المفتي: الأمانة العامة للإفتاء العالمي تستهدف تنفيذ حزمة من المبادرات

كتب: أحمد البحيري الخميس 17-12-2015 13:19

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في العالم، أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالمي ستستهدف تنفيذ حزمة من المبادرات والمشروعات العلمية، يأتي في مقدمتها عقد مجموعة من المؤتمرات والندوات.

وأضاف المفتي، في تصريحات له، الخميس، أنه «تمت الموافقة على أن يكون موضوع المؤتمر الأول هو التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للجاليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية، لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة، خاصة بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة التي اجتاحت عددًا من دول العالم، التي أثبتت- بما لا يدع مجالاً للشك- أن الفتوى لعبت دورًا مهمًّا في تصاعد الأحداث مؤخرًا، خاصة تلك التي أطلقها رموز التيارات المتطرفة، التي كانت سببًا رئيسيًّا في التحاق الكثير من الشباب الغربي إلى صفوف المقاتلين في التنظيمات الإرهابية».

وأشار المفتي إلى أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تعزم المشاركة في نشر الوعي والثقافة فيما يخص الجانب الإفتائي والفقهي، من خلال نشر بحوث السادة أعضاء الأمانة العامة، ونشر بحوث مؤتمراتها العالمية، إذْ جمع أعمال المؤتمر ونشره تُعَدُّ أولى خطوات تنفيذ نتائج المؤتمر عمليًّا.

وقال المفتي: «إنه في هذا الإطار سيتم كذلك إصدار مجلة علمية محكَّمة تصدر بعدة لغات، يتم فيها مراعاة تأصيل الحقائق العلمية للمستجدات، وتأصيل ضوابط الإفتاء وتفعيلها في الواقع العملي؛ مما يفسح مجال النشر للمتخصصين في الدراسات الإفتائية والفقهية، سعيًا إلى نشر صحيح الدين وإزالة اللبس في القضايا الشائكة والخلافية».

وأكد المفتي أنه من أهم ما تستهدفه الأمانة إنشاء أكاديمية عالمية للتدريب على الإفتاء وعلومه، وذلك للارتقاء بالدعاة والمفتين، وتبصيرهم بكيفية التعامل مع المستجدات المعاصرة بوعي وكفاءة.

وأوضح المفتي أن ذلك سيتم عبر عدد من البرامج التدريبية، منها: «تدريب القضاة على كيفية استيعاب مادتي أصول الفقه والفقه والمواريث، وتدريب الأقليات المسلمة في الخارج على التعامل مع واقع هذه الدول، والحلول التي تقدمها الشريعة لكثير من مشكلات واقعهم، تدريب الباحثين على البحث الشرعي ومهارات الفتوى، عقد برامج تثقيفية في أحكام الفقه الإسلامي، وتدريب الراغبين من أئمة المساجد على صناعة الإفتاء لمساعدتهم على مواجهة أسئلة رواد المساجد».

وأضاف المفتي أن «الأمانة ستسعى لترجمة أعمالها ومجهوداتها ونتاجها العلمي بلغات عدة لسهولة التواصل مع الآخر في مختلف بلاد العالم، سواء أكان من المسلمين أم من غير المسلمين لتصحيح بعض المفاهيم الإسلامية بصفة عامة، وقضايا الفتوى بصفة خاصة، بالإضافة إلى تزويد الهيئة بالأبحاث والتقارير المنشورة بلغات أخرى لكيفية الاستفادة منها والرد عليها، وتسهيل سبل التواصل مع غير الناطقين باللغة العربية في شتى بقاع الأرض لكي تصل رسالة الإسلام الوسطية إلى كل مسلم أيًّا كانت بلده أو لغته».

وتابع المفتي: أن «الأمانة ستنشئ موقعًا إلكترونيًّا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى، للتواصل مع الجمهور الإسلامي في كافة أرجاء العالم؛ لنشر أعمال الهيئة، وما يصدر عنها من فتاوى وبحوث ودراسات فقهية وأخبار، بالإضافة إلى استقبال الفتاوى والقضايا ذات الصلة والرد عليها، وبالإضافة إلى أعمال المؤتمرات التي تعقدها المنظمة بصفة دورية، وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، والتي حاولت بعض التنظيمات المتطرفة الإسلامية وغير الإسلامية تشويهها».

وأردف: «أن الأمانة ستقوم كذلك بإرسال قوافل علمية إفتائية مشتركة للخارج تهدف إلى تبصير الناس في ربوع المعمورة بهذا الدين الحنيف ويسره وسماحته، وكذلك بيان الخطأ في الفتاوى التي يتصدر لها غير المتخصصين، وذلك بأكثر من لغة، مما يحقق قبولًا عامًّا لدى المتلقي».

وأشار إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون أولى هذه القوافل لعدد من الدول الإفريقية التي تحتاج لدعم شرعي لمواجهة ظاهرة التطرّف.