حذَّر مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء، من محاولة بعض الدوائر الغربية تشويه مفهوم الشهيد، باستخدامه في وصف الإرهابيين، الذين يستهدفون إحداث أكبر عدد من القتلى من المدنيين سواء أكانوا أطفالاً أو نساء أو رجالاً، ما يمثل حلقة جديدة في سلسلة تشويه المفاهيم الإسلامية التي بدأت تنتشر في الدوريات الغربية، خصوصًا الفرنسية.
وأضاف المرصد، أنه خلال المتابعة رصد دعوة إحدى الدوريات الفرنسية المسماه «لارفيو بور لانتيلجانس دوموند» (La Revue pour L’Intelligence du Mond)، الصادرة في يناير 2016 ووجد أنها تستخدم كلمة شهيد وتكتبها بحروف فرنسية (Chahid)، في وصف القائمين بالعمليات الإرهابية، والذين يفجرون أنفسهم عند نفاد ذخيرتهم، حتى لا يقبض عليهم، بدلاً من وصفهم بأنهم «كاميكازي» وهو التعبير ذو الأصل الياباني، الذي يعني الرياح الإلهية، في إشارة إلى الهجمات الانتحارية التي كان يقوم بها الطيارون اليابانيون ضد سفن الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وهو الأكثر استخدامًا في وصفهم في الصحافة الفرنسية.
وتابع المرصد، أن خطورة هذه الدعوة تكمن في ربطها المقصود بالإسلام، والذي أكدت عليه الدورية الفرنسية، بين ما يفعله الإرهابيون وبين الشهادة - الركن الأول للإسلام- حيث بررت الدورية تفضيلها استخدم كلمة شهيد في وصف الإرهابيين عن كلمة كاميكازي، وانتحاري، وانغماسي، وفدائي، بأن هذه التعبيرات ذات سياق تاريخي وثقافي محدد لا يستوعب واقع ما يحدث الآن في أوروبا من عمليات إرهابية يقول القائمون بها أنها من أجل الإسلام.
وأضاف المرصد، أن هذه الدعوة الماكرة تعتمد على آلية خطابية تستدعي كلمة تحمل كل معاني السمو والتضحية، وتحظى بكل تبجيل في السياق الإسلامي، ولا تستخدم إلا في وصف من ضحى بحياته من أجل دينه ووطنه في قتال شرعي ضد أعداء دينه ووطنه، لتستخدمها في وصف أفعال خسيسة تستوجب الاشمئزاز والتقزز من كل إنسان في أوساط غربية لا تعرف معناها الأصلي؛ فتلتبس عليها الأمور، خصوصًا في ظل وجود ظهير من كتابات استشراقية أسست لصناعة معانٍ سلبية لكثير من المفاهيم الإسلامية كالجهاد، والآن تُستدعى لتشويه الشهيد والشهادة.
ودعا المرصد، الأوساط البحثية بمختلف المؤسسات الدينية والأكاديمية في العالم الإسلامي للرد على هذه الدعوات الماكرة باللغات التي كُتبت بها، وبيان ما للشهيد من مكانة مرموقة في الإسلام، ولا تكون إلا لمن استحق هذا الوصف بتضحيته بحياته من أجل حياة بني وطنه ورفعة شأن دينه أمته.