صحف عالمية تشيد بزيارة السيسى للكاتدرائية: «قدم لفتة مُبهِجة للمسيحيين بحضور القداس»

كتب: غادة غالب الجمعة 08-01-2016 20:59

سلطت صحف ومواقع إخبارية دولية الضوء على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لحضور الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.

وأشاد موقع «وورلد تريبيون» الأمريكى باعتذار السيسى عن إحراق الكنائس فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وتعهده بإعادة ترميمها جميعها هذا العام، وأشار إلى أن السيسى حضر، للعام الثانى على التوالى، قداس عيد الميلاد القبطى فى كاتدرائية القديس مرقس الأرثوذكسية، موضحا أنه أول رئيس مصرى يحضر القداس فى حى العباسية بالقاهرة العام الماضى.

واعتبر الموقع أن السيسى يهتم بالحفاظ على علاقة جيدة دائما مع الأقباط فى مصر، مُستدِلّا بالعبارة التى قالها أثناء إلقائه كلمة فى الكاتدرائية: «مفيش حاجة تؤذينا، لا ظروف اقتصادية ولا حتى سياسية»، وأضاف السيسى، مشيرا إلى التنوع فى الأديان والتقاليد واللغات: «عاوز أقول لكم إن ربنا سبحانه وتعالى سننه فى الوجود التنوع والاختلاف».

وأشار الموقع إلى أنه تم تدمير عدد كبير من الكنائس خلال اشتباكات بين مؤيدى مرسى وقوات الأمن، فى أعقاب تفريق المعسكرين الموالين لمرسى فى أغسطس 2013.

وهاجمت صحيفة «هفينجتون بوست» الأمريكية، فى تقريرها، بعنوان: «مسيحيو الشرق يحتفلون بعيد الميلاد.. وأين الغرب؟»، تعامل جماعة الإخوان المسلمين مع المسيحيين إبان فترة حكم مرسى، موضحة أنه فى سنة واحدة من إدارة مرسى والإخوان، ارتُكبت فظائع لا توصَف ضد المسيحيين.

وذكرت الصحيفة أن السيسى، من ناحية أخرى، التقى برئيس الكنيسة القبطية، وقدم تهنئته للمجتمع المسيحى، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لا ترغب فى نظام السيسى، ولاتزال تلعب بفكرة أن نظام مرسى والإخوان تمت إزالته بشكل غير قانونى، وهذه ليست إشارة جيدة بالنسبة للمصريين، إذ يوجد العديد من الذين يريدون أن يُظهروا وجها مختلفا للإسلام تجاه مواطنيهم المسيحيين.

فى السياق نفسه، ذكرت صحيفة «كريستيان بوست» الأمريكية، المتخصصة فى أخبار المسيحيين حول العالم، أن السيسى قدم «لفتة مُبهِجة» تجاه المسيحيين الأقباط، من خلال حضوره قداس ليلة عيد الميلاد فى الكاتدرائية القبطية المرقسية الأرثوذكسية، موضحة أنه حاول تهدئة وطمأنة المسيحيين بالتحدث إليهم عن الهجمات على الكنائس والطوائف المسيحية فى مصر، والتى تم تنفيذها من قِبَل الجماعات المتطرفة، مؤكدا أن حكومته ستُرَمِّم دور العبادة التى تضررت من قِبَل «عصابات» مرتبطة بالإخوان المسلمين.

وعن التكلفة الاقتصادية لعملية إعادة ترميم وبناء الكنائس المحترقة فى مصر، نقل موقع «بريميير» البريطانى، عن الرئيس التنفيذى لمؤسسة «إمبراس ذا ميدل إيست»، المعنية بمشاكل الشرق الأوسط، جيرمى مودى، قوله: «ستتكلف الكثير من المال، وأعتقد أن هذا القرار يُثير علامات الاستفهام، لأن الاقتصاد المصرى فى حالة من الفوضى».

وأضاف «مودى»: «الحكومة المصرية فى قبضة أزمة أمنية كبيرة مع المتمردين الإسلاميين فى سيناء وأماكن أخرى، وأعتقد أنهم كان لديهم الموارد اللازمة لإعادة بناء وترميم الكنائس، لذا من الممكن أن يكون هذا مجرد إجراء رمزى، لكن دعونا نأمل فى مستقبل أفضل»، مشيرا إلى أنه «أُضرمت النيران فى أكثر من 50 كنيسة ومبنى قبطيا فى مصر، بعد خلع مرسى والإخوان من السلطة».

وذكر موقع «نيوز ماكس» الأمريكى أن برنارد كيريك، مفوض شرطة مدينة نيويورك السابق، الذى شغل منصب وزير الداخلية فى سلطة الائتلاف المؤقتة العراقية، فى عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، أشاد بزيارة السيسى للكاتدرائية، وقال، على حسابه على موقع «فيسبوك»: «منذ انتخابه رئيسا لمصر، يُعتبر السيسى أحد أهم العناصر فى محاربة الحركة الإسلامية الراديكالية فى مصر، لأنه منذ انتخابه استهدف جماعة الإخوان والتطرف الراديكالى، وألغى التفرقة الدينية فى المدارس، ودعا إلى وحدة جميع الأديان».

وأضاف: «لسوء الحظ، لا يوجد الكثير من الدول فى الشرق الأوسط التى لديها رؤساء يمتلكون مثل هذا الحس السليم والشجاعة»، متابعا: «آمل أنه يمكن أن يستمر لفترة كافية، لإجراء التغييرات التى يجب أن تتم فى مصر، وربما جيرانها سوف يحذون حذوها».

وفى تقرير لها بعنوان: «المسيحيون فى مصر يحتفلون بعيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة»، ذكرت وكالة «أسوشيتد برس»، فى تقرير لها، أن السيسى، الذى يُنظر إليه على نطاق واسع من قِبَل المسيحيين باعتباره «المنقذ»، تلقى تحيات وهتافات كأنه «نجم روك» فى الكاتدرائية مقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى ما يبدو، فشلت قوات الأمن فى احتواء هتاف الحشود وإلقاء الزهور فى طريق السيسى أثناء خروجه من الكنيسة، وفى النهاية، تم إجبارهم على العودة إلى الوراء، وإخراجه من طريق مختلف.

ووفقا للتقرير، دعم الأرثوذكس المسيحيون فى مصر بشدة الإطاحة بأول رئيس منتخب انتخابا حرا، لكنه تسبب فى انقسام كبير بين طوائف الشعب، وأثناء فترة حكم مرسى، كانت التجمعات المسيحية فى خطر أكبر من الهجمات، وبعد سقوطه، ادَّعى كثير من الإسلاميين أن المسيحيين تآمروا مع الجيش ضدهم، وهوجمت منازل المسيحيين وكنائسهم وأماكن عملهم.