التحالف العسكرى الإسلامى الذى أعلنت عنه الشقيقة السعودية أمس الأول، ويضم ٣٤ دولة، حتى الآن، لمحاربة الإرهاب فيه الكثير من التخوفات والمحاذير فى هذا الوقت بالذات.. كما يثير كثيراً من التساؤلات.
فى مقدمة التساؤلات: كيف يلتقى الشامى مع المغربى، أقصد كيف تكون فيه دولة تشترك فى الإرهاب ضد مصر هى تركيا.. ودولة تمول الإرهاب ضد مصر هى قطر.. ثم تصبح مصر دولة مؤسسة - مع السعودية - فى هذا التحالف العسكرى؟.. ولا ننسى هنا مواقف تركيا- ضد سوريا - وضد العراق.
وهل هو تحالف إسلامى - سنى ضد باقى المسلمين من الشيعة مثلاً رغم عدم ثقتى - بالمرة - بإيران بصفتها أكبر دولة إسلامية - شيعية.
ثم هل يتبع إنشاء هذا التحالف العسكرى الإسلامى تجميد أو إلغاء فكرة «القوات العربية المشتركة» التى صفقنا لها تماماً، عندما أعيد إحياؤها، بعد أن ماتت بعد إنشائها عام 1950، وكان هناك منصب مهم فى الجامعة العربية يشغله «الأمين العام المساعد العسكرى».
وقلنا - بعد الاتفاق على إحياء هذه القوات العربية المشتركة - إنه جاء فى الوقت الصحيح.. وبالقوة الصحيحة.. ولكن ما هو مصير هذه القوات الآن.. وماذا يجرى لها بعد الإعلان عن هذا التحالف العسكرى الإسلامى الجديد، أم أن هذا يعيد إلى الذاكرة السياسية إنشاء حلف بغداد فى أوائل خمسينيات القرن الماضى، رغم اختلاف الأهداف؟
نقول ذلك رغم أن مصر من أوائل الدول التى تعانى من الإرهاب ونبهت إلى مخاطره على الإنسانية كلها.
ولكن لماذا أعترض على «خروج جيش مصر» خارج حدودها بهدف محاربة هذا الإرهاب.. هنا أقول: إن هذا هو سبب اعتراضى لأن المخطط الذى يستهدف ضرب مصر يخطط لسحب جيش مصر إلى خارج أراضيها.. حتى يسهل ضربها من الخارج.. ومن الداخل.. كيف؟!
إن سحب جيش مصر البرى للعمل خارج أراضيه محاولة لاستدراج هذا الجيش، ثم استنزافه وإرهاقه، بحيث يحارب قوات غير نظامية تماماً كما حدث فى اليمن، عندما بدأ التدخل المصرى العسكرى هناك بسرية عسكرية قوامها 500 عسكرى، انتهت بأكثر من 50 ألف عسكرى، وكان ذلك مقدمة للهزيمة العسكرية المصرية فى يونيو 1967، فهل تريدون تكرار هذا السيناريو الخطير؟
إن الإرهاب يتحرك ضد مصر: من الشرق حتى إسرائيل، وهل نسيناها؟ ثم فى سيناء.. وهل نتغاضى عما يحدث فيها من إرهاب؟ وهناك خطر الإرهاب القادم من غرب مصر، من ليبيا التى أصبحت أكبر قاعدة للإرهاب فى المنطقة.. ومخطط غزو مصر من هناك وابحثوا عن داعش فى ليبيا!!
وهناك الخطر القادم من الجنوب - من باب المندب عند المدخل الجنوبى للبحر الأحمر - لإغلاق الممر الملاحى إلى قناة السويس فى الشمال.. والخطر الإيرانى - الحوثى فى اليمن.. ولا ننسى هنا دور القوات المسلحة البحرية المصرية مع شقيقتها القوات البحرية السعودية فى تنظيف جزيرة خيوس اليمنية من التواجد الحوثى الإيرانى وكانت مركزاً لتهريب الأسلحة حولها.
وهناك - أيضاً - مشاكل سد النهضة وتوقعاتها.. وهو من أنواع الإرهاب الذى تمارسه بعض الدول.
لكل هذه الأسباب، وحتى لا يسحبوا جيش مصر للحرب خارج أراضيه، نقول إن دور مصر فى مقاومة الإرهاب داخلها وحولها يكفى، لكى يتفرغ جيش مصر للعمل داخل أراضيه، ونؤكد هنا أن المخطط الإرهابى يستهدف سحب جيش مصر خارج أراضيه.. ليسهل عليهم ضرب مصر نفسها.
وأرجو ألا تندفعوا عسكرياً فى هذا الاتجاه، وللتعاون العسكرى وسائل أخرى.