النيابة في «أحداث سجن بورسعيد»: المتهمون «شياطين إنس» ونطالب بأقصى عقوبة

كتب: إبراهيم قراعة الإثنين 21-12-2015 12:44

طالبت النيابة العامة في مرافعتها أمام محكمة جنايات بورسعيد، الاثنين، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، في قضية محاولة اقتحام سجن بورسعيد والمتهم فيها 51 شخصًا، وهي الأحداث التي وقعت أيام 26 و27 و28 يناير 2013 وأسفرت عن قتل الضابط أحمد أشرف إبراهيم البلكي، وأمين الشرطة أيمن عبدالعظيم أحمد العفيفي، و40 آخرين عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، ووصفتهم بأنهم أفسدوا في الأرض وجزاؤهم القتل أو الصلب.

واستهلت النيابة مرافعتها بتلاوة الآية القرانية الكريمة «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض»، ثم سردت النيابة وقائع الدعوى وأمر الإحالة، حيث يتمثل في وقائع قتل عمدي وترويع لتصف المتهمين بأنهم «لم تعرف البشرية على هذه الأرض مثالهم في بلادة احساسهم فلاهم اسود ضارية ولا ذئاب جائعة، مشيرة إلى أن تلك الكائنات أهل غدر وخائنون للعهد».

ووصفت النيابة المتهمين بالخسة والضلال والآثمين الذين انحرفت أفعالهم حتى أسقطتهم في غياهب الجب.

وأضافت النيابة أن وقائع الدعوى تشير إلى تجمع عدد من أهالي المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«مذبحة بورسعيد» أمام سجن بورسعيد لمنع نقل ذويهم بالقاهرة لحضور جلسة الحكم خشية قيام جماهير الأهلي بالفتك بهم، لتتابع مؤكدة أنه وعلى الرغم من إعلامهم بالاستجابة لطلبهم ظلوا في أماكنهم.

وبدأت الشرارة الأولى لوقائع الدعوى يوم السادس والعشرين من يناير لعام 2013 روعت مدينة بورسعيد بزلزال لم تتدخل الطبيعة في إحداثه لتضيف بأنه كان من فعل بني البشر مستخدمة تعبير «ويلٌ للعالم من من شر الإنسان إذا ضل وغوى».

وقالت إن المتهمين ينطبق عليهم حينما قال الشيطان «لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ان الظالمين لهم عذاب أليم».

وتابعت النيابة خلال مرافعتها أن المتهمين إندسوا بين الحشد المتواجد حول السجن حاملين اسلحة نارية ومفرقعات وما ان صدر قرار المحكمة بإحالة المتهمين في القضية المشار إليها (مذبحة بورسعيد) ما كان لهم أن بثوا ريح كفرهم فاستشنقوها فقتلوا من ترك بيته لأداء وظائفه في تأمين السجن وغيرهم من المواطنين.

ووصفت النيابة المتهمين بـ «شياطين الأنس» أغلقوا جميع مداخل السجن وحملوا أسلحة نارية، بالإضافة لعددًا من الزجاجات حارقة مطلقين وابل من النيران من أسحة جرينوف وآلية وخرطوش تجاه مبنى السجن مستهدفين أوساره وأبراج حراسته.

وذكرت أن المتهمين تعاملوا مع الشرطة بإطلاق الغاز في شوارع بورسعيد بهدف نشر حالة من الفوضى محاولين الاعتداء على كافة المنشآت الشرطية والحكومية رغبة في إشاعة الفتنة فكانت المحصلة إستشهاد ملازم أحمد البلكي وأمين الشرطة أيمن عبدالعظيم من قوة الأمن المركزي المؤمنة للسجن.

ونتج عن ذلك أيضًا مقتل العديد من المواطنين وعددهم 38 قتيلا فضلًا عن إصابة آخرين وإحداث تلفيات في جميع المنشآت الشرطية والمحال العامة والمدرعات والسيارات الشرطية وغيرها المملوكة للمواطنين.

وأضافت النيابة في مرافعتها إنها تيقنت من ضلوع المتهمين في ارتكاب الجريمة والواقعة وإطلاق الأعيرة النارية على المجني عليهم، حيث ثبت من تقرير الصفة التشريحة أن المتهمين أشاعوا الفوضى بين أهالي المدينة واطلاق الاعيرة النارية وإلقاء زجاجات المولوتوف وحاولوا اقتحام المقار الشرطية وسجن بورسعيد وأن الأحداث التي وقعت كانت بدافع الانتقام من الشرطة وتهريب المتهمين المتواجدين بالسجن اذ ثبت ان المتهمين اقتحموا مقار الشرطة.

وقالت النيابة إن أدلة ثبوت الاتهام من فنية وقولية وقائمة ادلة الشهود أكدوا أن المتهيمن ارتكبوا الوقائع وأن التحريات كشفت كذب المتهمين، والدليل المادي تمثل في معاينة النيابة العامة ومعاينة قاضي التحقيق للحادث، وأثبت ما وقع من تلفيات بسجن بورسعيد وما ثبت بتقرير الأدلة الجنائية، بالإضافة إلى التقرير الفني للصفحة التشريحية جاء مطابقا لأقوال الشهود والمعاينة وأن المتهمين استخدموا الأسلحة في محاولة الاقتحام.

وقال ممثل الادعاء إن النيابة اليوم تمثل في محراب العدالة لأنها الأمينة على المجتمع وليعرف القاصي والداني أن النيابة العامة لا تحيل أي متهم إلى الساحة المقدسة إلا لجريمة ارتكبها.

ووصفت النيابة القضية بانها مأساة مثلت عدوانا على الوطن أجمع وأن الواقعة ظلم وعدوان وطغيان وانتهاك لحق الإنسان في العيش بأمن وأمان، وأن الرحمة انتزعت من قلوب المتهمين ونظرت النيابة قفص الاتهام قائلة: «أي بشر أنتم الذي يتحمل صرخات الضحايا دون أن يهتز له طرف، وأي عقل الذي يستوعب تلك الوقائع وأي عين تشاهد القتلى ولا تغض الطرف، أي قلوب وعيون وآذان صمت وعميت عن رؤية الضحايا وصرخاتهم».

وتابعت النيابة في مرافعتها أن مثل هؤلاء المتهمين أوقفوا الحياة بقلوب الأبرياء وروعوا مدينة باكملها لن ينساه اهلها.

وطالبت النيابة من المحكمة بتوقيع اقصى عقوبة على المتهمين دون رحمة وحتى تحافظ على ما تبقى للمجتمع من قيم، ويكون المتهمين عبرة لكل من تسول له نفسه لان الدعوى قضية مجتمع بأسره.

ووجهت النيابة حديثها إلى المحكمة قائلة: «من غير حضراتكم يعيد السكينة للنفوس المضطربة، لابد من الضرب بيد من حديد ومن غيركم يردع كل من تسول له نفسه لتعكير صفو الحياة من حق الجميع أن يعيش في أمن وأمان»، وأشارت النيابة إلى أن الجناة دفعوا بمدينة بورسعيد إلى دوامة، فهي المدينة التي لم تعرف العنف إلا لرد كرامة الأمة وصد العدوان الثلاثي.

وقال ممثل الادعاء إن صرخات المجني عليهم تطوف حول القاعة تطلب من المحكمة الإغاثة والقصاص العادل لأرواحهم «فباسم الحق الذي يعيش في وجدانكم، العادل الذي أقسمت به باسم المجتمع الذي منحنا أمانة التمثيل، نناشدكم إصدر حكم الله حتى يرتاح كل أب وأم وزوجة فقدت مجنيًا عليه.

وطالبت النيابة من المحكمة القصاص من المتهمين «لأنهم ليسوا أهلا للرحمة وأن النيابة العامة كل ما تملكه أن تقدم المتهمين للمحاكمة وتسجل أفعالهم الشنعاء، نناشدكم في خلوتكم المقدسة أن لا تأخذكم رافة بالمتهمين لأنهم ليسوا أهلا للرحمة، وتذكروا أرواح المجني عليهم أن تقتصوا ممن ظلمنا للحفاظ على أخلاق المجتمع وأن تضرب المحكمة بيد من حديد على المتهمين».

يشار إلى أنه في بداية الجلسة شهدت مشاداة كلامية بين أحد المتهمين داخل قفص الاتهام ومحامي مدعي بالحق المدني ليتدخل المحامي «أشرف العزبي» عضو دفاع المتهمين، مطالبًا بعدم التجاوز ضد المتهمين.

وصرخ أحد المتهمين داخل القفص مؤكدًا للمحكمة أنه تعرض للتعذيب بالسجن، مطالبًا بمناظرة جسده، وقال المحامى أشرف العربي، دفاع المتهمين، إن المتهمين تعرضوا للضرب والتعذيب في السجن بتوجيه من ضباط السجن المودع به المتهمون، بزعم أنهم من قتلوا جماهير الأهلي على حد قوله، وقال رئيس المحكمة إنه سيجري اتخاذ اللازم لمراعاة آدمية المتهمين.