د. عبد المنعم عمارة يكتب: الأهلى حُب الجميع.. ومعك يا زمالك حتى النهاية

الأحد 15-02-2009 00:00

■ ■ حصوة فى عين اللى ما يصلى على النبى

أقسم أننى فى المقال السابق لم أكن أقصد أن أتفلسف، صحيح أنا خريج قسم الفلسفة، ولكن فلسفة عن فلسفة تفرق، فلسفة عمنا سقراط وأرسطو وأفلاطون وجون بول سارتر لا تنفع هنا. الفلاسفة دول كانوا يتكلمون عن المثاليات والمدينة الفاضلة، أما الفلسفة فى الرياضة وكرة القدم لا فيها مثاليات ولا مدينة فاضلة، الغريب أن الشىء الوحيد الذى طلبته وسعيت إليه بإرادتى الحرة وبرغبتى وبإذن الله سبحانه وتعالى كان دراسة الفلسفة فى جامعة القاهرة،

لا أنكر أننى كنت أتمنى أن أكون فيلسوفاً، ولمَ لا وأهلى منذ الصغر كانوا يقولون عنى إننى حالم كالفلاسفة، وإننى كثير الجدال والنقاش مثلهم، الفيلسوف الفرنسى ديكارت كان يقول: «أنا أفكر إذن أنا موجود» صعبة دى، أنا أيضاً أستطيع أن أضع نظرية فلسفية مثله ومثل غيره من الفلاسفة، نعم لم أكن أريد أن أتفلسف فى المقال السابق، ولكن شيطان الفلسفة الذى يركبنى وعلم النفس الذى درسته كانا يحرضاننى على فلسفة كل موضوع والوصول إلى أفكار جديدة لم يطرقها أحد.

عزيزى القارئ..

طيب، أرجوك أن تكون حكماً محايداً، فلو قلت إن شعارات الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد والترسانة لا تعجبنى، وأطالب بشعارات أخرى أكون قد جاوزت حدودى، وأكون كما لو كنت قد غلطت فى البخارى؟. بصراحة يا حضرات أنا أعترض على كل الشعارات، هو الاعتراض حُرم يا ناس.. يعنى لو قلت إن شعار «الأهلى فوق الجميع» يذكرنى بشعار الديكتاتور هتلر «ألمانيا فوق الجميع» الذى أراد به أن يقول إن الألمان هم الأحسن وإن ألمانيا هى الأقوى، وإن احتلال أوروبا والعالم أمر مشروع، هو شعار عنصرى لا يصلح للعالم الحديث.

اتصل بى أحد الأهلاوية المعتدلين وأوضح أن المقصود بالشعار أن الأهلى فوق جميع أبنائه، يا سلام وهل هذه تحتاج إلى تفسير، فمصر فوق الجميع، هذا شىء طبيعى لا جدال فيه، الغريب أن زعماء مصر الذين أنشأوا النادى الأهلى من أمثال سعد زغلول وفؤاد سراج الدين وأحمد عبود لم نسمع منهم لا هذا الشعار ولا أى شعار مقارب.

والسؤال الآن: هل عندما ترك الأهلى نجومه الكبار طاهر أبوزيد وجمال عبدالحميد وربيع ياسين وحسام وإبراهيم حسن والآن أحمد شوبير وغيرهم، يعنى أنهم قد تم طردهم من جنة الأهلى، هل هذا هو معنى الشعار؟ وهل ممكن فى يوم من الأيام أن نطرد حسن حمدى الذى قدم خدمات لم يقدمها أى رئيس مر على النادى الأهلى مثله، نقول «الأهلى فوق الجميع».

عزيزى القارئ..

مازلت أحتكم إلى حكمتك، وإلى حيادك، ما رأيك لو أن شعار الأهلى أصبح مثلاً «الأهلى حب الجميع» والجميع بدلاً من أنها كانت تعود على أعضائه العاملين الذين لا يزيدون على خمسين أو مائة ألف على الأكثر، لينسحب على كل جماهير الأهلى فى مصر الذين يصل تعدادهم إلى الملايين فى كل أنحاء المحروسة بمن فيهم شخصى المتواضع الذى يحب النادى الأهلى أكثر من فريق الكرة.

طيب لو تركنا الأهلى وفكرنا فى شعار الزمالك «فن وهندسة» فبصرف النظر عن أننا منذ سنوات لا شفنا فن ولا شفنا حتى حساب مثلثات، حتى الشعار لا تستطيع جماهير الزمالك أن تغنيه أثناء المباراة، فهو يصعب تلحينه ماذا لو أصبح شعاره «معك حتى النهاية» فهو شعار قريب من شعار «الزمالك راجع راجع» أو «راجعين راجعين» بل أحسن.

يا حضرات.. شعار ليفربول هو «لن تمشى وحدك» أو لن تكون وحدك you will not walkealone، فالجماهير هنا تريد أن تقول له نحن ونَسَك، نحن الحائط الذى تستند عليه، نحن الزئير الذى يفيقك، أيضاً ملعب مانشستر يونايتد اسمه «ملعب الأحلام» وتوتنهام هو white heart أى «القلب الأبيض» نسبة إلى لون فانلاته البيضاء.

حضرات القراء..

إذا كان ما ذكرته يمثل قضية خلافية أو فلسفة لا تصلح فى كرة القدم، تعالوا إذن نتحدث عن عدم وجود ملعبين للأهلى والزمالك، وهو أمر محزن خاصة أن الدولة قد خصصت الأرض اللازمة لذلك، حضرات محبى الأهلى والزمالك صدّعوا رؤوسنا بمن يملك جماهير أكثر، وكل ناد قال إن جماهيره تقدر بالملايين، طيب أنا موافق ولا أعترض،

والسؤال: هل سنرى هؤلاء الملايين لو أعلن كل ناد عن اكتتاب لبناء الاستاد الخاص به هل الجماعة بتوع الفن والهندسة وبتوع الأهلى فوق الجميع.. هل سنرى فلوسهم أم أنهم سيختفون كما اختفوا من المدرجات أثناء المباريات؟ الأغلب الأعم أننا لن نرى كثيرين، بصراحة أنا كل ما اقرأ أن طيران الإمارات وهى شركة عالمية ناجحة قد بنت استاداً لنادى الأرسنال الإنجليزى أحزن، ولو أنى أعلم أنهم لو كانوا فكروا فى بناء استاد للأهلى مثلاً لقامت الدنيا ولم تقعد، ومن يعلم فربما فكروا فى ذلك وخافوا ثم تراجعوا.

حضرات القراء..

بصراحة الذى لا يعجبه هذه الأفكار الخاصة بالشعارات والاكتتاب يسمعنى «صلاة النبى» عليه الصلاة والسلام، وللرد على الاتهامات بالتعصب، وعدم حب الناديين، أقول «موسى نبى وعيسى نبى، وحصوة فى عين اللى ما يصلى على النبى».

■ ■ مسعود السياف

بتحب قصة ألف ليلة وليلة ولا قصة كليلة ودمنة، أنا شخصياً باحب أكثر ألف ليلة وليلة، و«اسمح لى أسألك» وأقولها بطريقة الكاتب والإعلامى الكبير مفيد فوزى: بتحب يافطة ممنوع الاقتراب، بتعصبك يافطة منطقة محظورة، بتخاف تقترب من منطقة مكتوب عليها «منطقة ألغام»، طيب بتخاف من البحر بالليل، تقدر تنزل البحر فى الإسكندرية والراية السودا مرفوعة؟

أعترف أننى أكره كل هذه اليافطات لأسباب كثيرة، لعل أهمها أننى عندما كنت صغيراً كنت أراها فى كل مناطق الإسماعيلية الجميلة أيام الاحتلال الإنجليزى، كل شارع تقريباً عليه يافطة ممنوع الاقتراب أو «منطقة محرمة وممنوع الدخول».

أعترف أن هذه اليافطات أثرت كثيراً فى شخصيتى، فقد أصبحت أكره الشوارع الضيقة، ولهذا أقمت عدداً كبيراً من الشوارع الواسعة التى أهمها «طريق عمارة الباص» وللإحاطة لم أسم الشارع باسمى، ولكن الإسماعيلاوية هم الذين فعلوا ذلك بعد أن تركت الإسماعيلية.. كنت وما زلت أكره السكن فى الأماكن المخنوقة بالعمارات المتواجهة، كنت أفضل المناطق الواسعة، حيث الرؤية لا نهائية، واليافطة إياها غير موجودة.

طيب ما رأيك فى البدعة الجديدة التى نراها حول الفنانين ونجوم الكرة المشاهير وأنصاف المشاهير وهى ظاهرة البودى جاردات.. أنا لا أحبهم، وكنت أرفض ذلك عندما كنت مسؤولاً، والسبب أنهم يذكروننى بعساكر الإنجليز فى الإسماعيلية، كما أننى بصراحة أكره المنظرة وأكره مثل هذه الحركات.

عزيزى القارئ..

كل ما سبق جعلنى أكره حكاية الخطوط الحمراء أو المناطق الحمراء أو المناطق المكتوب عليها يحظر الاقتراب، لأنها تذكرنى بصورة العظمتين والجمجمة التى تراها عند المناطق الخطرة.

قد أفهم وأقبل تلك الخطوط فيما يتعلق بالرؤساء والملوك والحكام.. قد أفهمها فى بعض موضوعات السياسة أو الاقتصاد أو فى موضوع مثل موضوع الأمن القومى.. كل ذلك على عينى وراسى، وأضرب له تعظيم سلام، ولكن أن يكون ذلك موجوداً فى الرياضة وفى كرة القدم بالذات.. فأنا آسف، وغير موافق، وأعترض وأشجب، وقد أصرخ فى بعض الأحيان.

فأنا مثلاً لا أفهم حكاية بعض الذين يعملون فى الرياضة ويعيشون دور الرجل المهم أو الأب الروحى الذى كان فى أفلام المافيا الإيطالية فى أمريكا.

والآن اسمح لى أن أعود بك إلى بداية المقال عن قصة شهرزاد، لقد أحببت هذه القصة بسبب التمثيليات الإذاعية الشهيرة، وما أكثرها فى هذه الفترة، مثل على بابا والأربعين حرامى، وسمارة، وعوف الأصيل وغيرها.

روعة تمثيلية شهرزاد كانت فى مؤلفها الكبير طاهر أبوفاشا، ومخرجها الرائع محمد محمود شعبان «بابا شارو» وفى صوت الراحلة الرائعة زوزو نبيل، خاصة عندما كانت وهى تختم الحلقة وتقول: «وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح ومعها صوت أذان الديك فى الفجر»، أتذكر أن هذه التمثيلية وحفلة أم كلثوم الرائعة كل خميس هما اللذان كانا يجعلاننى أتعلق بالراديو.

أحببت كل شخصيات ألف ليلة إلا شخصية مسعود السياف وهو الذى كان يأمره الملك شهريار بقتل فتاة كل ليلة والتى كان يقتلها عندما تنهى قصتها على الملك.

مسعود السياف يذكرنى باليافطات التى سبق ذكرها، يذكرنى بالجماعة البودى جاردات، ويذكرنى بتلك الشخصيات التى للأسف قد كثرت فى الرياضة والكرة المصرية التى تستأجر لنفسها مسعود السياف، وقد تستأجر أكثر من مسعود واحد.

أنا أكره مسعود السياف بتاع ألف ليلة ولكنى أحترم أن الرجل كان يؤدى العمل الموكل إليه وهو يعلم أنه لو لم يفعل ذلك فهناك ألف مسعود سياف مثله، ويكون أول عمل لمن يحل محله هو قطع رقبته.

أما مسعود السياف فى الرياضة فهو للأسف لا يدافع عن قضية عامة أو حتى عن قضية تخصه، ولكنه يدافع عن غيره، وقد تسألنى عن الأسباب، فأقول لك: «عافينى من الإجابة» ما حضرتك عارف وحضراتكم عارفين.

الرسالة، باختصار أن عليك أن تفتح عينك وتطرقع ودانك، وأن تقرأ على مهلك، وأن تقول لنا فى النهاية كم مسعود قرأت أو استمعت أو شاهدت.

طبعاً حترد: متعدش!!

مشاعر

■ الألتراس.. الحملة ضدهم بعد مباراة الإسماعيلى والأهلى كانت عالية وهاجمهم الجميع، جوزيه فقط هو الذى وقف معهم، اعتبرهم وسيلة ردع ضد إدارة الأهلى وضد الصحافة والإعلام اللذين ينتقدانه، وطبعاً ضد الكابتن أحمد شوبير.

■ الإعلامى مدحت شلبى.. وقف بشدة مع الألتراس، يبدو أن الهدف الأول هو استمالتهم معه ضد إدارة وإعلام الأهلى لموقفه من قضية البث الفضائى، والثانى تبنى موقف لقناة مودرن التى يعمل بها ضد موقف قناة الحياة، وبرنامج أحمد شوبير.. ويابخت شباب الألتراس فمعهم السيد جوزيه وقناة مودرن وإدارة الأهلى من تحت لتحت.

■ حسام عاشور لاعب الأهلى.. لاعب روتينى تقليدى غير مبدع، ولكنه حجر زاوية فى دفاع النادى الأهلى، فقط كنت أتمنى أن يضمه الكابتن حسن شحاتة للمنتخب.

■ هانى أبوريدة.. كنت على ثقة من أنه سينجح فى انتخابات اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولى، لأنه اعتمد على نفسه واتصالاته مع الأفارقة ودعم محمد همام، نائب رئيس الفيفا، بعيداً عن الوفد المصرى الذى رافقه، واستطاع أبوريدة اكتساح سليم شيبوب، رئيس نادى الترجى السابق، صاحب العلاقات القوية بالأفارقة، والذى يجيد أكثر من لغة، إضافة إلى أنه زوج ابنة الرئيس التونسى، لقد فعلها هانى.

■ الإعلامى حمدى قنديل.. أفتقد برنامجه قلم رصاص، وحشتنا طلته على الشاشة الصغيرة، تُرى هل ستخطفه قناة الجزيرة؟

■ د. يوسف بطرس، وزير المالية.. يوسف الصديق كان وزير مالية مصر والأزمة التى واجهته كانت أزمة محلية داخلية د. يوسف بطرس الآن مشكلته محلية إقليمية عالمية، المسألة تبدو غاية فى الصعوبة.

■ د. إبراهيم الجعفرى، نائب الإسماعيلية.. لست متفقاً معه فى موقفه بشأن أرض النادى الأهلى بالجزيرة، ولا أعتقد أن أى إسماعيلاوى يوافق على ذلك، الرجل لا أعتقد أنه قال ذلك من أجل الشعبية، فشعبيته كبيرة فى دائرته.

■ محافظ الإسماعيلية الحالى.. رفض قرار مجلس الوزراء بتعيين مدير عام الشباب فى الإسماعيلية، وأصدر أوامره بعدم تسليمه العمل وغلق مكتبه وطرده من الإسماعيلية.. الدكتور أحمد نظيف، أرسل تعليمات للمحافظ بضرورة تسلمه العمل، ما موقف المحافظ الآن، هل سيسلمه العمل أم سيصر على موقفه بطرده من الإسماعيلية، الإسماعيلاوية يتابعون المسلسل.. من سينتصر المحافظ أم رئيس الوزراء؟

■ نجوم الكرة القدامى.. إذا كانوا قد ساهموا مع نبيل البوشى بمئات الآلاف من الدولارات ودخولهم لم تكن تتجاوز آلاف الجنيهات فى العام، فماذا كان سيصبح الوضع لو ساهم اللاعبون الحاليون الذين تصل رواتبهم إلى الملايين فى العام الواحد، أكيد بعضهم يقبل يديه وش وضهر الآن لعدم المشاركة.