كانت الأستاذة موناليزا فريحة، الكاتبة والصحفية فى جريدة «النهار» اللبنانية، هى التى أثارت اهتمامى بالحوار الذى جرى مؤخراً، مع الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى عهد السعودية ووزير دفاعها.
الحوار جرى الأسبوع الماضى، وكانت صحفية بريطانية هى التى أجرته لمجلة «إيكونوميست» الإنجليزية، وتعود أهميته إلى شيئين محددين، أولهما أن الرجل الذى جرى معه الحوار، هو المسؤول رقم 3 فى السعودية، وثانى السببين، أنه قال فيه كلاماً من الضرورى أن نتوقف عنده، لأن بعضه يثير شجوناً لدينا، على أشياء مشابهة، كما سوف نرى!
وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» التى تصدر فى لندن، قد نشرت ترجمة كاملة للحوار، على صفحة كاملة، أمس الأول.
فى الحوار كانت الصحفية البريطانية، تصف الأمير محمد، فى أكثر من موضع، بأنه المسؤول ليس فقط عن دفاع بلده، وإنما عن اقتصاده أيضاً، وحين سألته هى عن السعودية التى يود هو إنشاءها، مع 70٪ من السعوديين تتراوح أعمارهم مثله بين 30 عاماً وأقل، قال: إن السعودية التى أتمناها والتى يتمناها 70٪ من شعبها معى هى سعودية لا تعتمد على النفط!
وفى إجابة على سؤال آخر قال: نستطيع الوصول إلى مرحلة تصل فيها عائداتنا غير النفطية إلى 100 مليار دولار خلال خمس سنوات من الآن!
وفى إجابة على سؤال ثالث عما سوف تمتد إليه يد الخصخصة فى بلده قال: الرعاية الصحية، والقطاع التعليمى، وبعض القطاعات العسكرية، وبعض الشركات المملوكة من قبل الدولة.. إن هذا الأمر سيعمل على تقليل الضغط الذى تعانى منه الحكومة، كما أن من شأن بعضها أن يزيد من توفير قدر جيد من الأرباح.. ويقول فى السياق نفسه: إن لدينا 20٪ فقط من الطبقات الوسطى والدنيا، تستفيد من الدعم الحكومى، ونحن نستهدف الـ80٪ الباقية، ونحاول الإبقاء على فوائد الطبقات الوسطى والدنيا.
وفى سؤال رابع عن المصادر التى سوف يأتى منها بالمائة مليار دولار غير النفطية قال: فى جدة على سبيل المثال، توجد أرض مساحتها الإجمالية 5 ملايين متر مربع، تقع بين يمين الشاطئ فى قلب جدة، وتملكها قوات الدفاع الجوى، وقيمتها 10 مليارات دولار، وفى شمال جدة أيضاً، هناك ما يقرب من مائة جزيرة مرجانية تقع فى منطقة رائعة ودرجة حرارتها مثالية!
وكان السؤال الخامس: هل هى ثورة تاتشرية، نسبة إلى ما قامت به مارجريت تاتشر فى السبعينيات والثمانينيات فى بلادها، من ثورة اقتصادية مماثلة فى بريطانيا؟!.. أجاب: بكل تأكيد.. إن لدينا الكثير من الأصول الجيدة غير المستغلة.
وفى سؤال سادس: ما الذى يحبب المستثمر الأجنبى فى السعودية، أجاب: أنا لا أحاول الانفتاح على العالم، أنا منفتح عليه بالفعل، أقدم الفرص فقط!
وفى سؤال سابع: قمت بوضع رؤية إيجابية للغاية للسعودية، ولكنك تعيش فى وقت يعتبر من أكثر أوقات المنطقة خطورة؟!.. قال: أنت بريطانية، وأنا من معجبى تشرشل، الذى قال إن الفرص تأتى من الأزمات!
وسؤال ثامن: هل يمثل آل سعود شعبهم؟!
قال: نحن نشكل جزءاً من العملية الوطنية، كما أننا نشكل جزءاً من القبائل المحلية.. لقد عملنا مع بعضنا بعضاً 300 سنة.
هذه مجرد نماذج اخترتها، ولا أريد أن أشرحها، لأنها تشرح نفسها، ولأن شرح الأشياء أحياناً يفسد معناها!