عام على رحيل سيدة الشاشة فاتن حمامة: حضور دائم وشمس لا تغيب

كتب: أحمد النجار الثلاثاء 19-01-2016 11:05

مضى عام كامل بالتمام والكمال، على رحيل الفنانة فاتن حمامة، ربما لم يشعر البعض منا بذلك، ربما يراها البعض تعيش بيننا، بالفعل مازال يراها البعض في مخيلتهم، تروح وتغدو، تتألق وتبدع، كما كانت قبل مرور العام تماماً، جمهور فاتن حمامة أحبها بعشق، بالتالى يوجد بيننا من لايزال يراها، ما بالنا إذا كنّا جميعاً جمهور فاتن حمامة، إذا كان الجمهور العربى، من المحيط إلى الخليج كذلك، إذن فنحن جميعاً لا نصدق رحيلها، لا نستطيع أن نستوعب أن عاماً مضى على رحيل سيدة الشاشة، وما دامت الشاشة تضىء بفعل فاتن حمامة، وفن فاتن حمامة، وإبداع فاتن حمامة، فسوف تظل تعيش بيننا، ليس بعد مرور عام فقط، أو عامين، أو عشرة أعوام، سوف تظل تعيش بيننا ما دمنا ننبض بالحياة، بل ما دامت هناك حياة، فهى السيدة التي منحتنا الحياة، أو الكثير من الحياة، على مدى نحو سبعة عقود ونصف، هي العمر الفنى للراحلة.

رحلة فاتن حمامة في عالم الفن شديدة التميز، نالت كل الاحترام على المستوى الشخصى والفنى، استمرت خلال مراحلها الفنية المختلفة تعبر بصدق عن مجتمعها بشرائحه المختلفة وشخصياته المتنوعة في التحولات السياسية والقضايا الاجتماعية وأخلصت لفنها واحترمت جمهورها فأحبها، وأصبحت جزءا أثيرا في حياة كل أسرة مصرية وعربية، فهى رمز البراءة والجمال والعذوبة والإحساس والحب والحنان والقوة والصمود والدلال والكرامة والدقة والقلق.. صاحبة الذوق الرفيع والأدب الحقيقى والأصالة والكبرياء والشموخ والشجن.. صاحبة الصوت القوى الأنيق الراقى العذب.. فنانة القرن وسيدة الشاشة.. هي الباب المفتوح لكل ما له قيمة ولكل ما له عمق.. هي وجه القمر الفاتن المشرق السعيد دائما، صاحبة كاريزما نادرة وجاذبية خاصة.. هي ضمير الفن، ولحن الخلود الدائم بيننا.. هي يومنا الحلو الذي رحل، رحل بجسده فقط، لكنه باق بروحه وبصماته وتأثيره وذكراه وأصالته وأعماله وفنه وإبداعاته وجماله..

الدكتور محمد عبدالوهاب: فقدت الأنيس والحبيب والرفيق

الدكتور عبدالوهاب عشق من نوع خاص

في ذكرى رحيلها كان لابد أن يتحدث زوجها: الدكتور محمد عبدالوهاب زوج الفنانة الراحلة الذي ينتمى إلى جيل الأساتذة الكبار في طب قصر العينى وأستاذ الأشعة التشخيصية، ورفيق مشوار سيدة الشاشة، رفيق العمر والأيام والحب، جمع بينهما الزواج لمدة تزيد على الأربعين عاما..عاشا معا أجمل وأنبل وأرقى قصة حب.

يقول: فاتن كانت تقدس العقل، ومن أهم ما كان يميزها ذكاؤها الشديد في كل قراراتها وتصرفاتها وتعاملاتها وصفة الذكاء الشديد تجدينه عند الفنانين العظام مثل أم كلثوم وعبدالوهاب، أتذكر في أحد اللقاءات التليفزيونية سئلت فاتن: أيهما تطربى له أكثر عبدالحليم حافظ أم فريد الأطرش؟، فقالت محمد عبدالمطلب.

موقف آخر: عندما تم اختيارها للحصول على الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت في عام ٢٠١٣ طلب منها أن تقول كلمة قصيرة.. وهنا سألتها لابد أن نحضر كلمة مهمة، فقالت فاتن: لن أجهز كلمة مكتوبة وسأقول ما أشعر به، وعند تسلم الجائزة وإلقاء الكلمة.. قالت فاتن أمام الآلاف: إن هذا التكريم أسعدنا جدا، خاصة وأن في بلادى الآن هجمة شرسة على الفن وعلى الثقافة وكانت في هذا الوقت مظاهرات المثقفين والفنانين ضد وزير الثقافة الإخوانى آنذاك، وقبل اندلاع ثورة ٣٠يونيو، وانطلق التصفيق لفاتن في الساحة بشكل غير مسبوق، ذكاء فاتن كان من أهم ما يميز شخصيتها.

وعندما سألت الدكتور محمد عبدالوهاب: ماذا تقول عن الحياة والقدر الذي جمع بينكما، قال: صعب جدا اختصار أربعين سنة من العشرة الطيبة والزواج السعيد والحب الكبير في كلمات.. كانت مثالا للبساطة الشديدة، البساطة في تصرفاتها.. والتواضع الشامخ، تتعامل معى ومع الأصدقاء المقربين بمنتهى العذوبة ولا تشعر أحدا أبدا بأنها الفنانة الكبيرة، أو الأيقونة الساطعة..

فاتن كانت معى شديدة الرقة، ولا يوجد صعوبة في الحياة معها، كل الأمور حتى المعقد منها تمررها بسهولة.

مخاوف سيدة الشاشة من التطرف

■ سألته ما أكثر شىء كان يزعج فاتن حمامة؟

- قال: كانت منزعجة جدا من هجوم الفكر المتطرف في مصر مع بداية حكم مبارك، وكانت ترى أن الإسلام ليس دينا متطرفا، وإنما هو دين سمح ومحب للحياة، كانت دائما تخشى على مصر من هذا التطرف، لكننى كنت دائما أقول لها إن ثقافة مصر وهويتها لا تهزم ولن تضيع، وكانت أيضا منزعجة جدا من فترة حكم الإخوان المسلمين، ولكنى كنت دائما أؤكد لها أن الحضارة المصرية والتاريخ المصرى هو الغالب، ومن الأشياء التي كانت تزعجها بشدة انتشار «القبح». أتذكر ونحن في طريقنا إلى العجمى في الثمانينيات من القرن الماضى، كنا نسير من شارع فيصل فكانت تنزعج جدا من العشوائية وعدم النظافة والهرجلة في كل شىء.. فأجدها منكمشة وحزينة، كان لدى فاتن جهاز استقبال حساس جدا، وبالتالى الأشياء الجيدة كانت تسعدها جدا والعكس صحيح، لدرجة أن القبح الذي تراه كان يصيبها بالاكتئاب، وهذا الأمر كنت دائما أحاول منعه، وكنت حريصا أن أحيطها بالجمال وأبعد عنها كل ما هو قبيح، سواء في الشكل أو اللفظ أو اللبس بقدر الإمكان، كانت تثار جدا من القذارة وعدم اهتمام البعض بالنظام والقبح الذي يزداد في الشارع المصرى، كل هذا كان يضايقها..

■ ماذا عن الأسابيع الأخيرة في حياتها؟

- كانت هادئة.. ورافضة إجراء أي جراحة، فقط في أغسطس 2014 تم تركيب منظم لضربات القلب وعلمت بعد الوفاة أنها كانت قد اتصلت بالسيدة منى ذوالفقار وذهبت إلى مكتبها، وكتبت وصيتها.. أوصت ببعض الأموال لبعض الأشخاص الذين لازموها وقتا طويلا، وأشخاص آخرون خصصت لهم بعض الأموال أيضاً.. وهذا معناه أنها كانت تشعر بدنو الأجل، فاتن كان لديها إخلاص ووفاء لا حدود لهما لكل من تحبهم وكل من عملوا معها.. وكانت دائما طوال حياتها تتبرع لمن تشعر أنه محتاج أو مريض بدون أن تتكلم عن ذلك. ولكنها كانت ترفض أن يستغلها أحد أو يضحك عليها.

■ وماذا عن اليوم الأخير تحديداً؟

- بعد الوعكة الصحية التي أصيبت بها قبل الوفاة بشهور، تحديداً أغسطس ٢٠١٤، تم تركيب جهاز منظم لضربات القلب، وبعد ذلك بثلاثة أشهر، أي في نوفمبر، تعرضت لإنفلونزا أصابتها بضيق شديد في التنفس، وأجريت لها كل الفحوصات الطبية اللازمة، وكان يزور مصر في ذلك الوقت أكبر خبير قلب في العالم، وهو يابانى الجنسية، وكان رأيه أن فاتن لا تحتاج أي تدخل إلا العلاج الدوائى، وتحسنت صحتها، ثم سافرنا إلى الأقصر وأسوان لقضاء رأس السنة هناك، وكانت سعيدة جدا بالطبيعة.

وفى يوم السبت ١٧ يناير٢٠١٥ كان لديها ميعاد مع الطبيب المعالج وكان الضغط مرتفعا قليلا، وكتب بعض الأدوية، وعدنا معا الساعة الثلاثة والنصف ظهرا، وتناولنا الغداء في النادى، وعدنا إلى المنزل.. وقالت لى سأستريح قليلا، وقدمت لها الدواء الخاص بالقلب، وبعد قليل وجدتها تتألم جدا ومصابة بأزمة قلبية، وألم في الصدر، فأخذتها إلى صدرى لأهدئ من هذه الآلام.. وفى خلال عشر دقائق توفيت.. وبفقدانها فقدت أشياء كثيرة شديدة الأهمية، فقدت الأنيس، وفقدت الحبيب وفقدت نصفى الآخر وفقدت الرفيق وفقدت الصديق.

تخليد الراحلة في مهرجان القاهرة

وتكريما للذكرى، فكر الدكتور محمد عبدالوهاب في تقديم جائزة في مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في دورته السابعة والثلاثين (١١نوفمبر٢٠١٥) باسم الفنانة فاتن حمامة تخليدا ووفاءً، فكر في أن تمنح جائزة باسمها في أهم مهرجان سينمائى في مصر والوطن العربى، وعرض الأمر على أبنائها، نادية عز الدين ذوالفقار، وطارق عمر الشريف، وقد رحبا بالفكرة، لتنفيذها هذا العام، والأعوام المقبلة، لتظل ذكراها باقية في عالم السينما والفن السابع الذي قدمت له الكثير وأصبحت عن جدارة سيدة الشاشة العربية، وهى جائزة خاصة تمنح مع كل دورة جديدة لإحدى الشخصيات السينمائية البارزة في السينما العالمية والمصرية.

وقد رحبت الدكتورة ماجدة واصف، رئيسة المهرجان، وتم منح الجائزة الدورة الأخيرة لأربعة فنانين، هم الفنان حسين فهمى والفنانة كلوديا كاردينالى تكريما لمسيرتهما السينمائية الطويلة، وللفنانة نيلى كريم والمخرجة الهندية فرح خان لأعمالهم الجادة، وقد اختار الدكتور عبدالوهاب المثال الكبير آدم حنين لتصميم الجائزة حتى تحمل قيمة مضافة باعتباره شيخ النحاتين، لتحمل اسم فاتن وتخلده باعتبارها أيقونة الفن.

وقد صمم آدم حنين الجائزة في البداية من الحضارة الفرعونية ونسج عليه «بورتريه» لفاتن حمامة ولكن وجد الجائزة تحمل دلالات حزينة، فصمم «ماكيت» آخر يحمل معنى البهجة والحياة.. وقد استوحى الخطوط الرئيسية من ريش ذيل طائر الطاووس المزركش الذي ينتهى بدائرة مضيئة تشبه قرص الشمس، معنى الحياة، وهذه الدائرة تحمل صورة فاتن حمامة.

المراحل الفنية في حياة الراحلة

حقا فاتن حمامة هي ظاهرة اجتماعية وفنية، لأنها استطاعت طوال مشوارها الفنى الذي امتد لأكثر من سبعين عاما أن تجسد وتحاكى وتلقى الضوء، على مختلف القضايا، بل وتجعل منها حالة عامة للنقاش وطرح التساؤلات داخل المجتمع المصرى بصفة خاصة، والعربى بصفة عامة.

فنجد المرحلة الأولى في مشوار فاتن والتى بدأت في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، بدأت بدور أنيسة التي لفتت إليها الأنظار في فيلم يوم سعيد، ثم قدمت دور المراهقة اللطيفة في رصاصة في القلب والهانم، وبعد ذلك بدأ السينمائيون الاهتمام بفاتن كوجه جديد جذاب ومعبر، وهنا برعت في تقديم دور الفتاة المصرية المظلومة المغلوب على أمرها، السلبية في معظم الأحيان في «اليتيمتان وظلمونى الناس وابن النيل وكأس العذاب وموعد مع الحياة ودايما معاك وأيامنا الحلوة.. وقدمت أيضاً بلا منافس الأدوار الرومانسية بشكل رائع وخاص وراق جدا، ومنحت السينما المصرية تجسيدا مدهشا لمعانى الحب العميق الرقيق العذب دون أي خروج عن المألوف. ثم بدأت المرحلة الثانية في مشوارها الفنى في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات والتى كانت بمثابة البداية في الاحتكاك بقضايا المجتمع المختلفة والعميقة والمسكوت عنها، في محاولة جادة وواعية لتقديم فن جميل وهادف، فقدمت «لا وقت للحب وطريق الأمل والباب المفتوح ورائعة دعاء الكروان ودعاء الكروان»

وقد استطاعت فاتن حمامة بجدارة أن تحول نفسها إلى الفنانة القادرة على محاكاة قضايا المجتمع والأسرة وتجسد عيوبه وأزماته ومآسيه.. وهذا ما جعل منها ظاهرة اجتماعية وفنية ومنحها في نفس الوقت لقب سيدة الشاشة بجدارة، لأن كل سيدة وجدت فيما تجسده نفسها، وفيما تقدمه حياتها، وفيما تعرضه أحلامها وتحدياتها، وكل مصرى وجد أخته وحبيبته وزوجته وابنته وصديقته وجارته أمامه بكل صدق ووحساسية، واستطاعت فاتن حمامة تقديم كل الأدوار بمهارة ومرونة وصدق.

المرحلتان الثانية والثالثة في مشوارها الفنى

ثم جاءت انطلاقة المرحلة الثانية في مشوارها الفنى عقب عودتها إلى مصر في بداية السبعينيات.. وقدمت لا عزاء للسيدات الذي يتهم المجتمع بقسوته على الضحية بدلا من مناصرتها، وعلى قسوة عزلة المطلقة، والخيط الرفيع الذي كان مختلفا تماما عما تقدمه، فهى دائما كانت النموذج الأعلى للبنت المصرية، إلا أن هذا الدور دلل على ذكائها الحاد، وامبراطورية ميم، الذي قدمته بكل نعومة ورقة رغم ما يحمل من معنى سياسى عميق، وأريد حلا الذي يعالج أخطر مشاكل المرأة المصرية، وأفواه وأرانب وليلة القبض على فاطمة، الذي انتقدت فيه الفساد السياسى الذي يدوس على كل قيم المجتمع.

بعد ذلك بدأت فاتن حمامة مرحلتها الثالثة بدماء فنية جديدة وقدمت أرض الأحلام ويوم مر ويوم حلو بما فيهما من أدوار مركبة، ثم قدمت مسلسلين أيضا هما، ضمير أبلة حكمت ووجه القمر. ولذلك ستظل دائما هي سيدة القصر والشاشة في آن واحد.

ورغم الرحيل إلا أن ذكرها وحب الناس لها ولسيرتها وأعمالها زاد بشكل غير مسبوق، فنجد أن تقرير محرك البحث «جوجل» السنوى في مصر كشف أن اسم الفنانة «فاتن حمامة» وجنازتها كان الأكثر بحثاً في 2015

في النهاية، نستطيع القول، أن فاتن حمامة صاحبة أعلى رصيد في الأفلام كممثلة ونجمة وهى لها اُسلوب خاص جدا يعتمد على التلقائية والبساطة والقدرة على التعبير دون افتعال والصدق في تقمص الشخصيات. المختلفة وكان حضورها الطاغى على الشاشة سبيلها إلى تحقيق حالة فريدة للممثلة النجمة التي استطاعت أن تحتفظ بمكانة الممثلة الأولى منذ أواخر الأربعينيات وحتى الآن. وقد حازت على أهم وأكبر الجوائز والأوسمة من مصر والبلاد العربية، وهى بلا منازع علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية

فاتن حمامة مميزة طوال الوقت، متألقة في كل مراحل الحياة، نالت احترام الجميع على المستوى الشخصى والأخلاقى، قبل المستوى الفنى، ثم ها هي فنيا تجوب شهرتها الآفاق لما حباها الله به من موهبة نادرة التكرار، قدمت النموذج فنيا، وقدمت النموذج اجتماعيا، وقدمت النموذج أخلاقيا، في الوقت التي كانت فيه أيضا نموذجا فريدا في التواضع، والقرب من الناس، مما جعلها تقدم قضاياهم على اختلاف أشكالها كأنها واحدة منهم، بعفوية بالغة.

شهادات النجوم

في هذه الذكرى، تجدر الإشارة إلى شهادة الأديب الكبير صاحب نوبل الراحل نجيب محفوظ، حينما سألته قبل وفاته عن فن فاتن حمامة فقال:هي تستحق بجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، وهذا ليس من فراغ. قد استطاعت فاتن حمامة أن تحافظ على موهبتها التي منحها الله لها، وتنميها، وهذا لأن فاتن لديها ثقافة عميقة وإرادة قوية، والحفاظ على الموهبة أمر ليس سهلا. في رأيى دور آمنة في فيلم «دعاء الكروان» كان رهيبا ورائعا.

وفى شهادة أخرى من الموسيقار الكبير عمر خيرت قال: فاتن حمامة هي مصدر إلهامى وهى من الوجوه التي تساعد المؤلف الموسيقى على الإبداع بحسن وعبقرية الأداء، وهذا لا تجده كثيرا لدى الفنانين على مر العصور. ولا أنسى أبدا أن فاتن حمامة هي أول من قدمنى للجمهور، والفنان دائما ينتظر الحظ ليصل به إلى الجمهور، وقد جاء الحظ لى عن طريق الفنانة فاتن حمامة.

ففى أحد الأيام بالمصادفة في عام 1982 كنت أعزف على البيانو وكانت الفنانة فاتن حمامة والدكتور محمد عبدالوهاب معا.. وكانا يحتفلان بعيد زواجهما.. وبعد استماعهما قالت لى: من أنت؟ وكيف تكون لديك القدرة والموهبة وهذا الفن الجميل والناس لا تسمعك، بعد هذه المقابلة.. طلبتنى تليفونيا وطلبت منى أن ألحن خلفية موسيقية لأشعار هي ستلقيها وستتم إذاعتها في هذا الوقت في إذاعة الكويت والقاهرة معا.. أشعار لكبار الشعراء.. وقدمت لها عددا من الألحان.. وهذا كان أول تأليف لى.. وقدمت ألحانا بحرفية شديدة وأوركسترا كاملة.. وكان عملا كبيرا وناجحا.. كانت الحلقات تسمى «قطرات الندى» وبعد ذلك فورا طلبت منى الفنانة فاتن حمامة الموسيقى التصويرية لفيلم تعود به إلى السينما، وهو «ليلة القبض على فاطمة».

وهذه كانت أيضا أول مرة ألحن موسيقى تصويرية لأفلام.. وقد استقبلت فاتن حمامة الموسيقى بترحاب شديد وكانت سعيدة بها.

وبعد ذلك ألفت للفنانة فاتن حمامة الموسيقى التصويرية لمسلسل «ضمير أبلة حكمت» «ووجه القمر» واحرص على تقديم «ثلاثية فاتن حمامة» بهذا العنوان في كل حفلاتى لذلك الفنانة فاتن حمامة لها فضل كبير على، وكانت تتمتع ببعد نظر ورؤية خاصة جدا كالجواهرجى الفريد.

اقتراح بمنح الراحلة جائزة النيل

وهناك عدد من الكتاب والمفكرين.. على سبيل المثال وليس الحصر مثل الكاتب يوسف القعيد والدكتور هشام الشريف.. وأيضا أيد هذا الرأى جموع غفيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعى.. طالبوا بأن تمنح الدولة قلادة النيل لاسم سيدة الشاشة العربية باعتبارها أرفع درجة تكريم مصرية. كما منحت من قبل لمنارات وطنية أخرى متل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ونجيب محفوظ وطه حسين.

ويطالب الدكتور محمد عبدالوهاب الدولة المصرية ووزارة الثقافة تكريم فاتن حمامة بمنحها جائزة النيل التي تمنح للشخصيات البارزة في مجالات الآداب والفنون، فقد قدمت فاتن أعمالا سينمائية لها بالغ الأثر والتأثير على الحياة الاجتماعية والإنسانية داخل مصر والوطن العربى.