في مدينة لامار في ميسوري، بأمريكا، وفي 8 مايو 1884ولد الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثون هاري ترومان والذي شغل منصب الرئاسة من 1945 حتى 1953 وأكمل دراسته في كلية إدارة الأعمال في مدينة تكساس في ميسوري، وعمل بعدد من الوظائف الكتابية هناك وانتقل إلى جراندفيو، بولاية ميسوري عام 1906 حيث اشتغل مع والده في مزرعة الأسرة في 1918 أي خلال الحرب العالمية الأولى.
عمل ترومان ضابطًا في المدفعية بفرنسا وفي 1919 فور انتهاء الحرب استثمر ترومان مدخراته في مستودع للملابس الرجالية بمدينة كنساس؛ إلاّ أن أعماله تعرضت للخسارة خلال فترة الكساد الحاد الذي بدأ عام 1921 وقد فشل في العمل التجاري، فعزم على البحث عن مسارفي مجال السياسة وفازفي عدة انتخابات لمنصب قاضي البلدية في العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين.
واكتسب شهرة لما يتحلى به من أمانة وفعالية وفي 1934 انتخب عضوًا في مجلس نواب الولايات المتحدة وفي 1941 اختير رئيس لجنة في مجلس النواب للتحقيق في نفقات الدفاع وأصبحت لجنة ترومان مجموعة معروفة لكشفها التبديد وعدم الكفاءة الأمر الذي ساعد الحكومة على توفير 15 بليون دولار، مما أدى إلى تقدم الإنتاج الحربي وقدحظي ترومان بسمعة وطنية، لما تمخضت عنه تحريات اللجنة وفي 1944 رشحه الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تجاوبًا مع الرئيس فرانكلين روزفلت الذي قرر خوض الانتخابات لدورة رئاسية جديدة.
واستطاع روزفلت وترومان أن يهزما خصميهما من الجمهوريين بكل بساطة، وكان أحدهما عمدة نيويورك توماس إي. ديوي والآخر عمدة أوهايو جون و. بريكروبعد وفاة روزفلت في 12 إبريل 1945 وخلفه ترومان على الرئاسة. وفي تلك الفترة انتصر الحلفاء على ألمانيا وكانوا يستعدون لاجتياح اليابان وفي 25 أبريل انعقد أول مؤتمر للأمم المتحدة في سان فرانسيسكو في كاليفورنيا وفي 7 مايو استسلمت ألمانيا وفي يوليو سافر ترومان إلى بوتسدام بألمانيا، للقاء رئيس وزراء المملكة المتحدة، ونستون تشرتشل ورئيس الاتحاد السوفيتي (سابقًا) جوزيف ستالين كان في بوتسدام تلقى الرئيس إشارة تقول إن العلماء الأمريكيين قد جرّبوا قنبلة ذرية بنجاح ولأول مرة.
وأثناء عودته إلى الوطن أصدر ترومان أمرًا للطيارين بإلقاء قنبلة ذرية على اليابان وأسْقِطت القنبلة الأولى على هيروشيما في 16 أغسطس. وبعد ثلاثة أيام أُسقطت القنبلة الثانية على نجازاكي واستسلمت اليابان بشكل رسمي في 2 سبتمبر قام الشيوعيون بمساندة الاتحاد السوفيتي (السابق) للاستيلاء على الحكم في بعض دول أوروبا الشرقية أعلن ترومان عام 1947 عن سياسته وتتلخص في مقاومة التوسع الشيوعي واستطاعت سياسة ترومان أن تؤمّن المعونة الأمريكية لجميع الدول التي تقاوم الشيوعية. انظر فكان المشروع الذي أرساه ترومان وهو مشروع مارشال والذي خطّط له وزير الخارجية جورج سي مارشال عام 1947 حيث وسّع سياسة ترومان وتقدم المشروع باقتراح لضمّ الأمم التي أضرت بها الحروب في أوروبا إلى برنامج التعاون المشترك لتحسين الوضع الاقتصادي عن طريق مِنَح من الولايات المتحدة وقد رفضت الدول الشيوعية البرنامج، إلاّ أن 18 دولة أخرى قبلت به ثم أعاد الحزب الديمقراطي ترشيح ترومان في 1948واختار النائب ألبين.
وباركلي من كنتاكي، مرشحًا لمنصب نائب الرئيس. كما أعاد الجمهوريون ترشيح ديوي للرئاسة واختاروا المحافظ إيرل وارين من كاليفورنيا مرشحًا مرافقًا تصور الرأي العام أن الفوز سيحالف ديوي وبأغلبية ساحقة، نظرًا لتفكك الديمقراطيين وعدم وحدتهم. أدار ترومان حملة سياسية ضارية، وسافر خلالها آلاف الكيلومترات بلا انقطاع أثناء حملته، حيث ألقى 350 خطابًا أمام الجماهير وفي أكبر المعارك السياسية في تاريخ الولايات المتحدة هزم ترومان ديوي وفي إدارته الثانية من 1949إلي 1953 اقترح ترومان برنامجًا واسعًا للإصلاح الداخلي، أطلق عليه اسم الصفقة العادلة، ومن عناصر البرنامج 1ـ تشريع الحقوق المدنية 2ـ رفع الحظر عن الاتحادات العمالية 3ـ برنامج زراعي جديد لرفع العائد وخفض الأسعار للمستهلكين 4ـ العون الفيدرالي للتعليم 5ـ برنامج فيدرالي للإسكان 6ـ زيادات في برنامج الأمن الاجتماعي.
وانضم الديمقراطيون الجنوبيون إلى الجمهوريين المحافظين للتصدي لمعظم اقتراحات الرئيس أما عن منظمة حلف شمال الأطلسي، (الناتو) ففي 1949 وقعَّت كندا وفرنسا والمملكة المتحدة وأمريكا وثماني دول أخرى على معاهدة شمال الأطلسي مشكلة بذلك منظمة حلف شمال الأطلسي وقد اتفقت على أن أي عدوان على أي عضو يُعتبر عدوانًا على الجميع. انضمت بلاد أخرى إلى حلف الناتو فيما بعد ثم بدأت الحرب الكورية في 25 يونيو 1950م عندما قامت قوات شيوعية من كوريا الشمالية بغزو كوريا الجنوبية. طالبت الأمم المتحدة بانسحاب كوريا الشمالية. وفي 27 يونيو أعلن ترومان بأنه أرسل طائرات وسفنًا من الولايات المتحدة لمساعدة كوريا الجنوبية وفي نفس اليوم وافقت الأمم المتحدة على إرسال قوات من الدول الأخرى إلى كوريا الجنوبية أمر ترومان القوات البرّية بالتوجه إلى كوريا الجنوبية في 30 يونيو.
قاد اللواء دوجلاس ماك آرثر قوات الأمم المتحدة في كوريا. واستطاعت قواته أن تدخل كوريا جميعها تحت قيادة الأمم المتحدة وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، انضمت قوات الصين الشيوعية إلى كوريا الشمالية كان ماك آرثر يرغب في القيام بهجوم على القواعد الصينية في منشوريا؛ إلاّ أن ترومان كان يرى بأن يقتصر ميدان القتال على كوريا، ولم يسمح بتوسيع نطاق الحرب تجنبًا لنشوب حرب عالمية محتملة. وقد أدلى ماك آرثر بعدة تصريحات عامة انتقد فيها هذه السياسة. في إبريل 1951 أقال ترومان ماك آرثر، فأثار بذلك غضب الشعب الأمريكي بأسْره إلى أن ترك ترومان الوظيفة في 20 يناير 1953م، وتقاعد في منزله بمنطقة إند بنداس، في ميسوري، بالولايات المتحدة الأمريكية. ونشر مجلدين يحويان مذكراته خلال عامي 1955 و1956م. ثم واصل نشاطه السياسي مع الحزب الديمقراطي إلى أن توفي «زي النهارده» في 26 ديسمبر 1972.