نشبت في الأشهر الأخيرة مشادات كلامية بين عدد من الإعلاميين، وصلت إلى حد الشتائم، في إشارة جديدة للمرحلة، الذي بلغتها مهنة الإعلام.
ريهام سعيد وإيمان الحصري
مشادة كلامية نشبت بين مقدمة برنامج «صبايا الخير»، ريهام سعيد، مع الإعلامية إيمان الحصري، مقدمة برنامج «90 دقيقة» على فضائية «المحور»، بعد دفاع الأخيرة عن «فتاة المول» التي جرى التحرش بها، إثر «سرقة فريق إعداد ريهام سعيد صورًا خاصة من على تليفونها المحمول، وعرضها دون إذن»، حسب قول الفتاة.
وأجرت «الحصري» اتصالًا بـ«ريهام» للرد على الفتاة، لكنها انحرفت عن القضية الأساسية، ووجّهت حديثها لمقدمة البرنامج: «أنا معرفش إنتي مين أصلًا، ولا اسمك إيه، وأنا بتصل عشان الدكتور حسن راتب»، فردت «الحصري»: «لما متعرفيش أنا اسمي إيه بتتصلي ليه بالبرنامج؟، إحنا طلبناكى لحق الرد لأننا برنامج محترم ومش لازم تعرفي اسمي»، فعاودت «ريهام» الرد: «أنا أتكلم زي ما أنا عايزة وإنتي تسمعيني غصب عنك»، فأنهت «الحصري» المداخلة.
يسري فودة ينتقد ريهام سعيد
كما انتقد الإعلامي يسري فودة، ريهام سعيد، بسبب إحدى حلقات برنامجها حول أوضاع اللاجئين السوريين داخل الأراضي اللبنانية.
وقال «فودة»، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «السوريون اتبهدلوا اتشردوا وبيشحتوا وإحنا حلوين وبنعطف عليهم.. واللي مش عاجبه حالنا في مصر هنبقى زيهم.. حتى بصوا عليهم شكلهم عامل إزاي وبيقولوا إيه.. دي الرسالة من وراء هذا الشيء الصادر عن إحدى بالوعات الصرف الإعلامي، وبما أنها كررت في هذا الشيء أنها تقوم بهذا العمل نيابة عن المصريين فمن حق أي مصري أن يرد، وأنا أول المعلقين، بلاعة صرف إعلامي عليكي وعلى اللي شغّلهالك وعلى أسياد اللي شغّلهالك».
فيما ردت «ريهام» قائلة: «عملت إيه لمصر، وللسوريين، كنت بتدينا درس في اللغة العربية كل يوم على الشاشة، أنت اتشهرت اليومين دول على حسابي، أنا لو مكانك مفتحش بقي (فمي) خالص، وأنا ميشرفنيش أبدًا تجيب سيرتي، وميشرفنيش تتفرج عليّ، وهناك فرق بين الكبانية والتليفزيون وبلاش تشوف الحاجة اللي بتضايقك».
عمرو أديب وخالد صلاح
ونشبت حرب كلامية بين الإعلاميين خالد صلاح وعمرو أديب، بعد انتقاد الأول الأمن المصري في حادث تفجير فندق العريش الذي كان يقيم فيه القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية.
وقال «أديب»: «اللي ميشوفش يبقى أعمى القلب مش العنين، إنت مبتشوفش يا خالد؟ حرام عليك يا راجل، يا أخي نخلي عندنا دم، نحس بقى يا أخي، البلد مش مستحملة خالص، يا أخي عيب والله، مش عارف إنت بتعرف تقرأ ولا لأ».
وأضاف «أديب»، خلال برنامج «القاهرة اليوم»، على قناة «اليوم»: «يا أخي عيب كده يا خالد، لازم يكون في حدود عن كده، الإرهاب مستنى ده، عيب يا حبيبي، متكبروا بقى يا جماعة، البلد مش مستحملة، هو في أكتر من كده، نعمل إيه يا أخي، حتى الموقع بتاعك معندهمش مسئوولية وحطين لك صورة وإنت بتضحك، فين المهنية، بلاش حتى يا أخي في يومها تهاجم».
ورد «صلاح» قائلًا: «إنت مش واخد البرنامج لحسابك وأنا من حقي أرد ومتزايدش عليّ في الوطنية وإحنا لازم نواجه أخطاءنا، ولو كل واحد فينا مسك للتاني مش هنخلص، وفرنسا تم انتقاد فيها الأمن بعد واقعة هجمات باريس».
وأضاف: «أنا من حقي أرد قانونيًا ومهنينًا، وأنت واخد الهواء بمزاجك، والمفروض الاحتياطات الأمنية تكون أقوى من كده والطرح كده ميضيقش أي واحد وطني، ولو مش عاجبك طرحي براحتك وده مش ضد الأمن».
وانفعل «أديب» قائلًا: «أنت بتفهم حاجة في المهنية يا أخي»، ليرد عليه «صلاح»: «لا كده مش هقبل كلامك وهفهمك غلط، ومفروض التدابير الأمنية كانت تبقى أكتر من كده على الفندق اللي حدث فيه التفجير».
وتابع «أديب»: «إنت حاطط صورة ليك في الموقع بتاعك وأنت بالضب تضحك يبقى اتكلم عن المهنية، مش عارف أنت أزاي رئيس تحرير موقع كبير»، وردّ خالد صلاح: «ده تجاوز وخروج على الأدب وقلة أدب وغير مقبول»، ليعقب عليه أديب: «قلة أدب تقبلها ولا متقبلهاش بلا قرف بقا تعبنا منكم البلد مش ناقصة ومتخلناش نتكلم عن علاقتك بخيرت الشاطر بقى».
خالد صلاح وأحمد موسى
دخل خالد صلاح حربًا كلامية أخرى مع الإعلامي أحمد موسى، إذ انتقد نشر صورة عارية منسوبة للمخرج السينمائي، خالد يوسف.
وقال «موسي»، ببرنامج «على مسؤوليتي»، على قناة «صدى البلد»،: «لو فتحتوا النار هفتح، أحمد موسي محدش معلم عليه، والناس اللى بتدعي الشرف يعرفوا حدودهم، أنا عندي أسرار بتفاصيل من زمان سهل أوي أطلعها تكفيني لأسبوع كامل».
وأضاف: «إحنا ملناش مصالح مع حد، وكل الحودايت ممكن تطلع، ولو فتحت هاعور ناس كتير ومش هعملها إلا لما اضطر وهقلب الترابيزة على الكل واللي مشغلهم».
وتابع: «أرجوكم أهدوا شوية، عشان ممكن تدفعوا الثمن غالي، لو بتتكلموا عن الشرف الأول شوفوا موقعكم الأول»، فيما وصف خالد صلاح أداء «موسى» بـ«المنحط».
وقال «صلاح»، في برنامجه «آخر النهار»،: «افتكر يا موسى إنك جيت وعيّطت عشان نخرجك من مشكلتك مع أسامة الغزالي حرب، أرجع لعقلك وأسكت شوية»،
وأضاف: «افتكر كمان إننا ما نشرناش ولا قفا من اللي بتاخدهم لحد دلوقتي»، ثم نصحه: «عُد إلى الحق».
من جهتهم وصف عدد من خبراء الإعلام، ما يحدث بين الإعلاميين على الفضائيات المختلفة من تراشق الإتهامات والمشاجرات، بالأسلوب المعيب الذي لا يجب أن يصدر منهم.
وقال صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن ما يحدث الآن أمر معيب وممارسات غير مهنية تصدر من الإعلاميين، وخاصة أسلوب الإعلامي أحمد موسي في الرد على كل من انتقد عرضه مشاهد تخص المخرج والبرلماني خالد يوسف، فقد وصل الأمر به إن يهدد إعلامي آخر بالجلوس في البيت حين قال له «هعقدك في البيت».
أضاف «العالم»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن الإعلامي لابد أن يعطي الفرصة لتقبل النقد وانتقاد الآخرين له وأن يعرض الرأي والرأي الآخر وأن يتعامل مع المخالفين له ولإخطائه بنوع من الموضوعية.
وتابع: «بعض الإعلاميين الآن يستخدمون الشاشة التي هي من حق الجمهور في نشر معلومات لا تهمه وتصفية حسابات وإطلاق تهديدات، العالم أكد على ضرورة أن يعلم جميع الإعلاميين أنه ليس هناك أحد فوق المحاسبة، فالإعلامي الذي يتصور إنه فوق المحاسبة مهما كانت أخطائه «يعقد في البيت ولا يمارس المهنة».
وقال إنه لابد أن يحترم كل إعلامي عقول الجمهور وألا يستخدم الشاشة استخدام انتقائي لمحبيه فقط ويعمل على استضافتهم في برنامجه الخاص بينما يرفض استضافة معارضية ويطلق الدعايا المضادة لهم.
وختم استاذ الإعلام تصريحاته بالتعليق على واقعة «صور خالد يوسف» أن ما فعله أحمد موسى حتى وإن كانت هذه الصورة حقيقية لا يجوز، ولا يحق له القيام بذلك وأن يطلق الاتهامات، حيث أن هناك سلطة قانون هي المختصة بذلك.
من جانبها قالت الدكتورة هويدا مصطفي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن مشهد المشاجرات بين الإعلاميين على الفضائيات «مشهد سلبي»، يعمل على اهتزاز ثقة الجمهور في هؤلاء الإعلاميين، الذين استغلوا برامجهم في تبادل الإتهامات والتراقش اللفظي دون الألتزام بأي ضوابط إعلامية.
وتابعت في تصريحاتها الخاصة لـ«المصري اليوم»، إن الفوضي الإعلامية الكبيرة التي نمر بها الآن، بسبب غياب أي جهات تقوم على محاسبة المخطأ، بجانب غياب نقابة الإعلاميين التي طال المطالبة بها، وعدم تفعيل أي من القوانيين المنظمة للعملية الإعلامية.
وأكدت أستاذ الإعلام أن ليس من حق الإعلامي أن يستغل مساحات برنامجه للتراشق والتطاول اللفظي بجانب إطلاق تهم التخوين على كل من يعارضه ويعارض ما يأتي في برنامجه، وختمت تصريحاتها «نتمني أن يكون هناك وقفة وتنظيم للمشهد الإعلامي وأن يكون هناك إرادة سياسية حقيقية لتطبيق القوانيين المنظمة للمشهد الإعلامي».