هولندا وإسبانيا.. من يصنع التاريخ؟

كتب: محمد يحيى, وكالات الأحد 11-07-2010 10:53

عندما تشير عقارب الساعة نحو التاسعة والنصف مساء بتوقيت القاهرة تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو ملعب «سوكر سيتى» بمدينة جوهانسبرج الجنوب أفريقية لمتابعة المباراة النهائية لأقوى بطولة كروية فى العالم، عندما يلتقى المنتخب الإسبانى، حامل لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية، مع نظيره الهولندى فى لقاء السحاب لتحديد الفريق الذى سيحمل لقب بطل العالم لأربع سنوات مقبلة.

واستحق الفريقان الوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم بعد أن تخطيا كل الصعاب التى واجهتهما، فبدأت إسبانيا مبارياتها بخسارة مفاجئة أمام سويسرا بهدف نظيف، إلا أن نجوم الماتادور نجحوا فى تدارك أخطائهم سريعاً، وحققوا فوزين متتاليين على هندوراس وتشيلى ليحصدوا المركز الأول فى المجموعة الثامنة ليصطدموا فى دور الستة عشر مع المنتخب البرتغالى، إلا أن الموهوب ديفيد «فيا» أمتلك سر الفوز وسجل هدف الصعود لدور الثمانية، وملاقاة باراجواى ليعود فيا مرة أخرى للتألق ويقود بلاده نحو الدور قبل النهائى بهدف نظيف ماركة «فيا»، ليلتقى المنتخب الإسبانى مع نظيره الألمانى فى واحدة من أقوى مباريات المونديال بعد أن رشح الجميع ألمانيا لحصد اللقب، إلا أن أبناء المدرب فيسينتى ديل بوسكى أثبتوا أن المهارة المنظمة يمكنها التفوق على القوة واللياقة البدنية ليحققوا الفوز بهدف نظيف سجله المدافع الصلب كارلوس بويول.

وعلى الجانب الآخر، لم يخسر المنتخب الهولندى أياً من مبارياته الست التى خاضها فى المونديال حتى الآن رغم سقوطه فى أكثر من مواجهة صعبة، بداية من الدنمارك التى فاز عليها بهدفين نظيفين ثم فاز علي اليابان بهدف واحد فقط مقابل لا شىء قبل أن يضمن صدارة المجموعة بالفوز على الكاميرون بهدفين مقابل هدف، وفى دور ثمن النهائى اصطدمت هولندا بطموحات المنتخب السلوفاكى الذى أطاح بإيطاليا، بطلة العالم السابقة، ولكنه فاز عليها بهدفين مقابل هدف ليواجه المنتخب البرازيلى ويلقنه درساً قاسياً ويقصيه من دور الثمانية بهدفين مقابل هدف، قبل أن يحطم حلم أوروجواى مؤخراً ويفوز عليها بثلاثة أهداف مقابل هدفين فى الدور نصف النهائى.

وتحدد هذه المباراة هوية ثامن منتخب فى التاريخ يفوز بالبطولة، حيث إنه رغم إقامة ١٩ بطولة كأس عالم من قبل فقد فاز بها سبعة منتخبات فقط، ولم تكن منها أى من إسبانيا أو هولندا رغم ما تملكانه من نجوم كبار على مر التاريخ، لتكون مباراة جوهانسبرج هى موعد أحد نجوم الفريقين لقيادة بلاده نحو المجد بالفوز بأول لقب لكأس العالم.

سينجح المنتخب الهولندى فى معادلة رقمين قياسيين فى حال خرج فائزاً، بلقبه العالمى الأول. ولم يذق المنتخب الهولندى طعم الهزيمة فى ٢٥ مباراة على التوالى، بل إنه فاز فى المباريات الثمانى التى خاضها فى التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى جنوب أفريقيا ٢٠١٠، كما أنه فاز فى مبارياته الست فى النهائيات حتى الآن، وفى حال خروجه فائزاً من مواجهة اللقب سيعادل الرقم القياسى الذى حققه المنتخب البرازيلى فى طريقه إلى لقب بطل مونديال المكسيك ١٩٧٠.

كما سيعادل المنتخب الهولندى فى حال فوزه باللقب للمرة الأولى الرقم القياسى من حيث الفوز بجميع المباريات فى النهائيات «٧» والمسجل أيضاً باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام ٢٠٠٢.

لم تتمكن سوى ستة منتخبات فى تحقيق ٥ انتصارات متتالية أو أكثر فى نسخة واحدة من كأس العالم، وهى البرازيل «١٩٧٠ و٢٠٠٢» وإنجلترا «١٩٦٦» وبولندا «١٩٧٤» والأرجنتين «١٩٨٦» وإيطاليا «١٩٩٠» وهولندا فى النسخة الحالية، علماً بأن المنتخب البرتقالى حقق فوزه العاشر على التوالى بتغلبه على أوروجواى ٣/٢ فى نصف النهائى. يمتلك الفريق الهولندى الثنائى الذهبى آرين روبن وويسلى شنايدر ومعهماـ، الجناح الطائر ديرك كاوت والبديل المميز رافائيل فان دير فارت، أما الإسبان فيمتلكون مجموعة من اللاعبين السحرة فى مقدمتهم تشابى هيرنانديز، مايسترو خط الوسط، ومعه الفنان أندرياس أنيستا وأمامهما الهداف ديفيد فيا. ويسعى ديل بوسكى لتأكيد الهيمنة الإسبانية على كرة القدم العالمية، واستغلال هذا الجيل الذى لن يعوض من اللاعبين الذين نجحوا فى إبهار العالم لتحقيق مجد تاريخى له ولهؤلاء اللاعبين.

ويعود لتشكيل إسبانيا فى لقاء اليوم سيسك فابريجاس الذى آثر ديل بوسكى عدم الدفع به أمام الألمان بسبب إصابته فى المران ليمثل قوة إضافية للفريق، فى ظل ترسانة النجوم المتواجدة على دكة البدلاء، ويفاضل المدير الفنى الإسبانى بين الدفع بفابريجاس وبيدرو وديفيد سيلفا فى وسط الملعب أو أن يعتمد على فرناندو توريس كمهاجم ثان بجوار الخطير فيا، إلا أنه فرض سرية تامة على التشكيل ورفض الإعلان عن أى تفاصيل إلا قبل المباراة مباشرة.

وفى معسكر الطاحونة الهولندية، تسود حالة من التفاؤل لتحقيق الفوز فى ظل تألق نجوم الفريق، ويأمل فان ميرفيك، المدير الفنى للمنتخب الهولندى، أن يستعيد روبن فان بيرسى، مهاجم الفريق الأساسى، مستواه فى المباراة النهائية بعد أن سجل هدفاً وحيداً منذ بداية البطولة أمام الكاميرون ونفس الأمر بالنسب ة للمهاجم الثانى كلاس يان هونتيلار، مما تسبب فى إهدار الفريق العديد من الفرص السهلة.