شريف العزاوى
يطل علينا الدكتور مصطفى الفقى بين الحين والآخر بكتابة لطيفة غنية عن شخصية من الشخصيات التى قابلها خلال نصف قرن من نهايات القرن العشرين إلى بدايات القرن الواحد والعشرين.. يسرد فيها الجوانب الشخصية والمواقف والأحداث المرتبطة بهذه الشخصية المنتقاة.. هذه اللقطات الرائعة لشخصيات أثرت وتأثرت بما يقع ويدور من حولها من أحداث ومواقف تكون صورة من منظور مختلف لأحداث هذه الحقبة المعاصرة.. ما جرى فيها وموقف شخصيات مميزة وردود أفعالهم وتأثرهم وتأثيرهم فيما يدور حولهم.
أليس هذا ما فعله الأصفهانى فى القرن التاسع الميلادى عندما قام بتأليف موسوعته «الأغانى»، المكونة من 21 جزءا، فى خمسين عاما.. بنى مادته فى البداية عندما طلب الخليفة هارون الرشيد من مغنيه إبراهيم الموصلى أن يختار له مائة أغنية، فبدأ بها الأصفهانى، وضم لها أغانى أخرى غُنيت للخليفة.. ينطوى كل جزء على الأشعار التى لُحنت وأخبار الشعراء الذين نظموها والأحداث المصاحبة من الجاهلية إلى القرن التاسع الميلادى.. اجتهد فى تنقيتها من الزوائد والتحريف.. مما جعل الموسوعة حتى يومنا هذا مرجعاً لمعرفة الآداب العربية والمجتمع الإسلامى فى العصر العباسى وتصوراته عن المجتمع الجاهلى والصدر الأول والعصر الأموى.. سرد مادته بطريقة مشوقة جاذبة للقارئ.
أتمنى أن أرى الشخصيات.. للدكتور مصطفى الفقى، لتكون شاهدا على هذه الحقبة الساخنة جدا فى التاريخ الإنسانى.