أعطوا شبابنا الخبرة.. قبل القرض

صبري غنيم الأربعاء 13-01-2016 21:27

- جميل جدًّا أن تفتح البنوك أبوابها لأبنائنا الشبان وتمنحهم قروضًا لمشروعاتهم بفائدة تمكنهم من تحقيق الأرباح، والأجمل أن يكون لهذه البنوك دور فى مساندة هؤلاء الشبان بالخبرة، فالبنوك لديها خبراء فى كيفية إدارة المشاريع الصغيرة، أنا شخصيا أبدى مخاوفى على أولادنا حتى لا يتكرر سيناريو المتعثرين فى مشاريع الصندوق الاجتماعى.. وكون أن يكون الرئيس السيسى هو الداعم هذه المرة لهذه التجربة.. معناه أن هدف الرئيس احتضان أبنائنا الشبان بفتح فرص التشغيل للمتعطلين، وأكيد أن الرئيس بحث المعوقات التى كانت تحدّ من فرص العمل فى المشروعات الصغيرة واكتشف أن المغالاة فى سعر الفائدة هو السبب الرئيسى، لذلك اتفق مع محافظ البنك المركزى على النزول بها، وقد كان المقصود من وراء هذا النزول هو فتح بيوت للشباب وتشغيل أكثر من أربعة ملايين شاب بلا عمل..

السيسى أزال العقبات وهو يعرف أنها كانت سببا فى إصابة أى شاب بالإحباط وتجعله يعدل عن مشروعه بسبب التعثر فى الوصول إلى قرض معقول.. ولا ينكر أحد أن هذه الخطوة الجريئة من جانب رئيس الجمهورية هى إحساسه بالمعاناة التى يعانيها أبناؤه الشبان.. وهنا يأتى سؤال.. وماذا بعد هذه التسهيلات التى توفرها الدولة للشباب، هل ستكون سببا فى النجاح أو أبوابا للانحراف.. فقد يتورطون فى سداد القرض بسبب عدم درايتهم بالسوق وتقلباته.. وأنا مع كل من يقول إن الخبرة مطلوبة وإن النبت الطيب فى حاجة لها قبل صرف أى قرض.. لذلك لم أخطئ عندما أبديت مخاوفى على أولادنا وطالبت بمساندتهم..

- وهنا أقول على الدولة أو البنك المركزى من خلال المعهد المصرفى أن ينظم دورات تدريبية لهؤلاء الشبان فى توجيههم التوجيه الصحيح ولا يمنع من نصيحتهم بدراسة احتياجات الأسواق قبل الإنتاج، فليس من المعقول أن نركز كل الصناعات على صناعة واحدة مثل صناعة الملابس الجاهزة، أكيد هناك صناعات صغيرة كنا نستوردها بالدولار ونستطيع تصنيعها فى مصر بالجنيه المصرى وأكيد فيه صناعات أخرى قد تبدو أنها صناعات هايفة لكننا فى حاجة إليها مثل «الأساتيك» أو الصمغ والأدوات المكتبية.. لا ينقصنا فيها إلا معرفة «النوهاو» لكل منتج منها، ولو قمنا بزيارة للصين لتعلمنا منهم الكثير.. ولا يعيب شبابنا أن يلتحق بالمدارس الفنية فيها لكى يتعلموا الصناعات الصغيرة، فهذه الصناعات تحتاج إلى أيدٍ عاملة ولا تحتاج إلى بهوات للإشراف.. والمعروف عن شبابنا أنهم زى الفل والشاب المصرى يتمتع بذكاء لا يتوافر فى الشباب الأوروبى، بدليل أننا نتفوق فى الطب والعلوم على الأوروبيين وهذه شهادة منهم وليست منا.. فما بالك بالصناعات الصغيرة التى ندفع فيها ملايين الدولارات يوم أن نقوم بتصنيعها.. لماذا لا نكون فى مستوى اللبنانيين الذين برعوا فى هذه الصناعات ولا يمكن لهم أن يستوردوا يوما منتجا من هذه المنتجات طالما أنه فى مقدورهم تصنيعه، لذلك ترى جميع منتجاتهم كلها صناعات محلية بل يقومون بتصدير الفائض منها إلينا ولغيرنا..

- لذلك أطالب القائمين على المشروعات الصغيرة بأن يستثمروا هذه التسهيلات لأننا لا نريد يفطا لكن نريد أن يشعر الشباب بأن مساندة السيسى لهم ليست «شو إعلامى» بل هى فرص لكى تتيح لهم عائداً يغطى احتياجاتهم المعيشية وتحقق لهم أحلامهم فى توفير قسط شهرى لشقة العمر، وقد يخرج من بينهم شبان رجال أعمال ناجحون لمعوا يوم أن أخذوا فرصتهم، صدقونى النجاح ليس بعيدا عن أصحاب الطموحات، ومن كان طموحا فعليه أن يستثمر هذه التسهيلات ويختصر الطريق ويتجه إلى تصنيع منتج البلد فى حاجة إليه ولو قام بتصنيع «أغطية الزجاجات». لقد سمعت على لسان محافظ البنك المركزى السابق العلامة هشام رامز أننا كنا نستورد أغطية زجاجات «الكازوزة» من الصين وندفع ملايين الدولارات فيها وفى مقدورنا تصنيعها.. فلماذا لا يكون عندنا مصنع لهذه الأغطية..

- على أى حال هذه فرصه ذهبية للشباب الباحثين عن فرص عمل المهم أن يستثمروها، ثم تخصيص البنك المركزى مبلغ ٢٠٠ مليار قروضا لهذه الصناعات يعنى أننا على أعتاب نهضة صناعية كانت الصناعات الصغيرة عندنا تمتص الجزء الأكبر من حجم ما كنا نستورده من الخارج وبالذات من الصين.. معنى الكلام أنه لم يعُد لنا عذر فى هذا..

ghoneim-s@hotmail.com