فهمى عبدالهادى فى مجلس «مهجة»..!

علاء الغطريفي الأحد 03-01-2016 21:26

عندما سألوه عن «سنية» أجاب بغرابة: «لقد قالت (مهجة): الرئاسة ست سنوات»، عادوا ليسألوا: رئاسة إيه؟؟ ومال «مهجة» بـ«سنية»، فعلا صوته: رئاسة أى حاجة، أدار ظهره للأسئلة، فهى لم تعد مُجدية، فهو يبحث لنفسه عن الإجابات فقط، الإجابات هناك فى البهو البارد، حيث يُباع الحشيش السياسى، الانتهازية صنعها عبر الرواية والفيلم فى الماضى، ولم يَفُتْه أن ينقضى عام 2015 حتى يصطنع لنفسه حضورا مؤثرا.

«فهمى عبدالهادى» يعيش الواقع، ليس قوادا سياسيا أو خاطئا أو ضحية لظروف الفراغ أو كافرا بالوطن، فقط يعيش الواقع، فى نظره السياسة «غرزة» حسب إحسان عبدالقدوس، يدرك تماما أنه جاء ليشارك «مهجة» فى تصورها، بل يزيد «قد يكون مهجة نفسها»، فهو يعشق التمديد الذى يؤدى إلى التكديس، تكديس أى شىء، لا يهم، فهو نهم للاستحواذ أو تسهيله..!

«فهمى» هو «مهجة»، و«مهجة» هى «فهمى»، إنه النائب العذراء الذى يريد فض بكارته السياسية سريعا، فهو ينتظر بفارغ الصبر أن يرفع أكف الضراعة، بل الخلاعة، للموافقة على أى شىء مادام الرضا نصيبه ومادامت الهبات تأتيه «أول الهبة تليفون»، و«يا بخت اللى أمه داعياله ويجيله تليفون..!».

يساعده عوض عبدالموجود الذى وجد نفسه فى الغرزة- إحسان عبدالقدوس هوه اللى بيقول- كان عوض يشعر بأنه خادم الدولة وليس خادم الغرزة..

عادت «سنية» لتسأل: أى دولة؟ فرد فهمى: دولة «طبلستان»، لم تفهم «سنية» ما قاله، وأخذت تفكر كيف كان يسلمها كل ليلة لأصدقائه، فلم يكن فهمى مهتما بهذه الأنثى التى خدمت الغرزة طوال سنين، فكان يدير هو جلسات «الحشيش»، وكانت هى الأخرى تهتم لصالحه بـ«مزاج آخر» لمرتادى الغرزة.

«فهمى عبدالهادى» احتار بين الرواية والفيلم، فهل يستسلم لـ«إحسان عبدالقدوس» أم يستجيب لـ«أحمد يحيى» والمؤلف «مصطفى محرم»؟ فهمى عبدالهادى قرر بواقعيته الالتحاق بـ«ائتلاف الرقص»، وهى جماعة قديمة ظهرت على جزيرة «المباخر» وأقاموا فى بقعة إعلانه ميدانا سموه «ميدان الطبلة».

«فهمى» لا يبالى بالشرف وما إلى ذلك، فتلك أمور لا تصح فى زمان «التحشيش»، فهو من أجل الوصول، يبيع أى شىء، حتى كرامته، فهو لا يدركها ولا يتعايش معها، فهى «شذوذ» فى زمان «سامح» بكل شىء، الزمان هوه اللى سامح، زمان نسى فيه أنه ابن الفلاحة «أى فلاحة»، وهبته ميزة أن يعيش بشرف، لكنه خان ما فعلته من أجله، فأدار ظهره لمبادئها، لأنها «ماتت» فى نظره، رغم أنها أنفقت عليه من مال حر حلال، «حلال».. قالها وكأنه يتذكرها..!

ينتقل من الغرزة إلى المجلس، وهناك يتصدر الصفوف وينظر إلى مَن يجاوره، فيراه نسخة منه، وينظر خلفه، فيرى نسخة أخرى مماثلة، ويقف ليرى الجالسين على المقاعد، فيرى نفسه فى كل مقعد ماعدا مجموعة هناك أداروا ظهورهم للقاعة، ومكتوب على ظهورهم: «لن نكون من مواطنى طبلستان»، يجرى «فهمى» فى القاعة الفسيحة وتلتقيه صورة «الطبلة» فى كل ركن، ويستعجل النهاية، ويستيقظ، لأنه أدرك أنه كان تحت تأثير الحشيش، فيحتار هل هو حشيش الرواية والفيلم أم حشيش الواقع..!!

■ ■ هذا النص لا يمت للواقع بصلة، وأى تشابه فى الأحداث والأسماء من قبيل المصادفة، مجرد تحريف لـ«حتى لا يطير الدخان» الرواية والفيلم، وياريت محدش يبلغ شرطة الفكر أو مكافحة المخدرات، صاحب السطور ليس مسؤولا عن أى تأويلات، ويحذر من انتهاك حقوق الملكية الفكرية، «أى نقل أو اقتباس سيُعَرِّض صاحبه للمساءلة»..!