تحتفظ الحضارة المصرية القديمة بعظمة إنجازاتها، وإبداعها في كل مجالات العلوم والفنون والآداب بمكانة خاصة وراسخة في قلوب شعوب الأرض.. هذه حقيقة لا يمكن زعزعتها بأى قوة على الأرض. وبعيداً عن حديث السياسة فإن الفراعنة استطاعوا أن يجعلوا اسم مصر يتردد وبقوة في العاصمة واشنطن في أكتوبرالماضى، وبفضل تعاون وزارة الخارجية المصرية ووزارة السياحة في تنظيم فعاليات مصرية من محاضرات ومؤتمرات صحفية على هامش التصويت في مجلس الأمن على منح مصر عضوية غير دائمة. ولابد من الإشادة بدور السفير ياسر رضا، سفير مصر في واشنطن، الذي نجح رغم تسلمه مهام منصبه منذ فترة وجيزة في حشد الإعلام، ليتردد اسم مصر بكل الولايات الأمريكية.. وقد قال لى إنه على ثقة بأن الفراعنة يمكن أن يساعدوه في عمله الدبلوماسى لخلق ظهير شعبى أمريكى يدعم مواقف وقضايا مصر.
تحدثت في محاضرتى أمام الجمعية الجغرافية بواشنطن عن وضع الآثار في مصر، وكذلك عن الأوضاع السياسية التي مرت على مصر خلال السنوات القليلة الماضية.. وقلت إن المصريين عندما اختاروا الرئيس عبدالفتاح السيسى كانوا يسيرون على درب أسلافهم الفراعنة عندما اختار المصريون القدماء الوقوف إلى جانب «حورس» (الخير) في حربه ضد عمه قاتل أبيه «ست» (الشر). كانت مصر تستعد لدخول عصور الظلام على يد جماعة تتمسح بالدين للوصول إلى الحكم والتمكين لصياغة مصر حسب أفكار نبذها أهل القرون الوسطى.
في واشنطن كان اللقاء مع صحفية من جريدة أتلانتك، وبعدها مقابلة مع صحفى من الواشنطن بوست، الذي أخبرنى أنه زار مصر ومكث بها لفترة طويلة، وأنه يحنُّ للعودة إليها، وسألنى عن كيفية حماية السائح في مصر؟ وشرحت له كيف أننى زرت معظم دول العالم، وأن الأمان في مصر لا تجده في مكان آخر، ففى مصر لا توجد جريمة منظمة ولا عصابات ولا مافيا تعمل، ولكن شعب مسالم مضياف يحب الآخر.. وأن مطاراتنا مؤمَّنة وفنادقنا تناسب كل أنواع السياحة وبأسعار لا تجدها في بلد آخر. وذكرت له أن الأفواج السياحية التي تأتى إلى مصر من أمريكا تكتب وتنشر عن تجربتها في السفر إلى مصر على مواقع التواصل الاجتماعى، بل إننى كثيراً ما استوقفنى السياح بعد محاضراتى ليؤكدوا لى أنهم يشعرون بالأمان في مصر، وبعضهم يبكى عند لحظة المغادرة.
أقام السفير ياسر رضا حفلاً كبيراً بسفارتنا بواشنطن، دعا إليه المثقفين والسياسيين والمهتمين بصناعة السياحة، لدعم مصر، وسعدت بمجهودات السيدة جواهر على، مدير مكتب مصر السياحى بنيويورك، التي عرضت فيلماً تسجيلياً رائعاً عن السياحة والمقاصد السياحية في مصر. وكانت محاضرتى عن الاكتشافات الأثرية في مصر، وأجبت عن الأسئلة المثارة حول مزاعم الكشف عن مقبرة الملكة نفرتيتى.. الحياة لن تتوقف عند إرهاب يحدث في أي مكان في العالم، واستمرار السياحة إلى مصر هو رهن إصرارنا نحن على توصيل رسالتنا إلى العالم الخارجى بعيداً عن حديث السياسة ومؤامرات جماعات الشر.