«لو عاوزينى أمشى»!

محمد أمين الثلاثاء 22-12-2015 21:31

الرئيس السيسى قال، أمس، فى احتفالات مولد النبى «لو عاوزينى أمشى أمشى».. وقال ما معناه إنه لن يبقى فى الحكم ثانية واحدة ضد إرادة الشعب، وإنه جاء بإرادة شعبية للحفاظ على البلاد.. وأقول للرئيس: تمشى تروح فين؟.. دخول القصر مش زى الخروج منه.. أنت مكلف يا ريس، فلا أنت اغتصبت السلطة، ولا قفزت على الحكم.. ملايين البشر نزلت تطلبك وتفوّضك.. أختلف معك فى هذا الخطاب الرئاسى!

كنتُ شخصياً فى طليعة الكُتّاب الذين بشروا بثورة 25 يناير.. يومها كان عندنا شعور بالخوف.. كنا نعرف أن التغيير لن يحدث سلمياً بالمرة، فكانت الثورة.. كانت مصر تُباع وتُنهَب.. الظروف الآن مختلفة 180 درجة.. حتى وإن دعا البعض للنزول فى 25 يناير.. هؤلاء أنت تعرفهم وتعرف حجمهم فى الشارع.. تعرف ولاءهم وانتماءهم.. مصر الآن تُبنَى من جديد.. وأظن أن الفارق كبير بين عصرين يا ريس!

لماذا تمشى؟.. هل كنت ممن يسعون لتوريث الحكم؟.. هل ابنك يدير شؤون البلاد؟.. نحن لا نعرف ابنك.. ولا نعرف بنتك.. هل حرمُكم تختار الوزراء والمحافظين وتتحكم فى مصائر العباد؟.. لا ابنك يظهر فى الإعلام، ولا حرمكم لها أى دور سياسى أو حتى اجتماعى.. لا تمارس دور سيدة أولى، ولا تريد ولا نريد.. لكنها تؤدى واجبها فقط كمواطنة مصرية فى الانتخابات.. فما الذى يجعل اليوم أشبه بالبارحة؟!

لا 25 يناير يخيفنا، ولا هو موعد مع التاريخ، كى تمشى فيه أو ترحل.. لا شىء اليوم يشبه أى شىء أمس.. فلماذا تطرح السؤال أصلاً؟.. لماذا تُعطى من لا يستحقون فرصة للفرح؟.. هل هناك أى مبرر مثلاً؟.. هل لعبت فى الانتخابات لصالح أحد؟.. هل مارست سياسة الإقصاء؟.. هل حاولت بيع مصر؟.. هل يشك فيك أحد؟.. الشعب يؤيدك بدرجة غير مسبوقة فى التاريخ.. فلماذا كان هذا الخطاب؟.. اسمح لى أن أعاتبك!

دعنى أصارحك يا سيدى.. أنا لا أخاف من هؤلاء الداعين للنزول يوم 25 يناير.. لا أحد سينزل.. هؤلاء يجلسون فى الفضاء.. يكتب كل منهم ما يشاء.. هل تتذكر أيام الجمع منذ عام؟.. كانوا يهددون بالنزول، وكانوا يقولون كلاماً فارغاً مثلهم.. أين هم الآن؟.. لا أخشى منهم.. فقط أخشى من معلومات تتسرب هنا وهناك، تتحدث عن تحذير استخباراتى روسى، يرصد تحركات مشبوهة، تشبه واقعة اقتحام السجون!

هل تعاملت المخابرات المصرية مع هذا التحذير الروسى؟.. هل هو تحذير رسمى حقيقى؟.. أم افتكاسات مواقع على الإنترنت؟.. هل صحيح هناك تحركات مشبوهة، هدفها اغتيال رموز مصر؟.. وهل صحيح تلقت الأجهزة الأمنية هذا التحذير؟.. وهل هناك مخابرات أجنبية تلعب فى البلاد؟.. عن نفسى لا أصدق.. أقرأ التحذير من باب العلم.. لا من باب الخوف.. لا تُلدَغ الأجهزة الأمنية فى مصر، من جُحر مرتين!

التحذير الروسى «تحذير صديق» قطعاً.. لا يمكن أن نُهمله.. ولا ينبغى أن نتجاهله.. نعرف أن هناك مخططات تستهدف مصر قبله، ونعرف أنها تستهدف مصر بعده.. فلا المخططات تخيفنا، ولا الاغتيالات ترعبنا.. السيسى لن «يمشى» تحت ضغط، ولن يرحل بسبب مخطط.. لا تغيير بالاغتيالات.. اغتالونا جميعاً إن شئتم!