أتصور أن صانع القرار يواجه حيرة حقيقية فى اختيار اسم الشخص الذى يصلح لرئاسة البرلمان الجديد، وأتصور أن طرح أكثر من اسم، خلال الأيام القليلة الماضية، سواء من داخل البرلمان، أو من خارجه، يدل على مدى هذه الحيرة!
وإذا كان لى أن أقترح اسماً، فى هذا الاتجاه، فإننى أذهب مباشرة إلى اقتراح اسم المهندس إبراهيم محلب، وعندى أسبابى، وأظن أنها أسباب وجيهة، ولأنها كذلك فهى ترجح كفة محلب على كفة الآخرين، ومنتهى أملى أن يؤخذ الاقتراح بجدية تليق به من صانع القرار.
وابتداءً، فليس من المهم أن يكون رئيس البرلمان رجل قانون، فلقد كان المهندس سيد مرعى رجل زراعة، وكان رئيس برلمان ناجحاً، كما أن حكاية أن يكون ضابط الشرطة وزيراً للداخلية، ومهندس الزراعة وزيراً للزراعة، ومهندس الاتصالات وزيراً للنقل لابد أن تتوقف، لأننا فى حاجة إلى عقل سياسى فاهم ومستوعب فى كل المواقع، قبل أن نكون فى حاجة إلى عقل متخصص!
إن المهندس محلب رجل جرى اختباره فى العمل العام، وأظن أنه كان ولايزال ناجحاً، من أول «المقاولون العرب»، إلى الإسكان، إلى رئاسة الحكومة، إلى موقع مساعد الرئيس، كما أظن أيضاً أننا أحوج الناس إلى رجل مثله على رأس مجلس النواب.
إن مجيئه سوف يحسم الرئاسة له، من أول لحظة، وسوف لا يفكر أحد، ممن يقولون إنهم سوف يرشحون أنفسهم الآن، فى طرح أسمائهم، لأنهم سوف يكونون على يقين، عندئذ، من أن طرح اسم «محلب» على النواب، لانتخابه منهم رئيساً، بمثابة عصا موسى التى سوف تبتلع كل ما عداها، وسوف لا تكون الدولة فى حاجة إلى حشد الأصوات معه فى داخل المجلس قبل انتخابه، لأنه سيفوز بسهولة، وسوف يكون فوزه تلقائياً وصادقاً، وسوف نكون أمام رجل يعرف الوزراء واحداً، واحداً، ويعرف ماذا على البرلمان أن يضع على رأس أجندته التشريعية، لأنه كان فى موقع السلطة التنفيذية من قبل، ويعرف أى القوانين يجب أن تكون له الأولوية، وأيها يمكن أن يؤجل.
إن طرح اسم من داخل البرلمان، أو اسم غير معروف، من خارجه، بسبب وجود ملاحظات على الأسماء المعروفة، سوف يؤدى إلى مهاترات كثيرة على رئاسة مجلس النواب، ولابد أننا فى غنى تماماً عن مثل هذه المهاترات، ولابد أيضاً أننا فى حاجة إلى أن يؤدى اسم رئيس البرلمان الجديد إلى إدخال بعض البهجة على قلوب المصريين، وأعتقد أن اسم «محلب» كفيل بهذا، لأن المصريين، فى جانب كبير منهم، قد أحبوه، وكانوا يتمنون بقاءه فى رئاسة الحكومة، لأن له حضوراً من نوع ما فى العمل التنفيذى، بما يساعد فى رفع جزء من العبء عن كاهل الرئيس.
«محلب» رجل نافذ، ومنفذ، واختياره لهذا الموقع سوف يكون موضع رضا من النواب جميعاً، ولن يكون حوله خلاف بينهم، كما سيكون سبباً للسرور لدى المواطنين الذين افتقدوه فى أغلبهم، وسوف يكون عوناً للرئيس من حيث تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية بما يسعف الأداء العام فى البلد لصالح كل مصرى.
«محلب» اسم من خارج الصندوق، وهو قادر على ملء المكان، وقادر على حسم الخلاف على رئاسة «النواب» وقادر على أداء المهمة بامتياز، فلا تفرطوا فيه.