بات النادى الأهلى فى مهب الريح، تكاد دوامة الصراعات الداخلية تعصف به، وبعيداً عن الأسباب التى أدت للمأزق الحالى الذى يهدد الرياضة المصرية بصفة عامة بعد حكم القضاء الإدارى ببطلان انتخابات مجلس الإدارة، لم يعد أمام الجميع إلا خيارات قليلة كلها مرة، تصب فى نهايتها «بشكل واقعى إن لم تستجد أمور أخرى» نحو تعيين مجلس مؤقت لإدارة شؤون النادى الذى لم يشهد طوال تاريخه الذى تجاوز 108 أعوام أى مجالس مؤقتة، بل كانت مجالسه كلها معبرة عن إرادة الجمعية العمومية، ولعل هذا الأمر أحد أسباب قوة القلعة الحمراء.
الكل رفع شعار «الأهلى فوق الجميع» ولم يطبقه، بل انشغلوا فى تبادل الاتهامات، ورفض البعض استمرار المجلس الحالى، بل رشحوا أكثر من شخصية لرئاسة اللجنة المؤقتة المزمع تكوينها، وأصر المجلس الحالى على استكمال مدته باعتباره غير مخطئ، وأنه ضحية لأخطاء وزارة الرياضة والمجلس السابق، دون أن يدروا جميعاً أن ناديهم هو الخاسر الأكبر، وبالتالى لا بديل عن التضحية إن كانت تصريحاتهم عن العمل التطوعى صحيحة.
أرى أن يبتعد كل الأطراف الحاليين فى المنظومة عن الساحة حرصاً على الصالح العام، وتعيين مجلس مؤقت حتى يتم إجراء انتخابات جديدة بعد إصدار قانون الرياضة الجديد، يترشح لها شخصيات محايدة. وحتى تتم الفكرة يجب أن يتنازل المجلس الحالى عن حقه فى استكمال مدته، وأيضاً عدم ترشح أعضاء المجلس السابق، لأنهم متهمون من مجلس محمود طاهر بأنهم سبب المشكلة، وبالتبعية عدم ترشح قائمة إبراهيم المعلم التى خسرت فى الانتخابات أيضاً باكتساح، لأنه من غير العدل أن يتم مكافأة الخاسر بترك الساحة خالية أمامه لخوض الانتخابات.
وأنا متأكد من أن النادى الأهلى ملىء بالكفاءات الواعدة وأصحاب الخبرات التى تحتاج إلى الفرصة، وهناك أسماء كثيرة فى النادى يمكنها تبوؤ مقعد القيادة مثل محمد أبوتريكة، نجم فريق الكرة، الذى لا يختلف أحد فى مصر كلها عليه، بل هو محبوب جداً من الجماهير التى لا يمكننا أن نستبعد رأيها من المشهد الأهلاوى، لأننى من المؤمنين أن الأهلى والزمالك ليسا ملكاً لأعضاء جمعيتهما العمومية فقط، لكن أيضاً ملك لجماهيرهما التى صنعت شهرتهما ومكانتهما ليس فى مصر فقط بل فى العالم العربى أيضاً.
هذا رأيى، أقوله وربما تحتمل وجهة نظرى الصواب أو الخطأ، لكنى متأكد أن الأهلى بحاجة حالياً إلى رجال أفعال لا أقوال وشعارات، يجب على الجميع أن يثبتوا حبهم لناديهم على أرض الواقع، وأنهم لا يتنافسون لأغراض شخصية، لكن للصالح العام للنادى.. نريد أن نرى التضحيات بأعيننا.