كتبت هنا أمس الأول، أنقل تساؤلات ومخاوف وشكوك كثيرين من أعضاء نادى الجزيرة العريق، حول مفاوضات يجريها مجلس إدارة النادى مع رجل الأعمال خالد فودة، بشأن التعاون وإقامة جراج ضخم تحت أرض الجولف، يتم اقتسامه بين أعضاء النادى ورجل الأعمال والبرج الضخم المهجور الذى يملكه فى الزمالك.. وكتبت أيضا عن مخاوف هؤلاء من تدخل إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة السابق لرعاية هذه المفاوضات.. وبعد النشر اتصل بى إبراهيم محلب ليؤكد أنه لا علاقة له مطلقا بأى شىء يجرى فى نادى الجزيرة، ولا يدرى أى شىء عما إذا كانت هناك مفاوضات بشأن الجراج وأرض الجولف أم لا.. وأنه ليس مسؤولا عمن يحاول استخدام اسمه دون علمه أو الزج به فى أمور لا يعرفها.. ولو كان سيسمح لنفسه بأى استغلال أو تربح لكان أولى به القيام بذلك وهو رئيس لحكومة مصر التى حمل أمانتها ومسؤوليتها دون أن تطاله شائعة واحدة، وإنما تسلم منصبه باحترام ثم تركه وهو أكثر احتراما. وكان هذا هو الرد الواضح الذى سبق أن توقعته من إبراهيم محلب. ويبقى مجلس إدارة النادى الذى أحترمه أيضا، ولكننى أتمنى منه أيضا الرد الواضح، وإذا كانت هناك مفاوضات مع صاحب البرج أم لا.. وأيضا إذا كانت لدى المجلس رغبة حقيقية فى إزالة أرض الجولف وبناء هذا الجراج حتى لو كان النادى فقط هو الذى سيقوم بالتمويل وكافة التكاليف. ونحن هنا أمام قضيتين لا تخصان نادى الجزيرة وأعضاءه
.. إنما هو حى الزمالك بأكمله الذى لا تحتمل مرافقه وخدماته الأساسية وطرقاته تشغيل هذا البرج الضخم فى الظروف الحالية.. ويمكننا تصور شكل الزمالك فى حالة تشغيل ثلاثين طابقا ستضم عشرات الشركات والبنوك والمؤسسات بموظفيها وضيوفها وعملائها وسياراتهم.. كما أن إزالة أرض الجولف من ناحية أخرى ستعنى حرمان قلب القاهرة من رئة خضراء كانت ولا تزال ضرورية جدا وسط غابات الأسمنت وأعمدته المغروسة فى كل مكان.. ورغم كل ذلك فأصحاب الحق فى هذا الأمر كله هم الدولة التى لها شروطها وتصاريحها وقوانينها، وأيضا أعضاء نادى الجزيرة الذين هم ملاك هذا النادى وأصحاب أى قرار بشأنه.. فهناك منهم من يتصور أنه فى حاجة للجراج أكثر من أى شىء آخر.. وهناك منهم من يرى أنه من الظلم حرمان الأعضاء من هذا الجراج بسبب الجولف كلعبة لا يمارسها إلا العشرات فقط..
لكن هناك أيضا من بين الأعضاء أنفسهم من لا يريد جراجا يترك فيه سيارته حين يذهب إلى النادى حين يصبح ثمن الذهاب هو قضاء ساعات طويلة داخل سيارته، وسط شوارع الزمالك التى ستصبح غير صالحة للاستخدام الآدمى.. وهناك بين الأعضاء أيضا من لا يرى هذه المساحة الخضراء مجرد ملعب للجولف وإنما هى نافذة للهواء وسط غابات الدخان والتلوث.. وتبقى كلمة أخيرا تخص الذين طرحوا كل هذه التساؤلات.. فمن حقهم السؤال، وخوفهم على ناديهم لا يعنى مطلقا أنهم فاسدون أو متآمرون أو خارجون على نظام وقانون وأخلاق.