شهادة تاريخية يجب أن تنشر فى كل مكان وبكل الوسائل

سمير فريد الجمعة 11-12-2015 21:34

يوم السبت الماضى قال فنان السينما الأمريكى العالمى الكبير، فرانسيس فورد كوبولا، شهادة تاريخية عن حقيقة الدين الإسلامى فى مواجهة أعنف حملة تشويه تعرض لها فى العصر الحديث، ويوم الثلاثاء الماضى صرح ترامب، أحد مرشحى الحزب الجمهورى لانتخابات الرئاسة القادمة، بأنه يطالب بمنع كل المسلمين من دخول أمريكا، وكأن كل مسلم متهم وثبتت إدانته!

كلاهما أمريكيان، ولكن كوبولا يمثل الحضارة الأمريكية التى تعتبر أكبر وأهم وأعظم تجربة فى التعايش بين الأعراق والثقافات والأديان والمعتقدات، وترامب يمثل الهمجية والتعصب والجهل والحمق وكل ما يعادى الإنسانية، وقد قال كوبولا شهادته فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى إطار مهرجان مراكش السينمائى الدولى حيث يرأس لجنة التحكيم التى تعلن جوائزها اليوم، ونشر الزميل العزيز محمود موسى هذه الشهادة فى صفحة السينما التى يشرف عليها فى «الأهرام»، عدد الأربعاء الماضى، والتى أصبحت بفضله والزملاء العاملين معه، صفحة تليق بأعرق الصحف العربية، وفيما يلى نص الشهادة:

«الإسلام دين سمح ودين رحمة، ومن الحضارات التى كان لها دور فى إنارة العالم، نحن بشر تجمعنا رسالة الحب، يقول المسلمون قبل تلاوة القرآن بسم الله الرحمن الرحيم، وهذه رسالة واضحة وصريحة، فالله الرحمن الرحيم لا يمكن أن يحرض على العنف والكراهية، ومن الظلم تصدير هذه الصورة عن الإسلام، وأنه يسىء للمرأة ولا يحترم الآخر. ما نراه الآن حول العالم من ظلم لهذه الحضارة وثقافتها يرجع للصراع الذى يدبره من يحكمون العالم، كنت أسأل نفسى فى شبابى من يحكم العالم، وقد تصورت أنهم العلماء فى فترة ما، ثم تخيلت أنهم الفنانون، وأخيراً استقر فى وجدانى أن من يحكم العالم شركات الإنتاج الكبرى التى تصور ما تريد، وتصنع الرسائل الخاصة بها، وتنشر المفاهيم السياسية لمن يقفون وراءها».

كوبولا ليس فقط فنانا سينمائياً وعالمياً وكبيراً، وإنما شخصية عامة يعرفها مئات الملايين من الناس داخل وخارج أمريكا ويحبونها ويحترمونها لأفلامه التى دخل أغلبها تاريخ السينما بل تاريخ الإبداع الفنى فى القرن العشرين، ولسيرته الناصعة على الصعيدين الشخصى والسياسى فى دفاعه عن الحب والسلام والقيم الإنسانية الكبرى، ولذلك فإن شهادته عن الإسلام تاريخية بحق، وتأتى فى موعدها تماماً، ويجب أن تنشر فى كل مكان من العالم، وبكل الوسائل، ولو على شكل إعلانات مدفوعة الثمن.

■ صدر قرار بتعيينى فى لجنة السينما فى المجلس الأعلى للثقافة، وعلمت بذلك من الصحف، أطالب بالاعتذار عن استخدام اسمى، دون موافقتى، ولا أريد التعامل مع وزارة الثقافة على أى نحو، مع احترامى الكامل لوزيرها الزميل الصحفى والكاتب حلمى النمنم، الذى عبرت أكثر من مرة فى هذا العمود عن أنه رجل فى مكانه، ولكن هذه مسألة أخرى.

samirmfarid@hotmail.com