الإعلام والصحافة الروسية يستعرضان أسباب الصراع بين السعودية وإيران

كتب: بوابة الاخبار الإثنين 11-01-2016 13:20

واصلت العديد من وسائل الإعلام الروسية الحديث عن أسباب وجوانب الصراع المستمر بين المملكة العربية السعودية وإيران حيث حاولت كل من وكالة Topwar، و«فزجلياد»، وصحيفة «راسيسكايا جازيتا»، وقناة RBC التوغل في تحليل أسباب وتاريخ الصراع.

وكتب المحلل السياسي آل – ميوزيد على صفحات وكالة Topwar تحت عنوان «الأسباب الموضوعية للنزاع السعودي – الإيراني» قائلا إن التطور الأخير للنزاع بين المملكة العربية السعودية وإيران إنما هو فرصة لإظهار مدي حقيقة الخلافات بين المملكة السعودية والولايات المتحدة وما إذا كانت هذه الخلافات تحمل الطابع التكتيكي أم أنها في الواقع أعمق بكثير ربما مما تبدو عليه.

وأضاف أن المملكة السعودية وبقية دول الخليج ظلت لفترة طويلة ترتبط مع الولايات المتحدة والغرب بعلاقات مصلحة تقوم على أساس ضمان أمنها واستمرار النظم الحاكمة بها مقابل هيمنة الدول والشركات الغربية على قطاعات النفط والطاقة في دول الخليج.

وأوضح الكاتب أنه قد يبدو من السذاجة التسليم بأن دول الخليج لم تستفيد من هيمنة الدول الغربية على نفطها، فإلي جانب ضمان استمرار نظم الحكم وأمنها، عمدت الدول الغربية على تطوير البنية الأساسية في دول الخليج بشكل ربما يبعث على الإعجاب، وأن الشركات الغربية دخلت في شراكة كبيرة مع المؤسسات الوطنية في دول الخليج بحيث يمكن القول بأن السعودية وحدها تنتج أكثر من خمسين سلعة تعتبر هي المصدر الرئيسي لها في دول شرق آسيا والشرق الأوسط.

وربط الكاتب بين قلق الخليج ونظرة دوله المتشككة في إيران وبين فترة نهاية الستينات وبداية السبعينات عندما قررت حكومة هارولد ويلسون في المملكة المتحدة إنهاء التواجد العسكري البريطاني في المنطقة، مشيرا إلى أهمية النظر بعمق إلى مختلف الجوانب التي تثير مخاوف دول الخليج من إيران حيث يعددها على النحو التالي؛

1- هناك نزاعات وخلافات بين دول الخليج ذاتها حول تبعية الأراضي، فهناك نزاع بين قطر والبحرين حول جزر «حوار» ومنطقة «زوبا» في شمال قطر، كما أن هناك نزاع بين قطر والسعودية على واحة «جيب» المتاخمة للإمارات، وهناك نزاع بين السعودية والإمارات وعمان على مناطق مختلفة ولكنها تبدو صغيرة وإن كانت من حيث الثروات الطبيعية تساوي عشرات المليارات من الدولارات.

2- نزاع دائم بين إيران والعراق بسبب رغبة إيران في ضم البحرين لها، على أساس الغالبية الشيعية حيث دأبت إيران على تشجيع أقارب الشيعة في البحرين على الهجرة إليها لزيادة أعدادهم، كما لا تنسي إيران كثافة التواجد الشيعي جنوب العراق.

3- الشيعة في المناطق الشرقية من السعودية ليس لهم صلات دم أو قرابة مع شيعة إيران، كما أنهم غير مستعدين للتنازل عن الاستقرار والرفاهية التي يعيشون فيها في السعودية، ومع ذلك دأبت السعودية على رصد تحركات استخبارية إيرانية مشكوك في أمرها في هذه المناطق.

4- تظل الكويت تشعر بالتهديد الدائم من جانب العراق الذي ظل يعتبرها دولة مصطنعة لا أساس لها وينبغي ضمها إلى الكيان العراقي.

5- عمان لديها مشاكل مع اليمن بسبب إخماد عمان لمخطط ثوري في ظفار، وربما أن هذه الحادثة تظهر السبب في الموقف السلبي لعمان من الاتحاد السوفيتي وتقاربه مع الولايات المتحدة حيث أن مقاتلي ظفار كانوا قد تم تدريبهم في قاعدة عسكرية روسية بالقرب من سيمفروبل (القرم).

ويشير الكاتب إلى أن تأجيج الصراع بين السعودية وإيران سوف يحقق للولايات المتحدة العديد من الأهداف سواء في مواجهة الصين أو روسيا أو إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط وبطبيعة الحال لو وصل الأمر إلى حد نشوب الحرب فقد يكون المستفيد الوحيد هو إسرائيل التي قد تجد فيها الحل لما تراه من مشاكل جراء تنامي القدرات النووية لإيران.

في سياق متصل؛ قال يشير يوري بوجدانوف الخبير السياسي الروسي عبر صفحات «فزجلياد» إنه مهما كانت الآراء والسيناريوهات إلا أنه يستبعد تماماً سيناريو الحرب بين دول الخليج وإيران حيث يري أن إيران التي خرجت لتوها من العزلة الدولية لن تخاطر بالدخول في صراع جديد يقطع عليها طريق إعادة البناء، كما أن السعودية أرادت من البداية فقط اجتذاب مساندة الدول السنية حولها وإظهار مدي قوتها على الساحة.

في نفس الوقت؛ يري أيجور بانكراتينكو، دكتور العلوم التاريخية والخبير في الشؤون الإيرانية، أن المنطقة بعد ثورات الربيع بدت مهلهلة بشكل كافي ولا ينقصها المزيد من الحروب بعد تردي الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق ولم يعد في مصلحة أحد قيام حرب بين أهل السنة وأهل الشيعة الذين يتمركزون فقط في إيران والعراق وأفغانستان وباكستان ولبنان.

ويؤكد الخبير أن نشوب مثل هذه الحرب سيكون له مردود سلبي على التواجد الشيعي في دول الخليج وربما في مناطق أخرى أيضاً علاوة على أن الغرب لن يسمح بنشوب نزاع يؤدي إلى هجرة الشيعة إليه.

وتؤيد ذات الرأي قناة RBC التي تري أن تراجع أسعار النفط قد أثر بشكل كبير على اقتصاديات دول الخليج بما في ذلك إيران ذاتها وستجعل كافة دول المنطقة تفكر أكثر من مرة قبل الإقدام على مخاطرة تعرضها للمزيد من التردي في الأوضاع.

كما تري القناة أن سخط دول الخليج على ما تتخذه الولايات المتحدة والغرب من مواقف خاصة بعد ثورات الربيع العربي يدفعها للقيام بتكتيكات تجعل الغرب يستشعر مدى الخطورة من انفجار الأوضاع في أي وقت.