السيد/ عيسى حياتو
رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم
تحية طيبة وبعد
مقدمه لسيادتكم مواطن مصرى يود التعبير عن عميق شكره وامتنانه لمدى اهتمام اتحادكم الموقر بعودة جماهير الكرة المصرية إلى ملاعبها.. وإلى حد تهديد اتحادكم للأندية المصرية المشاركة فى بطولتى الأبطال والكونفيدرالية بضرورة فتح الأبواب أمام الجماهير، بداية من دور الثمانية، وإلا سيضطر اتحادكم آسفاً لنقل مباريات الأندية المصرية خارج مصر.. وهذا بالضبط ما أريد التوقف أمامه ودافعى لكتابة هذه الرسالة إلى سيادتكم.. لا أقصد هذا التزامن الغريب والمريب بين بعض موظفى اتحادكم وألتراس الأهلى.. ففى تنسيق دقيق وسيناريو يبدو أنه متفق عليه.. كانت هناك وقفات وتهديدات وصرخات ألتراس الأهلى بضرورة عودة الجماهير للمدرجات وإلا لن يسمحوا بإقامة أى مباريات للكرة.. وكان هناك فى نفس الوقت تهديد اتحادكم بضرورة عودة الجماهير وإلا ستلعب الأندية المصرية خارج مصر.. لن أتوقف أمام تلك الملاحظات والتساؤلات والشكوك، إنما سأتوقف فقط للتساؤل عن أى مادة أو بند قانونى استند إليه الاتحاد الأفريقى فى هذا التهديد أو تلك العقوبة للأندية المصرية.. فمن حق الكاف نقل المباريات خارج مصر لو أدرك أن هناك خطراً يهدد إقامة هذه المباريات فى مصر، أو أنه يخشى على سلامة الأندية الزائرة ولاعبيها وجماهيرها.. أو أن مصر قررت منع مصاحبة الجماهير لأى نادٍ أفريقى سيأتى ويلعب مباراة رسمية فى أى مدينة مصرية.. ولا أظن أن كل تلك الأسباب توافرت حتى يضطر الاتحاد الأفريقى لنقل المباريات خارج مصر.. كما أن السلطات المصرية المختصة واتحاد كرة القدم وإدارة الأندية المصرية المشاركة أفريقياً أغلقت أبواب الملاعب مؤقتاً التزاماً بالمادة السادسة عشرة من لائحة الفيفا للسلامة التى تُلزم الجميع باتخاذ كل التدابير العملية المناسبة ضد أى مخاطر قد تلحق بالملاعب واللاعبين والجمهور..
وهى المادة التى أجبرت منتخبات أوروبا على إلغاء مبارياتها الودية عقب انفجارات باريس نتيجة عدم التيقن من سلامة الجماهير فى تلك المباريات.. ولو كانت مباريات رسمية لأقيمت دون جماهير حرصاً على السلامة.. وهو ما قامت به فرنسا التى لم تشأ المخاطرة بسلامة جماهير الكرة.. ولم يقرر الاتحاد الأوروبى تهديد أى أحد نتيجة ذلك.. ثم إننى أثق بأن الأندية المصرية المشاركة لم ترسل للاتحاد الأفريقى سراً تشكو الأمن المصرى الذى يغلق أبواب ملاعبها أمام الجمهور أو الاتحاد المصرى لكرة القدم أيضاً.. فهل أصبح الكاف الآن محامياً خاصاً لجماهير الأندية المصرية أو بعض هذه الجماهير وتهديداتها؟.. وأنا أعرف أن الجماهير فى مدرجات كل ملعب كرة عامل مهم تكتمل به متعة كرة القدم وحيويتها.. لكن فى حالة الاطمئنان على سلامة هذه الجماهير وعدم تعريضها لأى أذى.. وأود فى النهاية التأكيد لسيادتكم على انتهاء عصر الضعف المصرى أمام اتحادكم وقراراته وتهديداته، خاصة لو كانت خاطئة وظالمة.. ولأننى أعرف أنكم فى رحلة علاج طويلة بباريس.. أود أن أعرف من الذى يتلاعب باسمكم واسم اتحادكم من أجل مصالح خاصة به.