أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء، أن بث تنظيم «داعش» الإرهابي إذاعة خاصة به في أفغانستان على موجة (إف إم) تطور خطير، حيث يتيح له وسيطا إعلاميا واسع الانتشار يبث من خلاله دعايته وأباطيله، وذلك حسبما ذكرت وزارة التكنولوجيا والاتصالات الأفغانية، أن التنظيم أنشأ محطة إذاعية في ولاية «ننكرهار» شرقي أفغانستان، وتغطي دعاية واسعة النطاق ضد الشعب الأفغاني والحكومة في مدينة جلال آباد ومناطق أخرى من الولاية.
وأضاف المرصد، في بيان الثلاثاء، أن ما يزيد الأمر خطورة، هو اختيار «داعش» أحد معاقل تنظيم القاعدة ليكون محل الإذاعة، الأمر يحمل الكثير من الدلالات الصراعية بين التنظيمين، وحالة التنافس المحتدمة بينهما لكسب أكبر عدد من المؤيدين والأنصار، وتأكيد تفوق كل تنظيم وسبقه على التنظيم الآخر، كما أنه يكشف عن سعي التنظيم لإقامة قاعدة إقليمية له في جلال آباد، عاصمة إقليم ننكرهار.
وأوضح المرصد أن «داعش» اختار أفغانستان لتكون محل إذاعته الموجهة لكونها تعاني من نسب الأمية المرتفعة، والتي تسهل مهمة التنظيم في نشر دعايته وتجنيد الأتباع وكسب معركة القلوب والعقول، وهو أمر لا يتسنى للتنظيم تنفيذه في مناطق ذات نسب تعليم مرتفعة.
ولفت المرصد إلى أن التنظيم يمتلك الكثير من الخبرات الإعلامية والتي تتضح من خلال تنوع وسائله الإعلامية، تبعا للجمهور المستهدف والبيئة الاجتماعية والسكانية المحيطة به، ما يؤكد أن التنظيم يمتلك استراتيجية إعلامية دعائية شاملة، تجمع بين تنوع الأدوات وتعددها، وملائمة الرسائل ومضامينها.
ودعا المرصد إلى مواجهة الدعاية الداعشية عن طريق تنسيق الجهود الدولية لمحاصرة كل الوسائط الإعلامية التي يستخدمها التنظيم الإرهابي، ومنعها من الوصول إلى جمهور أوسع ممن تسمم أفكاره، وتنشر الإرهاب والعنف والتطرف بينه.