عاد حمدين صباحي إلى الواجهة من جديد، بعدما اختفى عن المشهد فترة طويلة، عودة تليفزيونية جاءت قبل 19 يومًا من الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وجّه فيها انتقادات للأجهزة الأمنية على رأسها جهاز الشرطة، الذي «لم يتعلّم من درس 25 يناير»، بسبب تدخلها في الانتخابات البرلمانية، واتهم نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ«السير على سياسات النظام القديم، وعدم الانحياز للبسطاء، والاستمرار في الفساد والاستبداد».
لم تمرّ عودة «صباحي» مرورًا طبيعيًا، انقطع البث فجأة عن برنامج «العاشرة مساءً»، أرجع المسؤولون عن البرنامج السبب إلى «انقطاع الكهرباء»، فيما ألمح آخرون إلى أنها كانت «مقصودة»، بسبب هجوم المرشح الرئاسي السابق على النظام، وقال المحامي نجاد البرعي: «الدولة التي تخاف من صوت شخص ضعيف كحمدين صباحي لا يمكن أن تبني استقرارًا أو توفر أمنًا، الخائف قد يكون عدوانيًّا ولكن ذلك يؤكد أنه مجرد شخص خائف».
وقال الباحث السياسي عمار علي حسن: «قطع البث عن حمدين صباحي في برنامج العاشرة مساءً بعد انتقاده سياسات الرئيس السيسي، ألهذه الدرجة لا يوجد من يتحمل كلامًا مختلفًا؟ هذا خطأ فادح».
من ناحية التفاعل، رحب بعض أنصار «صباحي» بتصريحاته، ورأوا أنها دليل على تمسكه بمبادئ ثورة يناير، وشعوره بالفقراء والمظلومين، فيما انتقده آخرون معارضين لظهوره من البداية، أبرزهم الكاتب والروائي علاء الأسواني، بسبب رفضه للتظاهر في ذكرى الثورة: «قالوا يا حمدين انتقد السيسي كما تشاء حتى الرابعة صباحًا، ولكن حذر الشباب من النزول في 25 يناير.. أخي حمدين: أخطأت بقبول العرض، الثورة عكس السياسة».
قالوا يا حمدين انتقد السيسي كما تشاء حتى الرابعة صباحا ولكن حذر الشباب من النزول في 25 يناير .أخي حمدين: أخطأت بقبول العرض. الثورة عكس السياسة.
— علاء الأسواني (@AlaaAswany) January 7, 2016
وتساءل «الأسواني»، في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «أُحيي الأستاذ حمدين صباحي وأوافقه على حديثه الشجاع، لكن ما تفسير هذا الانفتاح المفاجئ في إعلام السيسي.. مجرد فلتة أم خطوة تمهيدية لتغيير ما؟».
وقال «صباحي» تعقيبًا على دعوات التظاهر في 25 يناير: «لم أدعُ للتظاهر يوم 25 يناير، ولست وصيًّا على شباب مصر لأقول لهم أن يتظاهروا أو لا يتظاهروا، والبعض يريد أن يجعل من 25 يناير فزاعة وأن يكون يوم يثار فيه قلق وخوف المصريين بدلا من الاحتفاء به كأحد أعظم أيام تاريخنا، لكن يجب على الشباب التفكير فى مدى استفادة جماعة الإخوان من التظاهر».
فيما هاجمه مؤيدو النظام الحالي، نصّبوا له «محكمة تفتيش»، وصفوه بـ«عبده مشتاق»، عزمي مجاهد، هاجمه عبر برنامجه «الملف» على فضائية «العاصمة»: «حمدين مين ده؟، اللي على البر حمدين على رأي المثل، ده مدخلش الجيش ولا يعرف حاجة، حمدين ده أسلوب حياة».
وأضاف: «حمدين أكبر عبده مشتاق في الدنيا، والله لو دخل انتخابات مجلس الشعب في بلده الحامول ما كان
وأضاف: «صباحي يتحدث عن افتقاد السلطة للرؤية والخطة، والحقيقة حديث يفتقد للوطنية وتوقيته يجعلنا نتأكد من القصد خاصة بعد الاختفاء الطويل، حديث يجعلك تشعر بالقرف، إنه فارس بسيف خشبي يمتطي جوادًا من وهم، لاحظوا أن مثل تلك الوجوه قد بدأت في الظهور بالتنسيق والتناغم، انتبه يا شعب».
النائب البرلماني مصطفى بكري، لم يتجاهل حوار «صباحي»، وتحدث عنه في برنامجه «حقائق وأسرار» على فضائية «صدى البلد»، واتهمه بأنه «يلعب على مشاعر المواطنين»، واصفًا تصريحاته بـ«الفشنك».
وأضاف «بكري»: «مصر العظيمة أكبر من أن يلعب صباحي على مشاعرها، وحديثه عن المواطنة يأتي في الوقت الذي يزور فيه الرئيس السيسي للكاتدرائية يوم عيد الميلاد»، منتقدًا حديثه عن ضرورة وجود صوت آخر غير صوت السلطة: «الشعب لا يريد أن يسمع صوت العمالة والتآمر واليأس».