تنظيم 25 مبارك.. (اللعنة)

جمال الجمل السبت 09-01-2016 21:32

(الغردقة)

مشهد حقير، ومثير للغثيان... بشرٌ يتجمعون حول جثة ممددة على الأرض، لا نعرف إن كان الشاب عاري الصدر قتيلاً أم مصاباً فقط، تتكاثر الأقدام وتمتد الأيادي وتعلو الأصوات: اسمك إيه؟.. غمغمة مصحوبة بأنين تؤكد أن الشاب لايزال حياً، لكن أحدًا لا يهتم بالحفاظ على حياته، فقط يزداد اللغط: حمد لله على السلامة.. انت في المستشفى أهوه.. اسمك إيه؟

- آآآآه.. ععععاي.. مااااان

* على إيه؟ ... على رمضان؟...

يدخل الشاب في إغماءة، فينزل كف أحدهم بلسعة قوية على جبهته، ويصوب غيره كشاف إضاءة مبهراً في عينيه، ويدوس آخر بباطن يديه على صدره بقوة، بينما الأسئلة تتوالى في عشوائية: بتشتغل إيه؟.. منين؟.... منين؟... قول منين؟

- واااااان

* إيه؟.. قول.. منين

- اااااان

* لسعة أخرى على جبهته، بينما يعلو صوت أحدهم متسائلا: حلوان؟

* على رمضان.. اسمك على رمضان عبدالحميد؟.. قول.

* عندك كام سنة يا على؟

- تييين.. تيييين

* 30؟... 31؟... 31

* يكرر أحدهم السؤال: منين؟

- آآآآآآن.. آآآآان

* من حلوان؟

يسأله أحدهم ببرودة يحسد عليها: بردان؟.. بيقول بردان... هنغطيك.

دم وحشرجات ألم، وفوضى على الرصيف، تعقبها تصريحات متضاربة عن حادث مؤسف ومرفوض، بدت فيه مصر بكل ما فيها ضحية لبلادة حسية وعقلية وأخلاقية وقانونية، وإنسانية أيضا، فالولد متورط في حادث إرهابي، والبقية أيضا إرهابيون، بل إن هذه الأساليب غير الإنسانية، هي التي ساهمت في صنع أمثال على رمضان، وهي التي مهدت لتحويل الوطن إلى مزرعة لداعش وأخواته.

من هؤلاء؟

هل هم ضباط شرطة؟.. أم وكلاء نيابة؟، أم شياطين يخترعون لهم دوراً يشوه وجه الوطن ويملأ قلبه بالجحود، في فوضى الحرب على الإرهاب؟

لا أظن أن عاقلا يحترم إنسانيته يوافق على هذا المشهد، فهو يعبر عن غياب كل التقاليد.. تقاليد العمل الاحترافي لرجال الأمن، وحراس القانون، وتقاليد الإنسانية والأخلاق حتى مع الأعداء في الحروب. إذا كانت هذه حجة دولة في التعامل مع إرهابي انعدمت إنسانيته فصَوَّب شره ناحية بلده وناسها، فلا فرق بينه وبين الدولة أو المواطن الذي يوافق على هذه الهمجية ويبررها.

(القاهرة)

* الشرطة تواصل القبض على مزيد من المتهمين بالانضمام لتنظيم 25 يناير، وتصفه بأنه مخالف للقانون ويضر بمصالح البلاد.

* خبير «شتوي» يدعى «الزنط» يعيد استخدام سلاح «الجزمة» كقوة ردع في مواجهة أي متظاهر يخرج في 25 يناير، مؤكداً لمصطفى بكري في برنامج «حقائق وأسرار» أن 25 يناير سيعود هذا العام عيداً للشرطة وفقط، وليس عيداً للثورة!.

* جماعة «آسفين يا ريس» تفاجئ الزنط وبكري بانقلاب تاريخي، وتهدد بالتظاهر في ميدان التحرير يوم 25 يناير احتجاجا على حكم نهائي بإعدام مبارك ونجليه سياسياً في قضية القصور الرئاسية.

* الزنط لم يكن يعرف الحقائق ولا الأسرار التي انتهت بصدور حكم نهائي بات يؤكد أن رأس النظام القديم «حرامي رسمي» بكلمة القضاء الشامخ، وليس بشعارات الثوار في الميدان!

* بكري أيضا لم يكن يعرف، لكن الأمور بالنسبة له أسهل، فهو عادة يضبط «الإيريال» بمهارة على استقبال أي تردد جديد يذيع أغنية «شيخ البلد».

(بر مصر)

المحروسة ممددة على الرصيف، تنهال عليها الصفعات، تهذي بكلام غير مفهوم، تمدّ يدها لتلسع نفسها على جبهتها، وتتلذذ وهي تمارس العنف والتخوين ضد حمدين صباحي، تأكل لحمها بجنون، وتستنزف الأمل على الأرصفة، لا تحترم صورتها، ولا تتفق مع نفسها في شيء، لا تجتمع على هدف، ولا تلتقي في طريق.

ولا أعرف كيف يمكن لإيزيس أن تلمّ كل هذه الأشلاء لتصنع منها أملا ليوم جديد ومختلف، يولد فيه حورس نسراً يحمي قلب الوطن.

(الكهف)

لا تسامحوني على هذا المقال البغيض، لأنني لن أسامحكم... لن أسامحكم حتى أرى بعيني (وقلبي) ما أحب أن أرى عليه بلدي، وكل من فيها، فأنا أخشى على الجميع من لعنة هذه القسوة المتبلدة التي صرنا عليها جميعا، فأفيقوا حتى لا تحل اللعنة على الجميع.

...................................................................................................................

برداااان

tamahi@hotmail.com