المصابون يروون وقائع «الليلة الدامية»: الإهمال سبب الحادث

كتب: محمد القماش السبت 16-01-2016 18:37

«ليلة سوداء».. هكذا لخصت عمة الطفل حمزة محمد عبدالستار، أصغر ضحايا حادث المنيب المروع، الذى أدى لوفاة 8 أشخاص وإصابة 10 آخرين، مشاهد تلك الليلة التى بدأت برحلة شقيقها ونجله إلى منزلهما بمنطقة بشتيل، ومات الابن دهسًا بينما يرقد الأب بغرفة العناية المركزة.

وتحدثت رحاب حسن على، ربة منزل، صاحبة الـ35 عامًا، المصابة بكدمات متفرقة بجسدها، واشتباه ما بعد الارتجاج، بصعوبة بالغة: «كنت فى السيارة الميكروباص أعلى الدائرى، ورايحة منطقة بشتيل، وفوجئت بالمكان كله بيترج وزلط بيترمى علينا، واصطدمت بنا السيارة المقطورة، ووقعنا من أعلى الكوبرى بالموقف».

«الميكروباص أصبح نعش طائر بينا فى الهواء»، هكذا وصف عبدالرحمن محمد، الموظف بشركة النيل للتجارة، مشاهد الموت داخل الميكروباص قائلاً: «شريط حياتى مرّ أمام عينى فى بضع ثوانٍ، انقلبت سيارة الميكروباص خلالها بموقف المنيب».

يروى «عبدالرحمن»، المُصاب بكسر فى الترقوة اليسرى والساق اليمنى، لحظات الحادث الأولى قائلا: «سائق سيارة ملاكى قطع الطريق على سائق سيارة ملاكى أخرى، واصطدم الأخير بالسيارة المقطورة التى اصطدمت بالميكروباص الذى نستقله ووقعنا داخل الموقف».

«الحمد لله على كل حال».. يرددها أحمد عبدالحكيم محمد، الشاب الثلاثينى، عندما بدأ فى سرد تفاصيل الحادث: «كما تروننى هكذا.. أنا مصاب بكسر فى الساق والطرف العلوى لأنى أخذت كل الصدمة لجلوسى فى مؤخرة الميكروباص».

«عبدالحكيم»، يعتدل فى جلسته، ويغير من لهجته: «الإهمال الذى نعيش فيه متى ينتهى»، لافتًا إلى رفضه مقابلة محافظ الجيزة والحديث عن تعويضات: «ربنا ما يحوجنا للحكومة».

ينتقد الشاب ما سماه مسلسل نزيف الأسفلت: «لا يُفترض بالمقطورة أن تسير على الدائرى من الأصل، لكونها سبب أغلب الكوارث والحوادث التى يشهدها الطريق».

وعن المسؤول عن الحادث، قال «عبدالرحمن»: «الحادث قضاء وقدر، والواحد زعلان علشان الأطفال اللى ماتت، المكيروباص كان محملا بالنساء والأطفال وكبار السن».