قالت صحيفة «التايمز» البريطانية، إن تقريرًا للحكومة البريطانية يفيد أن أكبر مؤسسة إسلامية في بريطانيا وأكبر جماعة للطلبة المسلمين في بريطانيا لهما صلات غير معلنة بجماعة الإخوان المسلمين، التي وصفتها بأنها «شبكة أصولية حرضت في بعض الأحيان على العنف والإرهاب».
وحسب التقرير، فإن المجلس الإسلامى في بريطانيا، يُعتقد أن مؤيدى الإخوان المسلمين «لعبوا دورًا هامًا في إقامته وإدارته».
ويندرج تحت مظلة المجلس الذي تأسس عام 1997 أكثر من 500 هيئة إسلامية في بريطانيا، ويصُنف نفسه «كيان مستقل» ويعرف نفسه بأنه «منظمة واسعة الانتشار للمسلمين في بريطانيا تعكس خلفيات مختلفة، اجتماعية وثقافية للمجتمع»، حسب ما ذكره على موقعه الرسمي.
وتعهد المجلس في برنامج أهدافه، بخدمة المجتمع ككل، وتشجيع المسلمين والمنظمات الإسلامية للعب دور هام في الحياة العامة، وتعزيز التعاون والتوافق والوحدة في الشؤون الإسلامية في المملكة المتحدة، وتشجيع وتقوية كل الجهود المبذولة لإفادة المجتمع المسلم في بريطانيا، والعمل على كسب احترام للإسلام والمسلمين في المجتمع ككل، وكسب موقعًا عادلًا وقائما على الحقوق المتساوية للمجتمع المسلم داخل المجتمع البريطاني، والعمل على القضاء على المشكلات وأشكال التمييز التي يواجهها المسلمون، لتعزيز العلاقات مع المجتمع والعمل من أجل خدمة المجتمع ككل.
ويرأس المجلس حاليًا الأمين العام الدكتور بوجا شافي، وهو من أصل هندي، ويعاونه هارون راشيد خان، نائب الأمين العام.
يُذكر أن القيادي الإخواني المنشق، كمال الهلباوي، كان من مؤسسي المجلس، عندما كان يشغل منصب المتحدث باسم «الإخوان» في الغرب، حسب صحيفة «الشرق الأوسط».
ويضم المجلس، العديد من المساجد والمؤسسات الخيرية والمدارس الإسلامية، ويستوعب المجلس مختلف الجاليات الإسلامية بمذاهبها الفقهية المتنوعة.
وحسب تقارير صحفية غربية، فإن الحكومة البريطانية تعاملت مع المجلس باعتباره «الممثل الشرعي للمسلمين المعتدلين، وكانت تستشيره في كل ما يخص الإسلام والمسلمين»، لكن الحكومة أجرت تغييرًا في سياستها بعد أن كشفت عدم ضم المجلس لفئات كبيرة من المسلمين المتواجدين في بريطانيا.
وحسب التقرير الذي أعدته لجنة السير جون جينكينز، السفير البريطانى السابق لدى المملكة العربية السعودية، فإن «المجلس الإسلامي البريطاني المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين يُعارض البرامج التي تقترحها الحكومات البريطانية المتعاقبة بشأن منع الإرهاب».
وكان المجلس قد عارض في أغسطس من العام الماضي، خطة الحكومة لمكافحة الإرهاب، وقال هارون خان، نائب الأمين العام، إن «الخطة فشلت، وكان لها تأثير سلبي».
ويواجه المجلس عدة انتقادات من بينها انتشار أفكار متطرفة بين أعضائه، لكنه الأمين العام بوجا شافي، رد على تلك الانتقادات بقوله: «لا نتسامح أو نقبل وجهات نظر متطرفة من الأعضاء، لدينا سياسة واضحة للغاية منذ نشأة المجلس، الفائدة الأساسية من المجلس الإسلامي، هو العمل لمصلحة المسلمين البريطانيين المقيمين في المملكة المتحدة».
وأطلق المجلس عدة دعوات من قبل أبرزها حملة التصدي لظاهرة ختان الإناث، وذلك من خلال توزيع منشورات على 500 مسجد في بريطانيا، وعدد من المراكز الاجتماعية.
كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أمر العام الماضي بإجراء تقرير عن الإخوان المسلمين، وأعده فريق يقوده جون جينكينز، السفير البريطاني السابق في السعودية.
وخلص التقرير إلى أنه لا توجد علاقة بين الإخوان المسلمين والأنشطة الإرهابية في بريطانيا، ولكنه يدعم علنا الهجمات الانتحارية التي تشنها حماس على المدنيين الإسرائيليين.
ويقول التقرير إن جماعة الإخوان المسلمين «تنخرط في السياسة عندما يكون ذلك ممكنا»، ولكنها تلجأ أحيانا للإرهاب لتنفيذ أهدافها، ويضيف أن الجماعة في الغرب تدعو إلى اللاعنف، ولكن الرسائل التي ترسلها إلى مؤيديها باللغة العربية عادة ما تحتوي دعوة متعمدة للعنف.