أعلنت لجنة التحقيق الخاصة بحادث الطائرة الروسية التي سقطت بسيناء يوم 31 أكتوبر الماضي الانتهاء من التقرير الأولى للحادث وتم إرساله إلى الجهات المعنية.
صرح بذلك الطيار أيمن المقدم، رئيس لجنة التحقيق بحادث طائرة شركة متروجيت الروسية، وقال إنه استمرارًا للعمل في إطار الملحق رقم «13» من اتفاقية منظمة الطيران المدني الدولي «الإيكاو» فقد انتهت لجنة التحقيق، مساء الأحد، من إعداد التقرير الأولي لحادث الطائرة وتم وإرساله إلى الممثلين المعتمدين للدول التي لها الحق في الاشتراك في التحقيق، وكذلك إلى منظمة الطيران المدني الدولي.
وأضاف «المقدم» أن هذا التقرير يتضمن 19 بندًا ثابتًا متعارفًا عليها في تحقيق الحوادث يتضمن المعلومات الأولية المتاحة أمام لجنة التحقيق حتى تاريخ صدوره والذي يحتوي على معلومات يتم تدقيقها بشكل أكثر تفصيلاً من خلال مراحل التحقيق القادمة.
وأشار إلى أن التقرير المبدئي أقر بأن البحث عن أجزاء الحطام امتد إلى أكثر من ستة عشر كيلو مترا من موقع الحطام الرئيسي، مؤكدًا أن أعضاء فريق عمل الطب الشرعي بلجنة التحقيق تلقوا التقارير الخاصة بالكشف على الجثامين من الأطباء الشرعيين واللجنة في انتظار تقارير مضاهاة الجثامين من الجانب الروسي لتحديد حالة الضحايا بعد معرفة تحاليل البصمة الوراثية DNA لذويهم، وتمت الاستعانة بالخبراء المصريين من كلية الهندسة جامعة القاهرة في تصوير حطام الطائرة بكاميرا حديثة ثلاثية الأبعاد للاستعانة بها في الاحتفاظ بشكل الحطام وهيئته والمواقع النسبية له في موقع سقوطه واستغرق ذلك 30 ساعة عمل، كما زار فريق المتخصصين من مركز بحوث وتطوير الفلزات موقع الحطام للمعاينة الظاهرية، تمهيدًا للمرحلة الثانية من تحليل الحطام بعد نقله للقاهرة.
وذكر أن اللجنة أعطت كامل الفرصة لجميع المعنيين، بما فيهم شركة التأمين وفرق العمل الروسية المتخصصة في معاينة الحطام بموقعه وهو ما تنص عليه التشريعات الدولية قبل نقله من الموقع لاستكمال مراحل التحقيق.
كما أظهرت أجهزة مسجلات الطيران FDR (الصندوق الأسود الخاص بالمعلومات والبيانات) أن خط سير رحلات الطائرة قبل وقوع الحادث بخمسة أيام كان بين مطارات روسية ومطارات مصرية فقط وأن الرحلة التي سبقت الحادث أقلعت من مطار «سمارا» بروسيا إلى شرم الشيخ.
وتابع: «قام فريق أنظمة الطائرة على مدار 30 ساعة عمل بتفكيك عدد 38 جهاز كمبيوتر خاصا بالطائرة، إضافة إلى عدد 2 جهاز كمبيوتر خاصين بمحركي الطائرة من الحطام بموقع الحادث، وتم نقلهم إلى القاهرة لإخضاعهم للفحص الدقيق بمعرفة فرق العمل المتخصصة».
ولفت «المقدم» إلى أن مجموعة عمل العمليات بلجنة التحقيق قامت بفحص البيانات الخاصة بالطيارين مع الجانب الروسي والخاصة بإجازات الطيران ولياقتهم الطبية ويجري في الوقت الحالي فحص السجلات التفصيلية للعمليات التدريبية التي قام بها الطيارون وذلك بعد ترجمتها من اللغة الروسية، وجارٍ الآن دراسة الحالة الفنية والإصلاحات التفصيلية التي تمت على الطائرة وهيكلها وأنظمتها ومحركاتها من تاريخ إنتاجها وحتى وقوع الحادث وذلك من خلال الوثائق والسجلات الفنية الخاصة بالطائرة والتي وردت من الجانب الروسي ويتطلب الكثير من الوقت، حيث إن الطائرة تم إنتاجها في شهر مايو عام 1997، وقد قام فريق عمل الحطام حتى الآن وعلى مدار 250 ساعة عمل بتصوير وتحديد المواقع وفرز وتصنيف وفهرسة أجزاء الحطام المثناثرة بموقع الحادث ورسم خريطة للحطام لاستنتاج المؤثرات المختلفة على كل جزء من أجزاء الطائرة مع ربط ذلك بالتاريخ الفني وذلك للاستفادة منها في مراحل التحليل التالية ومازال العمل جاريا في هذا الشأن.
وأضاف رئيس اللجنة أن جميع ممثلي الدول المشاركين في التحقيق حصلوا على جميع الحقوق التي حددتها لهم التشريعات الدولية ولايزال التعاون والتواصل معهم مستمرا لتبادل المعلومات بشأن الحادث، وقد تم تنظيم عدد 15 رحلة جوية إلى موقع حطام الطائرة بطائرات الهليكوبتر التابعة للقوات الجوية، وجارٍ التنسيق مع القوات المسلحة المصرية للاستعانة بإمكاناتهم في نقل الحطام بعد انتهاء جميع المعاينات المطلوبة وتجميعه في مكان مؤمن بالقاهرة يتيح للجنة البدء في مراحل جديدة من التحقيق.
وكشف «المقدم» أن لجنة التحقيق الفني لم تتلق حتى تاريخه ما يفيد بوجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي وعليه فإن اللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني.