«الجنود الوهميون»: آفة تضرب الجيشين العراقى والأفغانى

كتب: شادي صبحي الجمعة 15-01-2016 09:44

تخوض القوات الأفغانية حربا ضد حركة «طالبان»، التي تحاول- منذ إنهاء القوات الأجنبية معظم عملياتها القتالية، بنهاية 2014- السيطرة على أراض من أفغانستان، مثل مدينة قندوز الشمالية، ومناطق واسعة في إقليم هلمند الجنوبى، حيث شنت الولايات المتحدة ضربات جوية ونشرت قوات خاصة، لمساعدة قوات الشرطة والجيش الأفغانية في استعادتها.

وحسب مراقبين، تُعد الفوضى والفساد وسوء الإدارة، وما يُعرف بـ«الجنود الوهميين»- وهم الجنود الذين ينشقون، ولا يتم الإبلاغ عنهم حتى يستطيع كبار الموظفين قبض رواتبهم، في القوات الأفغانية- أبرز أسباب صحوة «طالبان».

وقال سروار جان- قائد كتيبة شرطة شاركت على نطاق واسع في استعادة مقاطعتى سانجين ومرجة، في إقليم هلمند، معقل «طالبان»، ومصدر معظم عائداتها من تجارة الأفيون التي تساعد على تمويل الحركة- إن وحدات الجيش الأفغانى تركت رجاله الأقل تجهيزا وعتادا ليقاتلوا بمفردهم، وأضاف: «نحن نستنجد بهم لإرسال تعزيزات حينما يقع هجوم، لكنهم لا يُجيبون، ولسان حال قواتنا: إذا كانوا لا يتعاونون، فلماذا نساعدهم؟!»، وهو ما تكرر في مدينة قندوز الشمالية، حينما طرد مقاتلو «طالبان»، في سبتمبر الماضى، قوات الأمن، واستولوا على المدينة، قبل أن ينسحبوا منها بعد ذلك بأسبوعين.

وقال عضو مجلس إقليم هلمند، عطاالله أفغان: «فى كتيبة واحدة العدد الرسمى للأفراد 400 ولكن العدد الفعلى 150، وهناك نقص في أنشطة المخابرات وافتقار للتنسيق، ويتفشى الفساد في صورة بيع الوقود والجنود الوهميين وغيره الكثير».

ولا تُعد أفغانستان الدولة الوحيدة التي تعانى من «الجنود الوهميين»، الذين يساهمون بغيابهم في منح مساحات للتنظيمات المسلحة، ففى العراق، كشف رئيس الوزراء، حيدر العبادى، في إطار حملته لمكافحة الفساد في مؤسسات الدولة، وإقالة عدد كبير من ضباط الجيش، وجود 50 ألف «جندى فضائى»، حسب تعبيره، يتقاضون رواتب، خلال استضافته في مجلس النواب، في 2014، وأنه استطاع خلال شهر واحد اكتشاف 50 ألف شخص يتقاضون رواتب، في 4 فرق عسكرية، وأكد أن «التفتيش على الأرض سيكشف أكثر من ذلك بكثير». وحسب موظف في وزارة الدفاع العراقية، فإن الحكومة أوقفت الرواتب لمدة شهرين، من أجل التدقيق في القوائم، بعد تفشى الظاهرة، فيما قال ضابط عراقى، رفض الكشف عن اسمه، إن هناك قادة يتقاضون رواتب ما بين 30- 40 جنديا يفضلون الجلوس في البيت عن أداء واجبهم.

وفى يونيو 2015، قال مبعوث الرئيس الأمريكى للتحالف الدولى، بريت ماكورج، إن التحالف سيساعد العراق في الكشف عن «الجنود الفضائيين»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سترسل قوات إضافية إلى العراق، تشمل مستشارين يمكن أن يساعدوا الجيش في التخطيط الإدارى واللوجيستى.