منذ زمن طويل ولم أسر فى منطقة وسط البلد. هذه المرة كنت فى عزاء فى مسجد «الرحمن الرحيم». اختار سائقى أن يعبر من نفق الأزهر. شخصياً ليس لدى فكرة عن خريطة الشوارع فى مصر. أو فى أى بلد آخر ليس لدى ما يسمونه Sense of direction.
شىء أفتقده. لذلك أهم شىء بالنسبة لى أن أكون مع سائق يعرف الاتجاهات جيداً. كل بضع دقائق أسأل السائق: إحنا فين يا أحمد؟ كنت مشغولاً بشىء ما. ثم نظرت من نافذة السيارة. رأيت شكلاً غريباً عن نظرى نظيفاً أنيقاً على غير العادة. إنها وسط البلد. فى صورة مختلفة تماماً عما انطبعت فى ذهنى عن هذه المنطقة. على مدى السنوات السابقة. حيث الفوضى والازدحام وغياب النظام الكامل عن حركة المرور. كل هذا كان شيئاً. أما احتلال الباعة الجائلين فكان شيئاً آخر.
عادت وسط البلد التى كنا نفتقدها لسنوات. حتى السيارات التى كانت تحتل الأرصفة اختفت أيضا. العمارات ظهرت ملامحها مرة أخرى. لمسات جمالية فى كل مبنى. كدنا ننسى هذه الصورة. التى تفتح وعينا عليها.
أغبطت محافظ القاهرة. رئيس الحى. رئيس الوزراء الذى تم إنجاز هذا المشروع فى عهده. كل من ساهم فى هذا النجاح. حتى المحال نفسها أمام كل منها صندوق للقمامة. لهذا لم أرَ ورقة أو عقب سيجارة على الأرصفة.
أخبرنى صديق أن المشروع القادم هو تطوير كوبرى قصر النيل بشكل كامل.
هنا جاءنى خاطر. يتعلق بحركة المحافظين الجدد. لم أفهم: لماذا جاء من جاء. ولماذا غادر من غادر؟ هل كان لدى أى أحد منهم برنامج تخلف عن تنفيذه. كنت أتوقع قبل أن يتم تغييرهم أن نعلن برنامجاً لكل محافظة. لكل مدينة. لكل حى. هكذا يجب أن يكون الأمر. بعدها تتم محاسبة من جئنا به. نفذ أو تعثر فى التنفيذ. أما تغيير أبدان بأبدان. هذا ما بدأت أعجز عن فهمه.