أبت 2015 ان تمضى دون صخب، ودعتنا بمفاجآة أذهلتنا. جميعنا شهود على أن عام 2015 كان عام انحطاط غير مسبوق من جانب بعض الإعلاميين على الفضائيات المصرية الخاصة، لم نكن نتصور أنهم قادرون على أن يثيروا دهشتنا، فلقد وصلوا إلى الحضيض، لكن خرج علينا بهلوان الثورة السابق والنائب الحالى الإعلامى توفيق عكاشة بـ«زوبا» ستايل، في حواره مع يوسف الحسينى أدهشنا باتهامه للواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس بالتدخل في إدارة شؤون البلاد والعباد، كما تحدث عن تدخل الأمن في العملية السياسية وهاجم المخابرات والأمن الوطنى وقال ليوسف الحسينى «أنا وأنت وكلنا كنا أصدقاء الأمن والمخابرات لكنهم خدونى لحم ورمونى عضم».
عكاشة بعد «الهيصة والزمبليطة» التي أحدثها في صالون الحكومة، خرج علينا من جديد ولكن هذه المرة مع مذيعته المفضلة حياة درديرى، وقدم اعتذاره لكل الشخصيات والأجهزة التي تحدث عنها بسوء وقال عبارة قصيرة ولكنها موحية «الخطة كانت كده»، عبارة دقيقة وغامضة تثير الريبة والشكوك.
مع الساعات الأولى من العام الجديد، كان الجزء الثانى من المفاجأة، ما كتبه حازم عبدالعظيم، منسق لجنة الشباب السابق بحملة الرئيس السيسى، على صفحته على الفيس بوك، شهادته على أن جهاز المخابرات العامة هو من أدار ائتلاف «دعم مصر»، لم يقدم حازم جديدا، فما قاله سبق وأن تحدث عنه رؤساء أحزاب، ولكن المفاجأة هي أن الشهادة جاءت من حازم عبدالعظيم مثلما حدث مع توفيق عكاشة، فكلاهما مقرب من النظام وأجهزته.
تزامن مع هذه الاعترافات العنترية إحالة اثني عشر وكيلًا لجهاز المخابرات العامة إلى المعاش بقرار رئاسى، هل كان الأمر صدفة ؟!
كل ما قيل من اتهامات حول تدخل أجهزة الدولة في إدارة الإعلام والعملية الانتخابية قابله صمت تام من أجهزة الدولة، فلا أحد خرج علينا متحدثا باسم الحكومة ليوضح أو يستنكر أو يقر بحقيقة ما قيل.
ثم يأتى الجزء الثالث من المفاجأة على يد عمرو أديب مؤخرا، ليتحدث عن مؤامرة لاغتيال الرئيس على يد مخابرات أجنبية، تناقلت معظم صحفنا اليوم (الأحد) وعدد من المواقع الالكترونية ما قاله أديب في برنامجه «القاهرة اليوم» بالأمس (السبت) حول مخاوفه من اغتيال الرئيس السيسى، بدأ حديثه عن الاحتفال بثورة 25 يناير وكيف أنها أصبحت ذكرى سنوية مقلقة تثير المخاوف بدلا من أن تكون يوم بهجة وسرور كما يحدث في باقى دول العالم ... ثم انتقل نقلة نوعية ليتحدث لنا، بكل ثقة كعادته، عن أجهزة مخابراتية لدول تعمل على إسقاط مصر، ومنها دولة عربية أسندت هذه المهمة لضابط مخابرات فرنسي، ولقد تحدث أديب عن أن الخطر على مصر في الفترة المقبلة هو اغتيال السيسي، لأنها الطريقة الوحيدة بعد توحد قطاع كبير من الشعب حوله، لأنه لا يوجد حل تاني بعد فشل كل محاولاتهم، وأضاف بطريقته النرجسية «الأمريكان قالولى شيلوه وهاتوا أي حد تانى».
ونصح أديب الرئيس بتوخى الحظر قائلا: «السيسي بيتحرك في مصر كأنه رئيس سويسرا، لازم تخاف يا ريس علشان فيه ناس في رقبتك».
ولأن الإعلاميين ليسوا محل مساءلة، فالأمور تمر مرور الكرام، فلا أحد يسأل عن مصادر معلومات الإعلاميين التي يتبرعون ويتحدثون عنها باعتبارها حقائق مؤكدة، فلا أحد سأل أديب عن شخصية الضابط الفرنسى، ولا الدول التي تحيك لمصر المؤامرات التي تصل لوضع خطة لاغتيال رئيسها، وأيضا من هم الأمريكان الذين قالوا له في أمريكا: «شيلو السيسى وهاتوا حد تانى»، هل هو سائق السيارة التي كانت تقله من المطار للفندق، أم سيناتور مثلا أو شخص مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكى أوباما؟؟.
وفى الأمثال قالوا: إذا كان المتحدث مجنونا فالمستمع عاقل، وعلينا الآن أن نفكر بعقل فيما قاله عكاشة وحازم وعمرو، هناك عامل مشترك في أحاديث الثلاثة: المخابرات، اتهامات توفيق وحازم للمخابرات بالتدخل في الحياة السياسية يقابلها عند عمروأديب تحرك مخابراتى خارجى يريد بالسيسى شرا، فأين مخابراتنا من ذلك؟ فهل تعلم عن هذه المؤامرة ام أنها مشغولة بالتحضير لاختيار رئيس ووكلاء مجلس النواب!!
هناك ما يستحق التوقف عنده ومناقشته بشفافية: ماذا يحدث في المخابرات العامة؟؟
ektebly@hotmail.com