مناظر مؤذية

سمير فريد الثلاثاء 12-01-2016 21:47

تمت خارطة طريق 30 يونيو لتصحيح مسار 25 يناير مع افتتاح البرلمان يوم الأحد الماضى، ورغم أننا فى حالة حرب بكل معنى الكلمة على كل الحدود وداخل كل الحدود مع الإسلام السياسى المسلح الذى هو المشكلة الأولى فى العالم عن حق وفى كل القارات.

كان «مانشيت» «المصرى اليوم» فى عدد الإثنين «بداية كوميدية لمجلس النواب»، ولكنها فى الحقيقة بداية تثير الحزن والأسى، أو قل من نوع الكوميديا السوداء فى الدراما، وتدعو إلى التشاؤم من هذا المجلس الذى يعول عليه فى المستقبل القريب.

وليست المشكلة فى العضو الذى رفض القسم على الدستور، لأن الديباجة تشير إلى مبادئ الثورة التى قام بها الشعب فى 25 يناير، ولا فى رفضه الاعتراف بهذه الثورة، فلا توجد أى مشكلة فى وجود من لا يعترف بها لأنها كانت ثورة من أجل الحرية والديمقراطية وعدم احتكار الحقيقة، والتى تعنى الحق فى المعارضة، وإنما المشكلة فى الفوضى، وكأننا نشاهد مظاهرة فى ميدان أو مشاجرة فى حارة.

ونفس هذا المنظر المؤذى نجده فى ساحات المحاكم، حيث يتجمع الدفاع أحياناً فى مظاهرة وكأنه على وشك الهجوم على القضاة ووكلاء النائب العام. ونفس هذا المنظر المؤذى نجده فى جنازات الشخصيات العامة، إلا إذا كانت عسكرية، وفى افتتاح وختام مهرجانات الفنون، ولم يتبقّ سوى أن تصبح عسكرية بدورها.

ونفس هذا المنظر المؤذى نجده فى الأخطاء اللغوية والمطبعية فى الكثير من الكتب التى تصدر عن دور النشر، بما فى ذلك الدور الكبرى، وفى نشر صور من دون تعريف، أو صور بالخطأ، مثل نشر صورة نازك الملائكة على أنها صورة مى زيادة فى «الأخبار» يوم الأربعاء الماضى، وصورة أخرى على أنها صورة أحمد لطفى السيد، وهى ليست كذلك فى نفس الصفحة!

هل هى نظرية الأوانى المستطرقة فى افتقاد الدقة فى كل شىء، وهل هناك مقياس آخر للنجاح والتقدم غير الدقة واتباع الأصول المهنية فى كل شىء، ألا يدرك أعضاء البرلمان أن صورتهم أمام الرأى العام واحترامهم تتوقف على مدى النظام والانضباط فى اجتماعاتهم وتطبيق لائحة المجلس بدقة كاملة، ثم لماذا يتحدثون بالعامية، ولماذا لا يتحدثون بالعربية، بل يكتب كل منهم رأيه ويقرؤه مراعاة للدقة فى التعبير، ولتحمل مسؤولية كل كلمة، ألا ينص الدستور على أن لغتنا هى العربية؟!

samirmfarid@hotmail.com