أزمة العلاقات «السعودية- الإيرانية» على طريق الانفراج

كتب: عنتر فرحات الإثنين 14-12-2015 19:23

تتجه العلاقات السعودية- الإيرانية إلى مرحلة جديدة من إذابة الجليد بعد عقود من الصراع والتنافس على الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط بين البلدين، السعودية السنية وإيران الشيعية، بما قد يمهد الطريق إلى حل العديد من الأزمات فى المنطقة، خاصة فى سوريا واليمن والبحرين والعراق.

وقال المتحدث الجديد باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسين جابرى أنصارى، إن «الأرضية متوفرة لتغيير العلاقات بين إيران والسعودية». ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عنه قوله رداً على سؤال حول العلاقات بين إيران والسعودية: «يمكن تغيير الوضع القائم فى العلاقات بين البلدين لو توفرت الإرادة الحاسمة لدى الحكومة السعودية». وأوضح أن «السعودية قامت بتقديم سفيرها الجديد لطهران، وأن المسار جار بهذا الصدد».

وقال «أنصارى» إن موضوع السفير السعودى الجديد یمر بمراحله القانونية فى إيران، وإن الخارجیة ستعلن عن النتیجة النهائیة فى حینه، مؤكداً أن سياسة إيران ترتكز علی أساس الحوار مع دول الجوار، وقال إن السعودية تعد إحدی أكبر دول الجوار، ویبدو أن هناك الكثیر من الفرص لتغییر الأجواء.

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيرانى، حسن قشقاوى، بدء حوار بین إیران والسعودية حول العلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية، وقال «قشقاوى»، فى لقاء خاص مع قناة «العالم» الإخباریة الإيرانية، إنه بجانب اللقاءات التى يقوم بها السفير الإیرانى فى الرياض مع المسؤولين السعوديين فى وزارة الخارجية، يمكن القول إن مستوی من الحوارات بين إيران والسعودية قد بدأ حول العلاقات الثنائية وبعض القضايا الاقليمية، وأشار «قشقاوى» إلی أن السعودیة قدمت سفيرا جديدا إلی إيران وطهران تدرس أوراقه، ونفى أن تكون العلاقات بين البلدين علی مستوی القطیعة، مشيرا إلی أن سفارتى البلدين مفتوحتان ونشطتان، وكانت هناك لقاءات حتى فى خضم حادثة منى، معربا عن أمله فى أن یؤدى هذا التواصل إلی المزيد من التعاون.

ووصف «قشقاوى» لقاء وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، الأخير مع نظیره السعودى، عادل الجبير، فى فيينا، بأنه «جيد».

وكانت وكالة «مهر» للأنباء الرسمية الإيرانية نسبت «تغريدة» لوزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، على «تويتر»، «عبّر فيها عن رغبته فى إيجاد علاقات مع إيران بشكل أفضل»، إلا أن مصادر سعودية نفت أن يكون الوزير كتب على حسابه.

ويدور صراع إقليمى واسع بين إيران والسعودية على جميع الملفات فى المنطقة، وأبرزها اليمن، حيث تقود السعودية التحالف العربى لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادى فى مواجهة ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح المدعومة من إيران، بجانب تدخل السعودية السريع بقوات لحفظ الأمن فى البحرين فور اندلاع مظاهرات دعمتها إيران، إضافة إلى الصراع بين القطبين الإقليميين حول سوريا والعراق، ودعم طهران الرئيس السورى بشار الأسد عسكريا وسياسيا وماليا، فيما تدعم السعودية المعارضة السورية المعتدلة.

ويتزامن ذلك مع أنباء أفادت بأن إيران بدأت سحب قوات النخبة أو ما يسمى الحرس الثورى من سوريا بعد خسائرها الكبيرة، وهو ما قد يمهد الطريق لمزيد من التقارب السعودى- الإيرانى رغم خلافهما على دور الأسد.

ورغم أن العلاقات السعودية- الإيرانية بدأت بشكل رسمى فى 1929م، إلا أنها كانت موجودة من قبل، وطرأ عليها التوتر والعداء حيناً والتقارب والمجاملات أحياناً أخرى. لكن الخلاف الذى أعقب انتصار الثورة الإيرانية، واحتدام الخلاف الأيديولوجى زاد الأمور سوءاً، لخشية السعودية من تصدير الثورة إليها، ورغم كل محاولات التقارب فى عهدى الرئيسين السابقين أكبر هاشمى رفسنجانى ومحمد خاتمى، لكنها باءت بالفشل، وبعد تولى الرئيس المحافظ محمود أحمدى نجاد تأزمت الأوضاع مع تطوير طهران برنامجها النووى، ومما زاد العلاقات تأزما حادث التدافع فى منى الذى قُتل فيه مئات الحجاج الإيرانيين وغيرهم من عشرات الدول، والذى وصل إلى درجة تهديد إيران بضرب السعودية، بما كان ينذر باشتعال الحرب بين البلدين على خلفية الصراع اليمنى. ومع ذلك، وفى حال تحسنت العلاقات، فإن كلا البلدين سيعمل على تدعيم التحالف الموالى له فى المنطقة لتعزيز نفوذه على حساب الآخر من منطلق «الحرب بالوكالة» أو «الحرب الباردة» بين القوتين السنية والشيعية.

كانت الرياض قررت تعيين عبدالرحمن الشهرى سفيراً لها فى طهران فى 2014، بعد 6 أشهر من انقضاء فترة عمل السفير السعودى عباس الكلابى، وفى يوليو 2014 أعلنت إيران تعيين حسين صادقى سفيراً جديداً لها فى السعودية، خلفاً للسفير سيد محمد جواد رسولى محلاتى.