فازت نجوى جويلي، الإسبانية المصرية بعضوية البرلمان الإسباني بأعلى عدد أصوات على مستوى الدولة، بين كل مرشحي الأحزاب، لتصبح أصغر النائبات سنا ما يؤهلا لإدارة الجلسة الافتتاحية للبرلمان حسب نص القانون.
الشابة المصرية نجوى جويلي فازت بأحد مقاعد مقاطعة غيبوثكوا الواقعة في إقليم الباسك (شمال أسبانيا)، عن حزب «نحن نستطيع» حديث التأسيس والذي تمكن من حصد ثالث أكبر عدد من المقاعد بالبرلمان بإجمالي 69 مقعدا من أصل 350 وبنسبة تصل إلى 21% تقريباً.
وحسب موقع الحزب، فنجوى جويلي (أو نجوى ألبا) المولودة في مدريد عام 1991تحمل شهادة في علم النفس من جامعة الباسك، إضافة لدرجة الماجستير في علم النفس التعليمي، وهي متخصصة بعلم نفس الأطفال.
نجوى كانت أحد الشباب المؤسس لحزب «نحن نستطيع»، كما أنها عضو برئاسة مجلس الحزب عن مقاطعة الباسك، وتمكنت من الفوز بأكثر من 97 ألف صوت، بحسب ما أعلنته في حسابها على «تويتر».
97.859 aldiz eskerrik asko 97.859 gracias #SiSePuede #AhalDugu
— Nagua Alba (@NaguaAlba) December 20, 2015
ونشر الباحث عبدالرحمن منصور، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك»، قصة عائلة النائبة نجوى جويلي منذ هجرة والدة إلى إسبانيا عام 1990.
ويقول منصور«نجوى لم تصبح فقط نائبة بالبرلمان، بل فازت بأعلى أصوات على مستوى الدولة كلها وبين كل مرشحي الأحزاب، وأصبحت أول نائبة من أصل عربي، وأصغر نائبة بالبرلمان أيضاً (مواليد ١٩٩١- ٢٤ سنة)، وبالتالي ستتولى رئاسة أولى جلسات المجلس»
ويضيف: «تبدأ القصة عام١٩٩٠ حين سافر الشاب المصري القادم من النوبة أحمد جويلي إلى مدريد في إسبانيا ليكمل تعلم اللغة الإسبانية التي كان قد بدأ تعلمها في المركز الثقافي الإسباني في القاهرة، وبدأ أحمد الدراسة في كلية للسياحة والفندقة، وتنقل الشاب العشريني بين وظيفة بسيطة وأخرى ليتحصل المال اللازم للدراسة والعيش. بعد أعوام من العمل في مجال السياحة في إسبانيا افتتح أحمد شركته الخاصة مع أحد أصدقائه والتي أخذت تتطور وتتوسع في مجال السياحة والسفر في أوروبا.
وتابع منصور «حين جاءت ثورة يناير شارك الرجل الأربعيني فوراً في تنظيم مسيرات بأسبانياً تأييداً للثورة، ثم عاد إلى مصر لأول مرة منذ سنوات، مثل آلاف المصريين بالخارج الذين شعروا بالأمل».
وأردف: «في لقاءاتنا المتعددة منذ عام ٢٠١١، كان أحمد حريصًا على المساهمة في تطوير صناعة السياحة في مصر، بما له من خبرات كبيرة- جعلته الآن يصبح نائباً لرئيس اتحاد غرفة السياحة الإسبانية- إلا أن مساهماته واقتراحاته قوبلت برفض من المسؤولين في مصر، والسبب: لا سبب،وظل أحمد مترددا على مصر ومشاركا في أنشطة سياسية، ومعرفا أسرته الإسبانية على ثورة مصر والبلد الذي ولد من جديد. لكن بعد الانتكاسة السياسية في يوليو ٢٠١٣، غادر الرجل مصر بلا عودة».
وعن حزب بوديموس، الذي فاز من خلالها نجوى الجويلي، يقول منصور «بعد ثورات الربيع العربي، بدأت في عدة دول أوروبية مظاهرات غاضبة ضد البطالة وسياسات التقشف وتخفيض الضمان الاجتماعي، وفي مدريد بدأت التظاهرات وامتدت لمدن إسبانية أخرى. شبان غاضبون يتظاهرون ضد السياسات الاقتصادية والبطالة، ورفضا لهيمنة أكبر حزبين في إسبانيا: الحزب الشعبي المحافظ الحاكم والحزب العمالي الاشتراكي المعارض، مظاهرات متعددة واجتماعات هنا وهناك، يخرج من هذه الاحتجاجات حزب سياسي ثم يخرج آخر، يعتقد كثيرون أنه لا مستقبل سياسي لأحزاب خرجت من احتجاجات عابرة متأثرة بحالة احتجاجية ملئت العالم من العالم العربي حتى وول ستريت في نيويورك، لكنه يحدث ما لم يتوقعه أحد فبعد ٢٠ يومًا من تأسيس حزب بوديموس (بالعربية: نحن نستطيع أو قادرون) ينضم للحزب ١٠٠ ألف شاب وشابة. يجتمع أعضاء الحزب بحثا عن تواجد حقيقي لهم في المؤسسات السياسية الأوروبية والإسبانية».
شارك حزب «بوديموس» في الانتخابات الأوروبية، التي أجريت في ٢٥ مايو ٢٠١٤ في أول تجربة انتخابية له، والمفاجأة، حصل الحزب على خمسة مقاعد في البرلمان ويصبح بذلك رابع قوة سياسية في إسبانيا، ويتابع المحللون والكتاب هذه «القوة الصاعدة»، الحزب، الذي تضع نتائجه الشعبية إسبانيا على فوهة بركان سياسي بحسب بتعبير صحيفة «الباييس» في إحدى افتتاحياتها.