قال عامر إبراهيم عامر، عمدة قرية المناصافور بمركز ديرب نجم، بمحافظة الشرقية، والتى شبت فيها حرائق غريبة داخل منازلها، الأسبوع الماضى، إن الدولة استسهلت واتهمت أهالى القرية بالجهل دون أن تنقذ ما تبقى من القرية بعد الحرائق التى شبت فيها، مؤكدا أن النيران اشتعلت فى وجود المباحث والإطفاء، مستغربا من الاتهامات التى طالت أهل القرية بمحاولتهم الحصول على تعويضات فى الوقت الذى يرى فيه أن الأهالى موسرون ولا يريدون شيئا سوى أن يتدخل الأزهر لتفسير الظاهرة الغريبة وحلها، مطالبا بالترخيص للمعالجين بالقرآن.. وإلى نص الحوار:
■ متى بدأت أحداث الحرائق؟
- الحكاية بدأت من 6 شهور، إثر اكتشاف امرأة تمزق ملابسها كل يوم داخل الدولاب، وظن الناس أن عندها مشاكل بينها وبين حماتها مثلا، أو فيه عداوات داخل المنزل، فأحضروا لها ملابس من السعودية، وفتحوا الشنطة فوجدوا الملابس متقطعة برضه، فبدأ يلفت نظرهم إن الموضوع فيه شىء غير طبيعى، فاستعانوا بعدد من المشايخ، منهم من قال إنه جن ومنهم من قال إنه سحر، ثم أخبروهم بأن المنزل ستشتعل فيه النيران، وبالفعل فى اليوم التالى اشتعلت الشقة كلها، ومهما حاولنا بوسائل الإطفاء بطفايات الحريق أو بالمياه أو بقوات الإطفاء، لم نستطع إخمادها ولم يتبق سوى المصحف داخل الشقة، فطلبنا من الأزهر أن يحضر ليفسر لنا الظاهرة الغريبة، لكن لا أحد فيهم اعتنى بالموضوع، حيث اعتبرونا جهلاء.
■ هل انتشرت النيران فى منازل أخرى؟
- نعم.. بعد أكثر من يوم، المنزل المجاور لتلك السيدة اشتعلت فيه النيران بدون أى سبب، ولحسن الحظ أن أهل البيت كانوا غير موجودين فى المنزل الذى احترق بالكامل، ما عدا «برواز معلق» مدوناً عليه سورة الناس.
■ هل استعنتم بأحد؟
- منذ حوالى 10 أيام حضر الشيخ علاء حسانين، النائب السابق، بعد أن خاطبنا عدد من أعضاء مجلس الشعب بالشرقية، وعاين المنازل وقال إن 70 منزلا ستشتعل نتيجة حرائق الجن، وإن هناك كتيبة من الجن مسخرة على البلد، وقال إنه سيسافر لأداء العمرة، وبعد سفره بدأت الحرائق تنتشر فى منازل القرية، وفى أثاث المنزل، وفى يوم السبت الماضى، زادت الحرائق بشكل كبير، واشتعلت فى 9 منازل، وكانت أقل الخسائر نحو 150 ألف جنيه.
■ ما موقف المسؤولين بديرب نجم؟
- حررنا محاضر بذلك لكن لا أحد يهتم، وبدأت الناس تقطع الطريق، وعندما حضرت المباحث اشتعلت المنازل أثناء وجودهم، وكانوا يساعدوننا فى إطفاء الحرائق، ثم حضر لنا مشايخ من بلاد مجاورة، وتعاملوا بالقرآن، من بينهم عمداء لكلية الشريعة والقانون، وأساتذة فى كلية أصول الدين، وأساتذة فى التفسير، وطلبوا منا التكبير وقراءة القرآن فى المساجد حتى يزيل الله الغمة، ثم أنشأنا لجانا شعبية.
■ ما تفسيرك لما يحدث؟
- شىء خارق للعادة، ونؤمن بوجود الجن، وكانت هناك ظاهرة غريبة داخل القرية، كنا محتاجين حد يفسر لنا ويحل لينا أزمتنا بما لا يخالف شرع الله، لكن المسؤولين وضعوا رؤوسهم فى الرمال، وقالوا إنها خزعبلات، لحد ما البلد تولع كلها، نحن تحت مسؤولية الدولة وعندنا مصيبة، ونحتاج من يحل لنا هذه المصيبة، بدلا من أن يقولوا هذه خزعبلات أمام القنوات، وكنا ننتظر قرارا من وزير الداخلية بالتدخل لحل أزمتنا.
■.. لكن كيف تحل الدولة مثل هذه الأزمات؟
- إذا كان الرجل اللى بيعالج ويحصن يعمل بما لا يخالف شرع الله.. فلماذا لا ترخص الحكومة له، ويعمل تحت مظلتها؟، وإذا كان مخالفا للقانون.. فلماذا لا نعاقبه بالقانون؟، والرجل علاء حسانين استشهد بأحمد عمر هاشم وطالبنا بأن نسأله، ونتساءل: لماذا لا يخرج «هاشم» على الناس، وهو عالم قدير، ويخبرهم بالحقيقة.
■.. لكن مثل هذه الأمور غالبا ما تواجه باتهامات الجهل؟
- قرية المناصافور عدد سكانها 40 ألف نسمة، كلهم متعلمون ويعملون فى مجالات الطب والهندسة والقضاء والجيش والشرطة، وهنا من المدارس والمعاهد ما ساعد القرية على أن تشمل كل هؤلاء المتعلمين، فهنا أكبر نسبة تعليم فى محافظة الشرقية.. «فمن أين يأتى الجهل، ولماذا نسىء لسمعتنا على القنوات الفضائية، ولماذا نحرق بيوتنا من أجل تعويضات كما قالوا، ونحن الحمد لله مرتاحون ماديا».