«التونة» تصبح وجبة شعبية فى أمريكا بسبب الأزمة

الجمعة 13-02-2009 00:00

وصول أسعار الغذاء لمستويات قياسية الصيف الماضى، أحدث تغييراً جذرياً فى أسلوب حياة «برايان بنتنر».. فهذا الممرض الذى يقطن فى أتلانتا، بدأ يستخدم المواصلات العامة للذهاب إلى عمله يومياً، وتوقف عن تناول الطعام فى الخارج، واستبدل وجبته المفضلة من أسماك بحيرة سوبيريور، بالسمك البحرى الأبيض الأرخص ثمناً.

وفى البداية انتاب «بنتنر» شعور بالاستياء من انعكاسات الاقتصاد المضطرب الذى تعانيه بلاده على حياته الشخصية. ولكن الآن، وعلى الرغم من انخفاض الأسعار فإن «بنتنر» قرر الاستمرار فى سياسة التقشف التى اتبعها، حيث نقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية عنه قوله: «إننى أستمتع بالأكل فى المنزل، وغسل ملابسى بنفسى، بدلاً من إرسالها للمغسلة».

ويمكن الاستدلال من التحول الذى أصاب «بنتنر» من رجل محب للتنزه وتناول الطعام فى الخارج إلى شخص يفضل البقاء فى المنزل، على سبب استمرار الأمريكيين- بمن فيهم 3.6 مليون فقدوا وظائفهم العام الماضى- فى ترشيد نفقاتهم والابتعاد عن «مغامرة» شراء مأكولات باهظة الثمن، على الرغم من أن أسعار الغذاء انخفضت بشكل عام للشهر الثانى على التوالى.

ومما لا شك فيه أن التكيف مع حالة الكساد التى يشهدها الاقتصاد الأمريكى من خلال الاعتماد على مواد غذائية مثل التونة المعلبة هو أمر غير مريح، بل مزعج، للعديد من الأمريكيين، ولكن فى الوقت الحاضر أصبحت الأكلات السريعة نوعاً من الترف، مما دفع المجتمع إلى العودة إلى الأكلات البسيطة والاكتفاء بعشاء فى المنزل.

ومن ثم فإن المزارعين وموردى المواد الغذائية ومحال البقالة يتدافعون الآن لإمداد الأمريكيين باحتياجاتهم من المواد الغذائية. ويقول ديفيد دياموند الاستشارى فى متجر للبقالة فى نيويورك «إذا لم يستطع شخص الخروج لتناول العشاء، من الممكن أن يذهب إلى المتجر لشراء دجاج مشوى، وفى المرة التالية، سيكتشف أن الدجاج المشوى يتكلف 5.99 دولار أما الدجاجة غير المطهية فلن تكلفه سوى 2.99 دولار».

ومن هيوستن إلى بوسطن، شهدت أسعار الدجاج والحليب كامل الدسم واللحوم البقرية انخفاضاً عما كانت عليه قبل عام، كما انخفضت أسعار الذرة بنسبة 20% أو أكثر فى بعض الولايات منذ الصيف الماضى. وكنتيجة لذلك، انخفضت نسبة سكان نيويورك المتخوفين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية من 73% فى يوليو 2008، إلى 65% هذا الشهر، وفقا لمعهد أبحاث سيينا بنيويورك.

ومن الممكن أن يتوقع المتسوقون انخفاضاً فى أسعار احتياجاتهم الأساسية، فالارتفاع الذى شهدته أسعار المواد الغذائية فى العام الماضى بنسبة 6.6%، انخفض إلى نسبة 2% الأكثر قابلية للترويض فى عام 2009، بحسب أفرايم ليبتاج، الخبير بدائرة البحوث الاقتصادية فى وزارة الزراعة الأمريكية.

ويضيف ليبتاج «مع انتشار البطالة، بالتأكيد هناك بدائل للمأكولات السريعة، فمن الممكن الاعتماد على مأكولات تستغرق وقتاً فى تحضيرها، لإمكانية قضاء وقت أطول فى طهى الطعام وشراء مكوناته، ولكن، على الجانب الآخر، هناك أشخاص يعملون أكثر مقابل أجر مساوٍ أو أقل من الماضى، وليس لديهم خيار قضاء مزيد من الوقت للطهى فى المنزل«.