الروسية بدون موافقة من الروس أنفسهم، بينما علقت «واشنطن بوست» على الصفقة قائلة :«عندما تكون الدولة النووية ومن القوى الكبرى وتريد نشر قواتها في بلد بعيد جغرافياً، فإن أول ما ستفعله هذه الدولة هي فرض شروطها».
وفى غضون ذلك، أكد تقرير جديد لوكالة مكافحة الإرهاب البريطانية، أن عدد القتلى من الجهاديين البريطانيين منذ بدء الحرب في سوريا والعراق بلغ 100 مقاتل، مشيرا إلى أن هناك قائمة مكونة من 50 آخرين، تم تصنيفهم على أنهم الأخطر على الأمن القومي البريطاني، ولايزالون يقاتلون إلى جانب «داعش» في سوريا والعراق، ويتقلد معظمهم مناصب قيادية في التنظيم.
وجاء اسم محمد أموازي، «سفاح داعش»، والمعروف أيضا بــ «جون» الإنجليزي، المسؤول عن عمليات إعدام الأسرى الأجانب، على رأس قائمة القتلى إلى جانب الجهادي جنيد حسين، باعتباره المسؤول الأول عن تجنيد المقاتلين الأجانب في التنظيم.
وتزامن ذلك مع هجوم شنه مقاتلو «داعش»، الأحد، على مدينة دير الزور شرق سوريا واختطفوا ما لا يقل عن 400 مدني، بينهم نساء وأطفال، فيما استهدفت قذيفتا هاون مدرسة في بلدة كيليس جنوب تركيا قرب الحدود السورية، مما أسفر عن سقوط قتيل على الأقل وإصابة 3 آخرين من تلاميذ المدرسة.
وفى واشنطن، عارضت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والمرشحة الأوفر حظا لقيادة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، هيلاري كلينتون، نشر قوات برية في سوريا والعراق لقتال «داعش»، وقالت خلال مناظرة مساء الأحد في تشارلستون إن خطتها لا تشمل إرسال «قوات برية»، وإنما توجيه ضربات جوية بواسطة التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال «داعش» ودعم القوات المحلية.
ومن جانبه، أعرب منافس هيلارى الرئيسي، السيناتور بيرني ساندرز، عن معارضته لإبقاء قوات أمريكية في «حرب دائمة»، مشددا على أن «الأولوية القصوى» في سوريا تتمثل في «تدمير داعش»، بينما دافع المنافس الثالث، مارتن أومالي، عن تشكيل «تحالفات دولية» لتعزيز الحرب ضد الإرهاب.
وتزامنت تصريحات المرشحين الأمريكيين مع ما قدمته الحكومة العراقية بعد صمت دام أسابيع من طلب رسمى حول مشاركة قوات أمريكية خاصة على أراضيها لقتال داعش وملاحقة التنظيم وقياداته.
وجاء طلب حكومة العبادي، بعد اتفاق حكومي وبرلماني على مشاركة القوة الأمريكية الخاصة، بالتنسيق مع بغداد حول العمليات القتالية ضد التنظيم، بحيث تضم عددا محدودا من مقاتلي المهمات الخاصة، ويتركز دورها على الإسناد الجوي ورصد تنقلات عناصر وقيادات «داعش»، فضلاً عن استهداف إمداداتهم وأرتالهم العسكرية ومراقبة الحدود مع سوريا.
وفى الوقت نفسه، أعلن مصدر أمني في سنجار العثور على مقبرة جماعية لمدنيين إيزيديين قرب جبل سنجار شمال الموصل، مشيراً إلى أنه تم العثور في المقبرة على رفات حوالي 20 شخصاً أعدمهم «داعش»، وهى واحدة من عشرات المقابر التي خلفها التنظيم وراءه بعد انسحابه من سنجار.
وكلف اجتياح سنجار الإزيديين أكثر من 1200 من أبنائهم، وفقدان نحو 1000 آخرين، وتهجير مئات الآلاف، حسب تقديرات حكومة إقليم كردستان، فيما يعرف بأكبر كارثة إنسانية لحقت بالأقلية الإيزيدية في التاريخ الحديث.