عام النصائح المهدرة (2015_3)

جمال الجمل السبت 02-01-2016 21:15

(0)

كيف بدأ 2015 في بالي ومقالي؟... وكيف صار مآله ومآلي؟

تعالوا نستعين بذاكرة التدوين، لعلنا نتذكر أن التاريخ إما يعلمنا، وإما يحاكمنا.

(1)

الأمل هو سبيلنا إلى فضاء جديد يراه الحالمون ممكنا، فلا تبخلوا على مصر بحلم جميل، لا تكنزوا الأمل، فهذا وقته، لا تتقاعسوا عن العمل، فهو الذي سيترجم أحلامنا الحلوة إلى واقع جديد، ما أحوجنا إلى هذه الروح وهذا الفعل.

ما أحوجنا إلى هذه الفاتحة.

(من مقال «الفاتحة» – 1 يناير)

(2)

أشعر بحزن عميق يجرنى إلى سراديب الاكتئاب، وأنا أتابع الأحوال العجيبة في هذا البلد.. أحيانا ألمس إمكانية النهوض، فأصدق تصريحات المسؤولين، وأرى الإخلاص والوطنية في العيون، وأفرش الطريق إلى المستقبل بسجاجيد الأمل الوردية، لكننى سرعان ما أصطدم بالواقع المخزى، وأتمتم مكسورا وحزينا: مفيش فايدة.. ملعون أبوها بلد.

(من مقال «مؤتمر دولى للاستثمار في بلد الأنبوبة»- 17 يناير)

(3)

وعدت بدق أول خيمة في ميدان التحرير ليلة الذكرى الرابعة لثورة يناير، احتجاجا على بشائر الاتجاه الذي أسفر عن نفسه بعد حكم براءة مبارك، وكتبت مطالبا رؤوس الحكم بضرورة توضيح انحيازهم لأي طرف، وصرح الرئيس السيسي في عدة مناسبات تصريحات طيبة عن استحالة عودة مصر للوراء، كما تحدث علنا عن فساد نظام مبارك، مجددا تصريحات شهيرة له بأن نظام مبارك كان يجب أن ينتهي قبل 15 عاما من ثورة يناير

كلام جميل، كان كفيلا بتهدئة النفوس، لكن السلطة لا تهتم براحتنا، فهي تجتهد لتعكنن علينا أيامنا وليالينا، وتسرق حتى وهم الفرحة من النفوس والعيون، ففي الوقت الذي نستعد فيه للاحتفال بذكرى ثورة يناير، متمسكين بالحد الأدني الذي تحقق من مكتسبات الثورة، قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل جمال وعلاء مبارك

(من مقال «جمال الثورة» – 23 يناير)

(4)

صباح الثورة/ صباح العبث/ صباح التناقضات

دبابة وسلك شائك لإغلاق طريق الثوار إلى ميدان التحرير... ميدان الشهداء، قِبلة الدم، عاصمة الأحرار، ملجأ المحتجين، مفتاح التغيير!

هذا بلد التناقضات المخزية، بلد المضحكات المبكيات، فلا تبتئسوا من مشهد وردة في خرابة، لا تلوموا الوردة... إنها تشق طريقها في الهواء نحو سماء عالية، غير عابئة بالأوحال والقاذورات، التناقض لا يخجل الوردة، التناقض يخجل الصامتين عن هذا الوضع المهين الذي يحيطها.

(من مقال «رسائل مشفرة في ذكرى ثورة مؤجلة» – 24 يناير)

(5)

يارب.. اطرح في قلب الزمن خيرًا، للعيال الطيبة.

دعاء شيماء الصباغ قبل مقتلها في مظاهرة «ورد الشهداء» قرب ميدان التحرير

(من مقال «شيماء.. ألوان الوردة» – 26 يناير)

(6)

ذهب أحمد عز لإجراء الكشف الطبى المطلوب لمرشحى مجلس النواب، فكشف عن الكثير من المهازل التي نعيشها، وهى مهازل لا تدين عز بقدر ما تديننا جميعا (شعباً وسلطات)

(من مقال «مصيبة و4 أسرار في كشف أحمد عز» – 7 فبراير)

(7)

كل الظروف تتضافر لتغرس سكين الفراق واللوعة في قلب أم، لاعلاقة لها بالشأن العام، لكنها تصبح فجأة مادة لتصريحات المسؤولين، وسلعة تستخدمها أجهزة الإعلام، وموضوعا يملأ كتاب الفيس!

كل شىء في مصر صار مجرما ومتآمرا وقاتلا، حتى هذه الكلمات التي أكتبها، ويكتبها غيري متفقا أو مختلفا!.. كل الطرق تؤدي إلى القهر، والبغضاء، والانقسام، والتناحر، والموت!

من المسؤول عن كل هذا الدم العبثي؟

(من مقال «أيها القاتل.. اسمعني» – 10 فبراير)

(8)

لقد أصبحنا جميعا قتلة ومقتولين، كلنا ضحايا بلا مستقبل.. لا فرق بين المحامى كريم حمدى والمقدم عمر حماد، كلنا أطراف في لعبة القتل والدم، وشركاء في الفوضى، كلنا بثور قذرة تشوّه وجه مصر، وتسىء إليها، وتهبط بمكانتها في نظر العالم.

لقد صار كل شىء في هذا البلد المسكين مجرد وجهة نظر، حتى القتل، لقد صرنا نبرر لأنفسنا ارتكاب أحط أنواع الجرائم، صرنا نعذب بحجة الدفاع عن الوطن، ونحرق بحجة ردع الذين يهددون مستقبل الوطن، ونفجر القنابل ونقتل بحجة الدفاع عن الله جل جلاله، والله والوطن والدين أبرياء من هذا الجنون.

أنا غاضب وحزين، لأننى لا أملك طريقة لوقف هذا الخبل المدمر، ولا أستطيع أن أقف في صف أي طرف من أطراف هذه المأساة، كلكم في النار يا قتلة الحياة، كلكم في الجحيم يا منعدمى الرحمة والضمير والإنسانية، ألا توجد طريقة لوقف هذا الدم، وهذا العنف دون أن نتورط في مزيد من الدم والعنف؟

(من مقال «اعتذار عن الكتابة.. اعتذار للوطن» – 28 فبراير)

(9)

الحالة «هايبر» جدا.. كل الناس «مأفْوَرة».. سلطة ونخبة وحزب كنبة!.

(من مقال «نصيحة هادئة للرئاسة والإعلام: ريلااااكس» – 7 مارس)

(10

نجح المؤتمر الاقتصادى قبل أن يبدأ، فالتنظيم جيد (لكننا لم نقم به وأسندناه إلى شركة أجنبية)، والهدايا التي أعلنت في الجلسة الافتتاحية كفيلة بإنجاح المؤتمر (لكنها تخلو من عنصر المفاجأة فهى عادية ومعروفة من قبل الحفل)، والخطة الأمنية محكمة (لكنها مناسباتية، ومن الصعب استمرارها لضمان أمن المواطن خارج القاعة)، والأمل في تحسن الاقتصاد ارتفع (لكن في تصريحات المسؤولين ومبالغات منابر الإعلام وأمنيات الشعب الطيب).

لدىّ قناعة راسخة بأن اقتصاد الدول لا تصنعه مؤتمرات، ولا مناسبات احتفالية، ولا مجاملات حلفاء وأصدقاء، لكن هذا لا يمنع أن مثل هذه المناسبات لها فوائد كبيرة إذا كانت جزءاً من تصور أشمل لخطط تنمية مستدامة في ظل توجه اقتصادى واضح الملامح، وهذا للأسف ....

(من مقال «مؤتمر شرم بعيداً عن الذبابة والطاووس»- 14 مارس)

(11)

بيادق عمياء على رقعة شطرنج دائرية لا أول لها ولا آخر.. ذلك هو حال الدول الضعيفة التي تتلاعب بها أيادي الكبار في لعبة النفوذ والاستعباد المعاصر.

لا تُجهِد نفسك كثيرًا في البحث عن تحليل أو تفسير لما يحدث اليوم في اليمن، فقد حدث في أوكرانيا، وقبلهما في بولندا ونيكاراجوا والنمسا وصربيا وليبيا.

لا تنخدع بتغير الوجوه والأسماء والجغرافيا، فاللعبة قديمة ومعروفة، ويقول الحكماء إنها اللعبة المفضلة للأقوياء منذ بدأت الحياة على الأرض... كل ما لدينا اليوم هو نسخة جديدة من «لعبة الاستحواذ»

(من مقال «اليمن.. أوكرانيا عربية» 26 مارس)

(12)

أنا حزين، كل ما حولي (ومن حولي) يدفعني إلى ذلك الحزن المقبض، لا أخبار مفرحة، لا بشائر حقيقية لنصر قريب، الفساد مستمر، العشوائية تواصل سيطرتها بغباء، المجتمع يتفسخ برعونة قاتلة، الحمقى يتصارعون على «البرستيج» فيما جسد الوطن مثخن بالجراح!

* هل يعجبكم القضاة، العسس، قادة الجند، أفراد الطبلخانة، الحاوي في السوق، جواري السلطان؟

* هل يعجبكم صراع المماليك البحرية مع الجراكسة؟

* هل تعجبكم فتاوى الفقية الذي يملأ عمامته من عطايا الوالي، ثم يمشي بين الناس مهددا بالويل لمن يعصى ولي الأمر؟

* هل يعجبكم المحتسب، الحاجب، جابي الضرائب، حامل الأختام، المنادي، المرابي، مضحك الخليفة، مؤذن الجامع الكبير؟

* هل تعجبكم الأحوال؟

- هذه المساخر التي نعيشها، لا تعجبني، تلك الأكاذيب، ذلك الفساد، الزيف، الغرور، البلادة، المهانة، التنطع، التزلف، التصنع، الابتذال..

هذا العماء لا يعجبني، لا شىء يعجبني، حتى هذا المقال لا يعجبني، فقد أصبح ثقيلا ومفتعلا، والمؤلم أكثر أنه يعزلني، يقتلني، لم يجعل لي صاحبا!

(من مقال «في انتظار أمل» – 16 أبريل)

tamahi@hotmail.com