تقرير روسي: السيسي شعبيته كبيرة.. وقدرته في الحفاظ على تحسن الاقتصاد «غير واضحة»

التقرير يُحذر من تحول الصحراء الغربية لبؤرة للجماعات الإرهابية
كتب: باهي حسن الخميس 24-12-2015 15:04

تناول تقرير صادر عن المجلس الروسي للعلاقات الخارجية، تاريخ العلاقات «الروسية-المصرية»، مشيرا إلى أن مصر واحدة من أبرز المراكز السياسية والاقتصادية والثقافية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم الإسلامي.

ونقلت وكالة «سبوتنك» الروسية التقرير، وقالت إن التعاون مع القاهرة يتوافق مع المصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط القريبة من الحدود الجنوبية، ويساهم في أن يكون لروسيا دور كبير داخل العالم الإسلامي، ويساعد في خلق مناخ مناسب في مناطق إقامة المسلمين الروس.

ولفت التقرير إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتمتع بشعبية كبيرة، إلا أنه في الوقت ذاته نبه لخطورة الوضع في ليبيا حيث تنتشر الجماعات المتطرفة بالقرب من الحدود المشتركة بين البلدين، يمكن أن تؤثر على الوضع السياسي في البلاد، محذرا من أن تصبح الصحراء الغربية بؤرة للجماعات الإرهابية، في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء.

وذكر التقرير أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استطاع أن يحقق تحسناً في المؤشرات الاقتصادية، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتمكن من الحفاظ على وتيرة تحسين الوضع الاقتصادي، في ظل توقعات بانخفاض الدعم المالي المقدم من دول الخليج والذي تعتمد عليه القاهرة.

وأوضح التقرير، بحسب «سبوتنك» أن أهمية العلاقات مع مصر للحفاظ على تعزيز المصالح الروسية على الساحة الدولية، في قطاع النفط والغاز، والمنتجات الزراعية، وتصدير التكنولوجيا المتطورة، وفي قطاع الطيران، فضلاً عن التعاون العسكري التقني، ومجالات أخرى عديدة.

ولفت التقرير إلى أن أهداف السياسة الروسية في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تتحقق من خلال التنسيق المشترك بين البلدين، وفي إطار التشاور المستمر بين وزارتي خارجية البلدين في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنتدى البلدان المصدرة للغاز وغيرها من المنظمات والمنتديات الدولية.

وأكد التقرير أن مصر تعد سوقاً واعدة للمنتجات الروسية، بما في ذلك المنتجات الزراعية مثل القمح والسلع الأخرى، كما أن روسيا تستورد منتجات زراعية من مناطق مختلفة منها مصر، وأن العقوبات التي فرضتها روسيا على عدد من الشركات الأوروبية، فتح المجال لمصر لتصدير منتجاتها إلى روسيا، كما أن مصر يمكن أن تكون نافذة روسيا إلى العالم العربي والمناطق الأخرى المجاورة.

وأشار إلى أن مصر مهتمة بالتقنية العسكرية المتطورة في روسيا، والمنتجات الزراعية، خاصة الحبوب، إلى جانب الاستثمار في قطاع الطاقة من نفط وغاز في ضوء الاتفاق الذي تم توقيعه مع شركة «غازبروم» و«روسنفت».

ولاحظ التقرير أنه خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى مصر، في فبراير 2015، تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات تعكس مستوى التطور في علاقات البلدين، حيث تم الاتفاق على إنشاء أول محطة للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والتوقيع على مذكرة تفاهم حول المشاركة في مشاريع مختلفة في مصر، ومذكرة تفاهم حول تطوير التعاون المشترك في مجال الاستثمار.

ويرى التقرير أن عدم الاستقرار المتزايد في العلاقات الدولية يجعل من المهم قيادة العلاقات المصرية ـ الروسية بعيداً عن التقلبات العنيفة، ويجعلها أكثر اتساقا، وأن الشراكة الاستراتيجية في حاجة دائمة إلى التطوير.

وأوصى التقرير الصادر من المجلس الروسي للعلاقات الخارجية، بالاستمرار في تنفيذ خطط ومسارات التعاون المقترح في السنوات الأخيرة، وتعزيز التعاون العسكري-التقني في إطار الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، وتأسيس لجنة ثنائية لتنسيق التعاون العسكري، وتعزيز وتنمية العلاقات الإنسانية: من خلال برامج تدريب للكوادر المصرية في الجامعات الروسية ومراكز البحوث والثقافة الروسية في القاهرة والإسكندرية؛ وتشجيع نشر ترجمة الأعمال الأدبية المصرية والروسية، وجولات للمسرح والموسيقى والفنون الأخرى، فضلا عن تشجيع السياحة الروسية إلى مصر.