أبوتريكة ونبيلة مكرم وحكايات الحب

ياسر أيوب السبت 19-12-2015 21:59

حب الناس غير المحدود أو المشروط هو هدية يمنحها الله لمن يشاء من عباده.. ومن المؤكد أن محمد أبوتريكة كان أحد هؤلاء الذين شاءت إرادة الله أن يحبهم الناس.. ولهذا سيبقى الناس يحبون أبوتريكة مهما حاول البعض التجريح والتشكيك وغرس سكاكين الوحل والخيانة فى قلبه وشرفه وصورته وسمعته..

وتعددت مشاهد حب الناس لأبوتريكة بأكثر من شكل، وفى أكثر من مكان، ولأكثر من سبب، وآخرها كان قبل أيام قليلة حين تلقى أبوتريكة دعوة لمشاركة نجوم العالم فى لعب مباراة ودية أمام منتخب الكويت احتفالاً بافتتاح استاد جابر الدولى الجديد..

وعلى الرغم من مشاركة نجوم عالميين كثيرين فى تلك المباراة، ومنهم: ديفيد بيكهام، ولويس فيجو، وروبرتو كارلوس، وديل بييرو، وقادهم المدرب القدير فابيو كابيللو.. إلا أن أبوتريكة كان النجم الذى صفق له الناس كثيرا وطويلا بمنتهى الحب والاعتزاز والاحترام لحظة دخوله الملعب.. وحرص الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، الذى حضر المباراة فى الملعب على مصافحة أبوتريكة اعتزازاً به..

وقد توقفت كثيرا أمام ما جرى فى استاد جابر الدولى.. فغير التصفيق الطويل، وكل هتافات الحب التى لاحقت النجم المصرى الكبير..

كان هناك مشهد أبوتريكة نفسه الذى شارك فى المباراة وهو يرتدى فانلته المرسوم عليها علم مصر مثلما فعل كل النجوم الآخرين اعتزازا بأعلام بلدانهم.. وفكرت لماذا لا تستعين نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة والمصريين فى الخارج، بنجوم يحبها الناس مثل أبوتريكة فى كل جهودها ورحلاتها من أجل رعاية ومساندة المصريين فى بلدان العالم..

فهذه الوزيرة إنسانة شديدة الإخلاص والرقى، وتسبقها طوال الوقت رغبة صادقة وجميلة فى الوقوف بجوار كل المصريين ومشاركتهم حمل الهموم وأوجاع الغربة ومرارتها، أو مد خيوط الحب من جديد لتربط بين قلوب مهاجرة ووطنها الحقيقى الجميل.. ولأن نبيلة مكرم تقوم بذلك عن اقتناع وبدافع الحب الحقيقى لمصر وأهلها..

فلست أظنها ستعترض أو تتردد فى الاستعانة بنجوم مصر الكبار حين تضطر للسفر فى رحلات مفاجئة لاحتواء أزمات يعيشها مصريون فى أى بلد.. ولن تجد نبيلة مكرم أفضل وأصدق من نجوم الرياضة حين تسافر إلى بلدان عربية وأفريقية أو حتى أوروبية.. وعلى سبيل المثال حين سافرت نبيلة إلى الكويت الشهر الماضى لاحتواء أزمة الشاب المصرى الذى أهين هناك وحاول البعض استغلالها وتضخيمها لإشعال أى حرائق بين مصر والكويت..

كانت مهمتها ستغدو أسهل كثيرا لو كان معها أبوتريكة وحسن شحاتة.. أو محمود الخطيب أو حسام حسن حين ذهبت الوزيرة للأردن أيضاً لاحتواء أزمة أخرى.. أو حين سافرت إلى إيطاليا لمواجهة أوجاع الهجرة غير الشرعية، وكان من الضرورى أن يقف محمد صلاح إلى جوارها هناك فى روما.. وأظن أن هذا هو الوقت الذى يجب فيه الاقتناع بالدور السياسى والدبلوماسى الذى يمكن أن تمارسه الرياضة ونجومها خارج مصر.. وأن نعرف وندرك حجم ومكانة هؤلاء النجوم خارج مصر، ومدى احتياج مصر إليهم.