جنودنا ليسوا عصافير!

سليمان جودة السبت 09-01-2016 20:55

مرة أخرى.. أرجو من اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، أن يراجع بنفسه، مع المسؤول المختص فى الوزارة، الطريقة التى يقف بها الجنود فى كمائن الطرق، أو فى أثناء الحراسة على المنشآت العامة.. أرجوه!.

إننى لم أستطع أن أمنع نفسى، صباح أمس، من المقارنة بين صورة منشورة لجندى ألمانى كان يقف «خدمة» فى مطار برلين، وبين خبر مصرع ضابط كان رئيساً لمرور المنيب، مع أحد الجنود كان يرافقه، برصاص مسلحين!.

لقد بحثت عن معلومات تتعلق بالطريقة التى كان الضابط والجندى يقفان بها فى الشارع، قبل إطلاق النار عليهما فلم أجد، ولكنى على يقين من أنهما لو كانا يؤديان دورهما فى مكانهما بالكيفية التى رأيت عليها الجندى الألمانى، ما كانا قد سقطا معاً بسهولة هكذا.. وما كان المسلح المجهول، الذى أطلق النار عليهما، قد فرّ بهذه السهولة، إذ كان أضعف الإيمان أن يقع اشتباك بين الطرفين، وأن يتم قتل هذا الجانى المجهول فى مكانه، أو أن يُصاب على الأقل، لنعرف منه شيئاً محدداً عن القتلة الحقيقيين الذين يقفون وراءه!.

كان الجندى الألمانى، فى الصورة التى رأيتها، يقف فى وضع انتباه كامل، من النوع الذى يعرفه جيداً كل الذين أدوا الخدمة العسكرية، وكان إصبع السبابة فى يده اليمنى، وهذا هو الأهم فى الموضوع كله، مستقراً على زناد البندقية، التى كانت تستقر من عند جزئها الأمامى فى باطن يده اليسرى، وكانت عيناه، فيما بدا من الصورة، تجوبان أرجاء المكان من حوله!.

حين يكون جندى فى مثل هذا الوضع، فمن المستحيل أن يأتى مجهول ليحاول الاعتداء عليه، ثم تنجح محاولته، لا لشىء، إلا لأن الإصبع المستقر على الزناد سوف يتعامل معه فى أقل من ثانية، وسوف يجرى قتل أى مجهول عندئذ، أو إصابته فى أسوأ الظروف، وسوف لا يتساقط ضباطنا وجنودنا كالعصافير هكذا، فى كل مرة يقع فيها اعتداء جبان على كمين، أو على عدد منهم يكون متواجداً فى الطريق العام!.

ليس من المعقول أن يتم الاعتداء فى كل مرة بالطريقة ذاتها، وأن يفر الجناة بالطريقة نفسها ثم لا نفكر فى أن السبب فى غالب الأحوال يعود إلى الطريقة التى يقف بها جنود الشرطة فى الكمائن، أو حول أى منشأة عامة.. إننا نراهم بأعيننا حين نمر عليهم، ونشفق عليهم عندما نكتشف أن بعضهم يضع السلاح إلى جواره، وأن البعض الآخر يستمع إلى راديو صغير فى يده، أو.. أو، بما يجعلهم صيداً سهلاً لأى مغامر خائن!.

أرجوك يا سيادة اللواء عبدالغفار أن تطلب صورة الجندى الألمانى، فهى منشورة قبل أيام فى أكثر من صحيفة، ثم أرجوك أن تقارن بينها وبين الحاصل عندنا، وبعد ذلك أرجوك أن تتصرف!.