و... انتهت رسائل الرئيس (2015_6)

جمال الجمل الثلاثاء 05-01-2016 22:43

(1)

قلبي مع السيسي، وقلمي عليه..

قلمي مع العقل، مع ضرورة تطهير الماضي، وتشخيص الواقع، والاتجاه نحو مستقبل محدد المعالم والملامح.

ظهرت حالة الإجهاد على دائرة الرئاسة الضيقة في مأزق تأخر الاستحقاق الثالث، حتى تحول البرلمان إلى حالة من الخوف المرض (فوبيا) لدى النظام، وأظن أن هذه «الفوبيا» هي التي دفعت الرئيس للحديث الملتبس عن الدستور (الذي كان عظيما، فصار عقيما خلال عامين فقط!)

المؤشرات تؤكد أن البرلمان القادم أيا كان تشكيله لن يسهم في تخفيف المشاكل، ولن يساعد كثيرا لا في الحكم، ولا في حل الأزمات المعيشية للمواطنين.

سيدي الرئيس، لن يستطيع شخص واحد أن يحكم مصر، ولن تتمكن جهة واحدة من تحمل أعباء السلطة في بلد ينوء بهذا الكم من المشاكل المزمنة.

لا أدعي المعرفة، ولا ألقي المواعظ، فهذا ليس كلامي، إنه كلام كثيرون أنت منهم، فتذكره جيدا

(من مقال «سيادة الرئيس... انتبه» – 14 سبتمبر)

(2)

الخطر يقتضي التكاتف والتوافق، على مبادئ أساسية (...) وهذه المبادئ لن أطرحها من خيالي وأفكاري، لكنها وردت في الخطاب الذي ألقاه السيسي في حفل تنصيبه رئيسا، وأرجو أن يتذكر هو ونظامه (كما نتذكر نحن) هذه المبادئ، ويجب أن يتعهد بالعمل على تحقيقها دون أعذار أو تراجع مهما كانت الضغوط (...) والمبادئ التي أعلنها السيسي تتلخض في 20 نقطة أقدمها بألفاظه وتعبيراته:

(اضغط)

يا سيادة الرئيس/ أذكرك بالمبادئ العشرين التي أعلنتها بنفسك، وأعيد تقديمها كملامح عقد اجتماعي (ابتدائي) يجب أن تلتزم ببنوده قبل أن يتم توثيقه في البرلمان المقبل.

يا سيادة الرئيس: وقع على العقد، وجدد العهد، والتزم بما أعلنت ووعدت، فالعقد شريعة المتعاقدين.

(من مقال «أيها الرئيس.. التزم بالعهد والعقد» 7 أكتوبر)

(3)

لدي مشكلة مع الرئيس السيسي منذ تعهد في بيان رسمي بابتعاد الجيش عن السياسة، ثم عاد تحت الضغوط والتهديدات، وقبل الترشح للرئاسة.

أعود إلى سؤالي الحائر: هل السيسي صادق فيما يقول دائما؟ (...) كل الاحتمالات مفتوحة، والساحة امتلأت بكثير من الثعالب التي تفسد الكروم، وقد أصبح من الخطير أن نقرأ تصريحات سياسية علنية عن تغيير الدستور ونسكت من دون توضيح يظهر لنا موقف الرئيس شخصيا وسياسيا أيضا، خاصة وأن المواد التي أشار إلبعض إلى ضرورة تغيير ها تتجنى على مبدأ ديموقراطي يتعلق بتداول السلطة ويتيح للرئيس أن يتحول إلى «حاكم مزمن»، وهذا يضر بالوطن وبجميع من فيه بما فيهم الرئيس نفسه.

السيد الرئيس: لا تصمت، نريد توضيحا في هذا الأمر، وإذا لم يصدر بيان عاجل من الرئاسة يوضح لنا موقفها من هذا الهراء السياسي غير المسؤول، فإن هذا يعتبر بوضوح موافقة ضمنية على هذا الاتجاه العبثي، وبالتالي يعد إخلالا بالشراكة التي بدأنا بها مسيرة 30 يونيو، وبالعهد الذي قطعته على نفسك أمامنا، و«النون» التي أتحدث بها هنا ليست تعظيما لشخصي الفقير الضعيف، لكنها «نون الشعب»، فهل لنا الحق في طلب هذا التوضيح أم أن دورنا فقط هو التفويض والتصويت حسب رغبة النظام.

(من مقال «يا سيادة الرئيس.. تكلم» 22 أكتوبر)

(4)

ليس مهماً أن يحمل الرئيس بوكيه ورد أحمر، ويتجه إلى مستشفى عسكري لترضية مواطنة تعرضت للتحرش وسط حشد عام (...) المهم هو دور الرئيس في تأمين الوطن كله من التحرش والمهانة

(...) سألت نفسي في هذه الأيام «المباركة» ونحن نقترب من إنجاز الديكور الديمقراطي لبيت الدولة: لماذا تحرك الرئيس وحمل الورد الأحمر لضحية واحدة، بينما يصمت الآن على انتهاك عرض مصر كلها؟

السؤال بهذه الصياغة «الاتهامية» قد يغضب الرئيس (وهذا ليس غرضي ولا مقصدي)، لكن لا بأس إذا كان الخوف من غضب الرئيس لا يقابله إلا القبول بما يحدث.. كل القيم والأخلاق والقواعد تنتهك في هذا البلد على الملأ، بقوة الأمر الواقع، وعنجهية المسيطرين.. كل القيم والأخلاق، (والدستور نفسه) عرضة للتحرش والانتهاك باسم الضرورة، فلماذا يصمت الرئيس؟

* لماذا يصمت على إهانة المصريين في الخارج؟/ على فجور الإعلام الموالي له (والمتحدث باسمه)/ على تدني الأداء الدبلوماسي لدرجة أن مصر تخرج عن المجموعة العربية وتصوت لصالح قائمة تضم «إسرائيل» / على الهجوم الفاجر ضد ثورة 25 يناير/ على تهديد المنفلتين بضرب أنصار ثورة يناير «بالجزمة»؟

وإذا كان الرئيس قد غضب من مجرد تعليق إعلامي (...) فلماذا لا يغضب هذا النظام «أبودم حامي» من أجل الشعب؟/ من أجل الدستور؟

(من مقال «هتك عرض مصر – رسالة غاضبة إلى الرئيس – 1 نوفمبر)

(5)

أنفقت وقتا طويلا (6 ساعات عمل متواصلة) في تحليل خطاب الرئيس في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة (...) لمست حجم الضغط الذي يعاني منه الرئيس، فهو يجتهد ليبني البيت ويوفر الكهرباء والطاقة وفرص العمل، ويتعب كثيرا بالفعل من أجل هذا، ثم لا يجد التقدير الكافي من الأولاد الغاضبين، لأنهم يتصورون أن هذه الأمور بديهية، ويطالبون برفاهية لم يأت أوانها (مثل الحريات، والمطالبة بتغيير معادلة القوى الحاكمة التي أفرزها نظام مبارك، والسعي لدولة قانون بمعايير معلنة، وكف يد الأجهزة عن التلاعب باستحقاقات الشعب) إلى آخر هذه القائمة من المفردات التي تحدد مدى اقتراب أو ابتعاد أي شخص (أو مجتمع) من شروط العصر، فالعصرية ليست «برنيطة» يرتديها الأفريقي «فيصير أوروبيا»!

(...) فجأة شعرت بأن الكتابة عبثية، ومجرد سطور «يتفشخر» فيها كاتب بمقارعة أرقام، وعرض معلومات تزيد الانقسام، لقد اكتشفت أن الخلاف في المفهوم وليس في الإجراءات.. في النظرة للحياة وليس في برنامجها، في الفكر وليس في السياسة (...) باختصار محزن، الدولة القديمة ليست مشكلة لأنها أفرزت بعض الفاسدين، الدولة القديمة غير صالحة في حد ذاتها (بشرفائها أيضا ومؤسساتها وطريقتها في التفكير والإنجاز)، فليس من المنطقي أن نتجاهل العصر بمفاهيمه وأدواته وأبنائه، ونستمر في العمل بنفس أساليب الماضي، ثم نأتي ونُحدّث الأولاد عن المستقبل!

عن أي مستقبل يتحدث النظام؟

(...) المسافة كبيرة بين الدولة الشائخة وطلائع الأجيال الفتية المتطلعة، الفجوة مخيفة، وإذا لم ننتبه لها «الدولة دي هتضيع مننا».. لن تضيع بسبب «زعل» المستثمر الأجنبي (الباحث عن ربح لا أكثر)، لكنها ستضيع لأنها لم تحترم أولادها.

(...) التفكير العصري بيقول: إذا لم يكن بإمكانك تأسيس حضارة، فلتسرع باختيار «استايل»، وإحنا مش شايفينلك استايل يا دولة العواجيز.

(من مقال «موتي يا دولة العواجيز» – 3 نوفمبر)

(6)

الفقرة الأخيرة خارج السياق من حيث اللغة و«المود»، وكنت قد كتبتها على «فيس بوك»، لكنني رأيت أن أنشرها في مقالي، وهذا نص «البوست/ الرسالة»:

«عاوز أقول حاجة جد جدا: الريس عمل لينا وفينا حاجات كتير، أجاد هنا، وأخفق هنا وهنا وهنا، خاصة فيما يخص شعارات الثورة ومشاعر شبابها، لكن دائما كانت فيه حاجات (غير جالاكسي) بتخلينا ننسى كل ده، منها التحديات الكبيرة.

باختصار يا أصدقاء، حدسي يقول، وعقلي يدعم، وأمنياتي تبصم، والتاريخ يبتسم من بعيد ويؤيدني في أن الرئيس ...... «ماشي صح»!، طالما أمريكا ضده... يبقى ماشي صح، طالما انجلترا مفقوعة... يبقى ماشي صح، طالما قطر وتركيا وعملاء الناتو بيحفروا وراه... يبقى ماشي صح.

والمواقف دي.. هي اللي بتخلينا ننسى عمايله فينا.

احنا بنعترف بالحق دايما ياريس، والوطن دايما يلمنا، ومانستحملش عليه أي خطر، ولذلك أحب أقول لك: ماتخليك معانا على طول يا ريس/ احنا الشعب... احنا الوطن

واللي معانا... الله معاه/ اللي معانا ما يخسرش.

عاشت مصر فوق كل مكيدة.. عاش شعبها حرا أبيا لا يقبل الهوان

(من مقال «أنت صح ياريس.. واحنا صح الصح»- 7 نوفمبر)

................................................................................................

الرسالة الأخيرة: أيها الرئيس... لم أعد أنتظر رداً

tamahi@hotmail.com