الرئيس والشباب وأعداء الشباب

ياسر أيوب الإثنين 11-01-2016 21:35

بعد إعلان الرئيس السيسى منذ يومين فى دار الأوبرا 2016 عاماً للشباب فى مصر.. وبدء مشروع بنك المعرفة للباحثين الشباب.. وتخصيص 200 مليار جنيه لدعم الشباب ومشروعاتهم المتوسطة والصغيرة.. ورؤية جديدة لمراكز الشباب فى مصر.. كان هناك من قام بالتصفيق إما اقتناعا وإعجابا واحتراما أو من باب التهذيب والمجاملة.. وكان هناك من تمايل طربا فى تعليقاته وكلماته وكتاباته كأنه كان فى حفلة غنائية وليس أمام إعلان رئاسى مهم وفاصل ودقيق.. وكان هناك من واصل سخريته المعتادة من أى شىء إيجابى يحدث فى مصر ليحافظ على صورته وسيرته ونشاطاته واستعراضاته الثورية.. وأخيرا كان هناك من اختصر الأمر كله فى أدوات موسيقية ملقاة على الأرض ونوت موسيقية مبعثرة نتيجة قيام أمن الرئاسة بتفتيش الأوبرا وتأمينها قبل زيارة الرئيس.. ولا أحد فى مصر كلها يستطيع الزعم بأنه فوجئ بأى من هذه الأربعة نماذج المتوافرة دائما أثناء وبعد كل لقاء أو خطاب للرئيس.. فالكل أصبحوا يحفظون ملامح هؤلاء وردود أفعالهم ومبالغاتهم سواء مع أو ضد.. ولست أخشى هؤلاء إنما أخشى كثيرين لا أعرفهم سيجتهدون وينشطون خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة لإفساد ما أعلنه الرئيس فى الأوبرا..

فالرئيس أعلن احترامه واهتمامه بالشباب.. ووسط الذين تظاهروا بالتصفيق الحاد كثيرون لا يؤمنون بالشباب أصلا ويحبون دوام دولة العواجيز فى كل المجالات.. سياسة وبرلمان وحكومة واقتصاد وإعلام ورياضة أيضا.. وسيحرص هؤلاء على مجاملة الرئيس بمنصب هنا أو حكاية هناك بشرط ألا يكون للشباب أى دور حقيقى أو سلطة ومسؤولية.. أو سيجتهد العواجيز ليقوموا أيضا بدور الشباب فنجد السياسى الشاب أو الوزير والمسؤول والإعلامى الذى تجاوز الخمسين أو الستين من العمر.. وغير ذلك كان الرئيس السيسى رائعا وهو يتحدث أمس الأول عن الرياضة.. فهو اهتم بمراكز الشباب وأعلن اهتمامه ومتابعته لما يقوم به خالد عبدالعزيز من تطوير كل مراكز الشباب فى مصر

.. واهتم أيضا بضرورة تنظيم مسابقات رياضية فى المدارس والجامعات.. وليس مطلوبا من الرئيس أكثر من ذلك وأشكره لأنه حين قرر الحديث عن الرياضة لم يتحدث عن أهلى وزمالك وكرة قدم وكأس عالم ودورات أوليمبية وبطولات أفريقية.. إنما تحدث عن الرياضة وحق كل الناس فى ممارستها ولهذا كان الاهتمام بمراكز الشباب والمدرسة والجامعة أيضا.. ومرة أخرى أخاف من الذين سيسايرون الرئيس ظاهريا كأنهم اقتنعوا بدعوته دون أى تغيير حقيقى يطرأ على المسابقات الرياضية المدرسية الزائفة أو تلك البطولات والدورات الجامعية الوهمية التى تستنزف كل سنة ملايين من خزينة الدولة دون أى بطل حقيقى تكشف عنه تلك البطولات والمسابقات.. وليس من واجبات الرئيس ومهامه متابعة ذلك وسط شواغله الحقيقية الأكثر استحقاقا لوقته واهتمامه.. إنما هو واجب ومسؤولية كل من يريد مستقبل أفضل لهذا الوطن.. وأرجو أن يستغل الجميع هذه الدعوة الرئاسية للاهتمام بالرياضة الحقيقية دون أن يحاول بعضهم قصرها على الرئيس راعى الرياضة الذى لا تأتى الانتصارات والبطولات إلا بفضل رعايته.